يحاول"الاصلاح" تقسم "حضرموت" حفاظا على نفوذ الإخوان و"الانتقالي" يعتبره التفافا على اتفاق الرياض

الرياض - مجاهد الكلدي

لم يكن لحزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن", خيار سوى الخضوع   لقبول المفاوضات في جدة وتوقيع اتفاقية الرياض في 5 نوفمبر, بين الحكومة الشرعية التي يسيطر حينها على مفاصلها, والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي وضعه في مأزق كبير أدى لطرده من عدن والمناطق الجنوبية وقطع نفوذه فيها, بعد سيطرة الانتقالي عليها في اغسطس الماضي, وأصبح هذا يهدد سيطرته على مراكز القرار في الحكومة الشرعية, والمناطق الواقعة تحت سلطته, بعد ان اصبح الانتقالي طرفا أساسيا في الحكومة برعاية دول التحالف. وبما ان الواقع الذي فرضه اتفاق الرياض لا يمكن للإصلاح تغييره في هذه المرحلة بالذات, إلا ان بنود الاتفاق ستضمن له الحصول على صلاحيات واسعة السلطة اذا استطاع فعلا الحفاظ على المناطق المتبقية تحت سيطرته لما بعد تنفيذ بنود الاتفاق التي تنص على اقامة الاقاليم ومنح حكما ذاتيا لها. وفيما يبدو فقد ادركت قيادات الإصلاح هذه الفرصة, وبدأت تحركاتها لتنفيذها, فقد كشف لقاء جمع وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء المقرب من الاصلاح عصام حبريش الكثيري, مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر احد اهم القيادات الموالية للإخوان, عن نقاط رئيسية حول مشروع الإصلاح, الذي يسعى لتحويل مديريات الوادي والصحراء التي تقع فعليا تحت سيطرة الاصلاح لمحافظة مستقله منفصله عن بقية المديريات الساحلية. وعقب هذا اللقاء لقاءات اخرى عقدها الوكيل الكثيري, مع رئيس الاصلاح محمد اليدومي, برفقة مدير مكتب الرئيس هادي المنتمي لجماعة الإخوان عبدالله العليمي, وخلصت هذه اللقاءات لإعداد مسودة لقرار تقسيم حضرموت لمحافظتين, تمهيدا لتقديمها للرئيس هادي. ويحاول الإصلاح حشد انصاره في حضرموت وخارجها, لتأييد هذا القرار واظهاره كمطلب شعبي, كوسيلة ضغط يمارسها على الرئيس هادي لقبوله واصداره للقرار, في الوقت الذي تزايدت فيه الاصوات الرافضة لتقسيم حضرموت من قبل مواطنين ينتمون للمحافظة, الامر الذي يعطي الفرصة للانتقالي باعتبار ان هذه المحاولة تعتبر التفافا على التهدئة التي نصت عليها بنود الاتفاق. وتعد حضرموت اكبر محافظات اليمن واكثرها ثراءً بالموارد الطبيعية, وترفد خزينة الدولة بما يفوق 85% من اجمالي العائدات, إلا انها رغم هذا ظلت تعاني من نشاط متزايد للجماعات الارهابية التي تتخذ وادي وصحراء حضرموت الذي يقع تحت سيطرة الإصلاح مركزا تنطلق منه عملياتها الإرهابية, وقد سيطر تنظيم القاعدة في وقت سابق على عاصمة المحافظة المكلا ومعظم المديريات الساحلية بحضرموت في ابريل 2015, وانتهى ذلك بعد تحرير قوات النخبة الحضرمية سعودي اماراتي لمدينة المكلا وجميع مديريات ساحل حضرموت في ابريل من العام 2016, وطردها الجماعات الإرهابية التي فرت إلى مناطق الوادي والصحراء التي يسيطر عليها الاصلاح, وتشهد المناطق الساحلية لحضرموت حاليا, استقرارا امنيا ملحوظا, بينما تنشط العمليات الارهابية وجرائم الاغتيال في مناطق الوادي والصحراء. وعلى الرغم من ان حزب الاصلاح يتمركز في محافظة مأرب, شمال اليمن, ويسيطر على جميع مواردها, إلا انه خسارة نفوذه في وادي وصحراء حضرموت, يمكن ان يقضي نهائيا على أي نفوذ له في المحافظات.