هاتف هواوي ثلاثي الطي.. ألماس في فوهة بركان
لا يخفى على أحد أن الألماس هو كربون تحول إلى صورة بديعة نتاج تفاعلات حمم البراكين، ولو لم تجف الحمم، أو تقذف به الثورات البركانية بعيداً، ما استطاع المنقبون أن يستخرجوه من جوف البركان، ذلك الوصف بشكل ما يليق على طرح عملاق الإلكترونيات الصيني هواوي لجهاز «هاواوي ميت إكس تي» الهاتف ثلاثي الطي، الذي يعد متفرداً، والوحيد من نوعه في العالم.. ولكنه ليس مطروحاً للعالم، وفقط في الصين. فتحت هواوي باباً لم يقربه أي من عمالقة التكنولوجيا في العالم، وغيرت مفهوماً سائداً حول أجهزة الهواتف القابلة للطي، فأزمة الهواتف القابلة للطي كتصميم كونها هاتف منتقص في حجم شاشته وفي إمكانياته، وفي الوقت نفسه جهاز لوحي غير مكتمل في أبعاده وحجمه، ما جعل سوق الهواتف القابلة للطي معتمد بشكل أكبر على الدعاية، كون أغلب الشركات لم تصل للخلطة المطلوبة لإخراج جهاز متعدد الاستخدامات يقوم بمهامه بشكل كامل. ويقول موقع «أندرويد بوليس»، المختص في مراجعة الهواتف المحمولة، إن هواوي ألقت حجراً في ماء راكد بإصدارها هواوي «ميت إكس تي»، حيث خرجت عن النمطية التي أصابت الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة بسبب شح الابتكارات التكنولوجيا الفعالة والمؤثرة، التي من شأنها تحويل الهاتف العادي إلى جهاز إدارة أعمال، لذلك اعتبر الموقع الجهاز ثلاثي الطي من هواوي قطعة ألماس متفردة. إلا أن قطعة الألماس تلك ليست متاحة لكل العالم، حيث بسبب المعوقات الأمريكية وحظر خدمات جوجل على هواتف شركة هواوي، يبقى الجهاز فقط داخل الصين، حيث فضلت هواوي عدم طرحه عالمياً حتى الآن، كما أنه غير محمل بمعالج رائد واكتفى بمعالج كيرين المعتمد على معمارية قديمة 7 نانوميتر، حيث يحظر على هواوي استخدام معالجات سنابدراغون بكامل قدراتها. ويقول مراجع الأجهزة الأمريكي ماركيز براونلي في مراجعته لجهاز هواوي «ميت إكس تي» إنه جهاز رائع لا يستطيع توصية المتابعين بشرائه، لكونه غير متوفر رسمياً في الأسواء، وغير مدعوم للأسواق العالمي، ولا يقدم أعلى أداء مقارنة بالأجهزة الجديدة من الشركات الأخرى المسموح لها باستخدام معالجات «سنابدراغون» ومعماريات «آرم» الحديثة ذات معمارية الـ3 نانوميتر، والتي تضيف قوة للأجهزة، وهو ليس تقصيراً من هواوي، ولكنها ظروف فرضت عليها دولياً. وقال ماركيز إنه وجد صعوبة هو نفسه في الحصول على الجهاز وفي الوقت نفسه، وجد صعوبة في التعامل معه في ظل غياب خدمات جوجل بشكل رسمي عن الجهاز، معتبراً أيضاً أن الحلول البديلة لتنزيل خدمات جوجل لا يمكن اعتبارها رسمية أو يُعتمد عليها. ونفس الأمر أكده المراجع البريطاني آرون روبيش في قناته «مستر هوزابوس»، الذي اعتبر أن الجهاز تجربة شيقة وبداية طريق جديد، لإعادة الشركات لدرب الابتكارات من جديد بعد غياب طويل لابتكار حقيقي في سوق الهواتف الذكية. وأغلب مراجعات والمقالات التي تناولت قطعة الألماس من هواوي أجمعت على كونه رائعاً صعب المنال، وصعب ترشيحه للمستهلك العادي، ليس لارتفاع سعره ولكن لصعوبة الحصول عليه خارج الأسواق الصينية، وفي الوقت نفسه صعوبة تغطية هواوي على نواقص الجهاز الخارجة عن إرادتها، ليبقى «ميت إكس تي» قطعة ألماس حقيقية ولكن لن يتلقفها المنقبون حتى تبرد حمم المنع والحجب المفروضة على هواوي، أو تتلقف الشركات المتاحة مثل أبل وسامسونج وبي بي كي وغيرهم من الشركات لاختراع هواوي، لتصدر منه نسخاً قابلة للاستخدام في أسواق العالم، فترى من سيتلقف الابتكار ليطرحه عالمياً؟