أدباء جنوبيين يحثون على الاهتمام بتاريخ عدن والجنوب وتبني مشروع لتنوير أجياله.

شبوة اليوم /عدن

العاصمة عدن /تقرير: عـــلاء عـــادل حـــنش: حث أدباء وكتاب جنوبيون على ضرورة إعطاء التاريخ الجنوبي أهمية كبيرة، والاهتمام بتاريخ عدن، والجنوب عامة لما لهذا التاريخ من أهمية كبيرة للجنوب، مطالبين، في ذات الوقت، بضرورة تبني مشروع الحفاظ، والاهتمام بالتاريخ الجنوبي لتنوير الأجيال الجنوبية. وطالبوا بضرورة تجميع أرشيف عدن خاصة، والجنوب عامة، ووضعه في مكان واحد كي لا يتلف أو يختفي. جاء ذلك خلال الفعالية الثقافية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن اليوم الأربعاء 26 يناير / كانون ثاني 2022م، تحت عنوان: (عدن في الوثائق البريطانية)، في مقر الاتحاد بمديرية خور مكسر في عاصمة الجنوب عدن. *(21) ألف وثيقة بتركيا* وبدأ الفعالية الثقافية المؤرخ نجمي عبد المجيد بالترحيب بالباحث والمترجم بلال غلام، صاحب العديد من الترجمات المتصلة بتاريخ عدن، وكذا الترحيب بالحاضرين جميعًا. وأكد نجمي، في خضم حديثه، أن هناك: "21 ألف وثيقة موجودة في تركيا خاصة بتاريخ عدن، والجنوب". وأشار نجمي إلى أن أخطر ما في بريطانيا هما الأرشيف، والنظم الإدارية، معتبرًا أن بريطانيا استطاعت حكم العالم بهذين الأمرين. *تفاصيل (128) ألف وثيقة بريطانية* بدوره، تحدث الباحث والمترجم بلال غلام، بإيجاز، عن مشاهداته في تاريخ عدن بالوثائق البريطانية خلال فترة ابحاثه التي استمرت لسنوات عدة. وقال أن: "هناك وثائق عن تاريخ عدن، وملفاتها متوزعة في ثلاثة أماكن كبرى منها المكتبة البريطانية الكبرى التي تأسست في 1 يوليو / تموز 1973م، وبعدها تحولت إلى المبنى الجديد في 25 يونيو / حزيران 1995م". وأكد أن: "الملفات والوثائق المُتعلقة بعدن، والمتواجدة في المكتبة البريطانية الكبرى تُقدر بحوالي مائة وثمانية وعشرين ألف ملف تتحدث عن تاريخ عدن، والجنوب بشكل عام، وهي خاصة بالإدارة المدنية". وتابع: "كما أن هناك ملفات موجودة في الأرشيف الوطني البريطاني، وهذه الملفات سياسية منذُ بداية الاحتلال البريطاني حتى الاستقلال، وما بعده". وأضاف: "وهناك ملفات موجودة في أرشيف البرلمان البريطاني عن عدن والجنوب، وهي ليست أكثر من الملفات الموجودة في المكتبة البريطانية الكبرى، وفي الأرشيف الوطني البريطاني"، مُشيرًا إلى أن: "الملفات الموجودة في أرشيف البرلمان البريطاني تخص فترة ما قبل الاستقلال، أي منذ الخمسينيات وحتى الاستقلال، وكلها ملفات سياسية، وقوانين". وأكد غلام أن: "هناك ملفات موجودة خارج لندن لن يفرجوا عنها إلا بعد خمسين سنة، لكن الملفات الموجودة داخل لندن سيتم الإفراج عنها بعد ثلاثين سنة"، حد قوله. وأشار إلى أن: "خلال البحث في تلك الوثائق المُقدر عددها بمائة وثمانية وعشرين ألف ملف وجدتُ الكثير من المعلومات التي لا حصر لها، ولا يتخيلها العقل"، مؤكدًا ان ما قام بجمعه من الملفات خلال السنوات الماضية تُعد قليلة مقارنة بما هو موجود في تلك الملفات"، منوهًا بأن عملية جمعه لتلك المعلومات كانت بجهود شخصية، ودون أي دعم يُذكر من أي جهة. وشرح غلام ما اطلع عليه في الملفات التي تخص تاريخ عدن، والجنوب، وجمعها، وهي موجودة في عدن، حد تعبيره. *استمرار عملية الأرشفة لتاريخ عدن والجنوب* غلام أكد انهم مستمرون في عملية الأرشفة لتاريخ عدن، والجنوب، مُشيرًا إلى أن عملية الأرشفة تتطلب جهدًا كبيرًا، ووقتًا كثيرًا. وأشار إلى أنه استطاع جمع مائة ألف وثيقة بريطانية. وشدد غلام بأنه لا يوجد أي تعاون حكومي أو رسمي في عملية الأرشفة لتاريخ عدن، والجنوب، مؤكدًا انه لا يوجد أي اهتمام من أي جهة بالتاريخ الجنوبي حتى اللحظة. *أهمية التاريخ* وتذمر غلام من "عدم إعطاء التاريخ أهمية في مجتمعنا، في حين أن الأخرين مهتمون بتاريخنا"، مُطالبًا بأهمية الاهتمام بتاريخ عدن، والجنوب عامة لما لهذا التاريخ من أهمية كبيرة للجنوب. وتأسف غلام من أن يكون الشعب لا يعرف تاريخه بشكل كامل. وأكد أن شباب الجنوب في الوقت الراهن لا يعلمون بتاريخ وطنهم الجنوبي، وذلك يعود بسبب الإهمال الكبير الذي تعرض له تاريخ عدن خاصة، والجنوب عامة، مُشيرًا إلى أن الطلاب في الوقت الراهن لا يتعلمون تاريخهم في دراستهم، بل يتعلمون تاريخ شعوب أخرى. وطالب غلام، في ختام حديثه، قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بضرورة تبني مشروع الحفاظ، والاهتمام بالتاريخ الجنوبي، كي يكون تنويرا للأجيال الجنوبية. *مداخلات* وشهدت الفعالية الثقافية عدد من المداخلات القيمة التي اثرت الفعالية التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والأمين العام للاتحاد الأستاذ بدر العُرابي، وعدد من أعضاء الأمانة العامة، وفرع عدن، ومجموعة من المثقفين والأدباء والكتاب والصحافيين الجنوبيين، والمهتمين بتاريخ عدن أبان الاحتلال البريطانية، وبأرشيف عدن خاصة، والجنوب عامة. وطالبت المداخلات بضرورة الحصول على نسخ من الوثائق البريطانية، داعين إلى أهمية جمع كامل الارشيف، ووضعه في مكان واحد كي لا يتلف أو يختفي. ودعت المداخلات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاهتمام بالوثائق والصور البريطانية التي يمتلكها المؤرخ بلال غلام، وعرضها على شكل "معرض صور" ليعلم المواطنون بتاريخ وطنهم الجنوبي. وأكدت المداخلات أن باب المجلس الانتقالي الجنوبي مفتوح لتبني مثل هكذا أمور تهم تاريخ عدن والجنوب، مُشيرةً إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي واتحاد أدباء وكتاب الجنوب سيهتمان بإقامة معرض يضم عدة صور ووثائق تاريخية عن الجنوب، وكذا تحويل هذه الفعالية إلى عمل ميداني بعد جمع أهم المراجع فيما يخص هذا الجانب.