تأثير التواصل الاجتماعي في سلوكياتنا
غيّرت شبكات التواصل الاجتماعي سلوكيات حياتنا الاجتماعية بما وفّرته من تخطّي حواجز الزمان والمكان ، فاتسعت صداقاتنا وعداواتنا واتفاقنا واختلافنا بما مدّتنا وتمدّنا به من سعة وانتشار ، ومع كل ذلك فهي غير دقيقة فليس كل ما نقرأه فيها صحيحا بل مخلوطا برغبات واتجاهات من يكتبون ، وبالاجندات التي يؤمنون بها ، تجد فيها اراء وكتابات وتحليلات موضوعية لكن دائما مايسود التعصّب في اغلب مناكفاتها وملاسناتها بالباسها ثوب الموضوعية والمصداقية وقل ما تجد لهما مكانا في تلك المناكفات ان من ابرز مشاكلها سوء الفهم مع الاخرين حيث ان الردود تكون حسب تفسيرنا لافعال الاخرين تجاهنا او اجتزاء ما يناسب تعليقنا او تشهيرنا لكي نطمس الجانب الذي لا نرغب فيه ما يؤدي الى فقدان صداقتهم في الحياة الرقمية والواقعية واوضخ خبراء ان ابرز اخطارها ما يمكن تسميه “التكاسلية” او “التواكلية” في الفعل الاجتماعي ، فشبكات التواصل مكان جيد لنشر الاخبار ونشر الحقائق ونشر الشائعات وفي صفحاتها الصدق والكذب والافتراء وهي المكان المثالي الذي يلقي بالمسؤولية على الاخر وتسويد صفحته او تبييضها وفي غالبها مشحونة النظرة السلبية التي لا ترى اي منجز ، فلو صار اختلالا ما فانه ينعكس فيها فوضى ويتم استحضار الصدق والكذب في تغطيته ولو اجتمع عشرة اشخاص سواء بتلقائية اوجبتها حالة معينة او بدفع من جهة ما متلبّس بحالة معينة فان التناول ينعكس في التواصل الاجتماعي الى مايشبه الثورة والفوضى ولم يلبث ان يزول بزوال الزوبعة في التواصل هي اسوا مكان لتطبيق “الفعل الاجتماعي” في الحياة الواقعية فتغريدة او خبر او انطباع لصالح قضية ما او ضدها او نشر راي ما او قضية تدافع عنها سلبا او ايجابا يعطيك احساسا مصطنعا بانك مشارك في فعل اجتماعي ما وانك بذلت مجهودا ضخما في هذا الاطار في حين انك لم تتحرك قيد انملة من مكانك لدعم قضية سياسية أو اجتماعية بوسائل تتميز بأنها تنطوي على القليل من الجهد أو الالتزام وليس لهذا الفعل أثر يُذكر سوى جعل الشخص الذي يقوم به يشعر بالارتياح وانه شيئا مذكورا إزاء مساهمته 14 مارس 2024م