الجنوب في واجهة المشهد الأمريكي.. اوراق على طاولة الكونغرس تناقش مستقبل الشأن الجنوبي

في تحرك وطني لافت هو الأول من نوعه، نظّم وفد الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية الإثنين فعالية وطنية متميزة في العاصمة الأمريكية واشنطن، بهدف إيصال صوت شعب الجنوب إلى مراكز صنع القرار الأمريكية، وعلى رأسها الكونغرس والجهات الفيدرالية المعنية بالشؤون الدولية والأمن القومي. وشكلت الفعالية منصة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة للجنوبيين المقيمين في أمريكا، حيث عرض الوفد رؤية واضحة ومتكاملة تعكس تطلعات شعب الجنوب، وتحدد مطالبه الأساسية في تعزيز الأمن، وحماية الهوية الوطنية، وبناء شراكات تنموية عادلة مع المجتمع الدولي. وأكد الوفد في سلسلة لقاءاته أن الجنوب يواجه تهديدًا وجوديًا مباشرًا من ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وهو ما يستدعي تحركًا أمريكيًا فاعلًا لمواجهة هذا الخطر، وضمان الاستقرار في واحدة من أهم مناطق الملاحة الدولية. مطالب مباشرة للكونغرس الأمريكي وطرح الوفد على طاولة الكونغرس جملة من القضايا الحيوية التي تمس الوضع في الجنوب، داعيًا أعضاء الكونغرس والإدارات الفيدرالية إلى: * فرض عقوبات اقتصادية مركزة على قادة ميليشيا الحوثي الإرهابية؛ باعتبارها جماعة تهدد السلم الإقليمي والدولي. * تعزيز التنسيق مع الشركاء الإقليميين لوقف الدعم اللوجستي والعسكري الإيراني الموجه للحوثيين. * إدراج شروط في قانون الاعتمادات الفيدرالي تلزم وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم تقارير دورية حول جهود الاعتراض ومكافحة تهريب الأسلحة للحوثيين، مع دعم تحسين قدرات الجنوب الأمنية لحماية حدوده. • *شراكة الأمن والاستقرار وشدد وفد الجالية على أهمية بناء شراكة استراتيجية بين الجنوب والولايات المتحدة، في ملفات متعددة تشمل الأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان، ومكافحة التطرف، مؤكدًا أن الجنوب لم يكن يومًا مصدر تهديد، بل شريك موثوق في استقرار المنطقة. وفي هذا السياق، أبرز الوفد الدور المحوري الذي يضطلع به المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، باعتباره الطرف الجنوبي الفاعل والمؤهل لإدارة شؤون الجنوب، وحماية مصالحه، ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية. *الانتقالي نموذج الحكم المحلي وأشار الوفد إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، ورغم ما يواجهه من تحديات، قدّم نموذجًا متقدمًا في الحكم المحلي، ونجح في الحفاظ على الأمن، وتقديم الخدمات، وإدارة ملفات حيوية في ظل ظروف صعبة، داعيًا الكونغرس إلى دعم مؤسسي وفني لتعزيز كفاءة المؤسسات في الجنوب. *رسالة الجنوب وأكدت الجاليات الجنوبية في أمريكا أن هذه الفعالية الوطنية ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل بداية لتحركات أكثر تنسيقًا وفعالية في المرحلة المقبلة، بما يضمن إيصال رسالة الجنوب بوضوح، ويعزز من فرص بناء شراكات استراتيجية حقيقية مع الولايات المتحدة، بما يخدم مصالح الجنوب، ويحافظ على أمن واستقرار المنطقة برمتها. *تعزيز مسارات الاستقلال تعزيز الحضور الجنوبي في الفضاء الدولي ليس مجرد مكسب سياسي، بل هو خطوة استراتيجية تساهم في إعادة رسم خارطة الاعتراف الدولي، وتُجهض محاولات بعض القوى المتضررة من المشروع الجنوبي في تصوير الجنوب كمجرد تابع أو هامش في معادلة النفوذ. الجنوب يقدّم نفسه اليوم كرقم صعب، وصاحب رؤية متكاملة في ملفات الأمن، والتنمية، ومكافحة الإرهاب، وحماية الممرات البحرية الدولية. وقد استطاع المجلس الانتقالي أن ينقل مظلومية الجنوب من الإطار المحلي إلى المنصات الإقليمية والدولية، في إطار دبلوماسية وطنية قائمة على المصارحة وتقديم الحقائق كما هي، دون تزييف أو خضوع لضغوط سياسية. هذه المقاربة عززت الثقة المتبادلة مع المجتمع الدولي، وفتحت المجال لبناء تفاهمات تستند إلى المصالح المشتركة، بدلاً من الإملاءات. هذه النجاحات الخارجية تُمثل أحد أهم المسارات الداعمة لمشروع استعادة الدولة، إذ أنها تُحبط المخططات التي تسعى إلى طمس هوية الجنوب، وتُحاصر القوى التي تستثمر في الفوضى والإقصاء.