( منصر باحاج ) عريس شبوة واليمن

بقلم / عادل القباص

. ستودع الجماهير اليمنية والشبوانية نجما من نجوم الكرة المجنونة، في ليلة تاريخية لن تمحى من الذاكرة سنين طويلة فالجماهير الرياضية بكافة ميولها هتفت وستهتف له طويلاً، هذا النجم الذي اتفق الجميع على حبه واحترامه، النجم الذي جمع المجد من جميع أطرافه، وصنع لنفسه اسماً وصيتاً حتى رسخ في مخيلة جميع من يعشق المستديرة هو منصر بن عوض باحاج ليس مجرد لاعب يجيد العزف على أوتار الإبداع والفن الكروي في المستطيل الأخضر فهو إنسان قبل ذلك يمتلك من الأخلاق العالية والصفات الحميدة والفاضلة التي تجبرك على احترامه، بين هذا الفتى كامل الأوصاف وكرة القدم قصة عشق ابتدأت منذ زمن وها هي حالياً تكتب فصولها الأخيرة وتعزف أعذب وأقسى ترانيمها، قدم لنا خلال مسيرته الكروية المفعمة بالإبداع ملحمة مليئة بالعطاء والتألق والرقي في التعامل مع الكرة، تعجز الأحرف عن وصفه، فهو ظاهرة داخل الملعب بفكره الكروي الاحترافي العالي وظاهرة خارج الملعب بتواضعه الجم ودماثة الخلق وحسن تعامله الراقي مع الإعلام و محبيه في الداخل والخارج ، بلا أدنى شك لاعب قلما نجد مثله في ملاعبنا الشبوانية , كنا نحن معشر متابعي كرة القدم نتلهف شوقاً للاستمتاع بتمريراته الساحرة في وسط الملعب ونتوق جنوناً لأهدافه الحاسمة في شباك الخصوم واليوم حان الوقت لكي نصفق ونلوح له بأيدينا في ليلة وداعه لـ(المستطيل الأخضر) والاتجاه إلى عالم التدريب بإذن الله . منصر باحاج اليوم يبلغ من العمر 37 عاما اتفق عليه كل منصف وكل محايد واجتمع كل محب للعبه الأشهر بأنه يمثل علامة فارقة في تاريخ الكرة اليمنية وعندما يكون الحديث عنه لابد أن يكون ذهبياً بلا جدال كيف لا والذهب اقترن به حتى أضحى سمة من سماته، من مِنا ينسى إنجازه الأول عندما قاد الكتيبة الخضراء (الطليعة الحباني ) وتحقيق بطولة المحافظة للناشئين مع زملائه الابطال . من انجاز إلى إنجاز حتى أبهر جميع النقاد والمتابعين بفنه وموهبته وأضحى حديثاً في أفواه الناس, والتتويج فيما بعد بالمركز الأول بالبطولة العربية المدرسية بعد فوزهم في النهائي على المنتخب العراقي ثم مع المنتخب الوطني الأول ونيل المركز الثالث في بطولة غرب آسيا بالاردن وقيادته للمنتخب الوطني الأولمبي في سدني (استراليا) ولعب أكثر من (65) مباراه دولية مع المنتخبات الوطنية وكان اجمل هدف سجله في منتخب السنغال براسية رائعة ونيل لقب الدوري اليمني العام مع نادي هلال الحديدة وتحقيق العديد من الألقاب مع الأندية اليمنية التي لعب في صفوفها من محافظات صنعاء وعدن والحديدة وحضرموت وشبوة . في يوم الجمعة القادمة الموافق 5/ اغسطس /2022م سيكتسي ملعب الفقيد ناصر الخليفي بمدينة عتق كامل زينته ليحتضن مناسبة اعتزال أحد أبناء شبوة الأوفياء ويشهد وداعية الكابتن الخلوق منصر عوض باحاج فبعد عقدين من الزمن ومحطات كثيرة من الابداع اتخذ القرار الصعب ويعتزل المستطيل الأخضر وبفارق معشوقته المستديرة . أن أبوحسام يستحق مهرجان اعتزال يليق بمسيرته الرياضية وعلى جميع المسؤولين والقيادات الرياضية والشخصيات الاجتماعية ورجال المال والأعمال والداعمين وكذا وزارة الشباب والرياضة والاتحاداليمني العام لكرة القدم أن يكونوا في الموعد ودعمه وتكريمه ستترك اثر عميق في وجدانه وستظل عالقه في ذهنه وكذا في الأجيال المتعاقبة لكي يحذوا حذوه في الابداع والنجومية في المستقبل القريب . نهنئك منصر في يوم وداعك كلاعب على كل ما قدمت وكل ماحققت من نجومية وابداع. وهمه وشجاعه .. ونشكرك في يوم اعتزالك على سلوكك الطيب وسيرتك العطرة طوال مشوارك نشكرك لكل مافدمت .. ونشكر الجميع لانهم كرروا مواقفهم المشهوده في الوفاء والعرفان والوجدان . في الختام الجماهير الرياضية بمختلف ميولها ستودع نجما مميزا حفر اسمه في قلوب الرياضيين بفنه وأخلاقه وقدم كل ما يملك من أجل المنتخبات والأندية حتى استحق أن ينال العديد من الألقاب التي سيسجلها التاريخ بمداد من ذهب .