مدير منظمة فرونت لاين البريطانية يكشف حجم الانتهاكات في أماكن سيطرة الشرعية

حاوره – الناشط / صهيب باعوضة

في البداية نتقدم بالشكر الجزيل لمشاركتك أستاذة وداد الدوح مديرة منظمة فرونت لاين البريطانية على هذا الحوار 1_ما الذي تقوم به المنظمات لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها؟ هناك دور كبير للمنظمات الحقوقية فهي ركيزة من ركائز حماية حقوق الإنسان سواء كانت حقوق مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية وذلك من خلال رصد ومراقبة الإنتهاكات الواقعة والدفاع عنها ومحاولة إيقاف هذه الإنتهاكات وجمع البيانات حولها وتحليلها ونشرها ويترتب عن ذلك وضع حد لهذه المظالم عبر تنفيذ القوانين الوطنية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وكذلك العمل على ترقية و تحسين بيئة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي العام والضغط على الجهات المسئولة لوقف هذه الانتهاكات. 2_هل هناك معاهدات وشروط مصدق عليها من قبل الدول المعنية لمنظمات حقوق الإنسان؟ في البداية دعنا نتحدث عن تطور وجود المنظمات والذي بدأ بشكل واضح بظهور منظمة الأمم المتحدة التي اعطت أهمية للمنظمات الحقوقية وشجعت عملها كما جاء في المادة 71 من ميثاق الأمم المتحدة، و كذلك تناولته العديد من نصوص الاتفاقيات الدولية والإعلانات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان فالمنظمات لها وجود رسمي ونظام أساسي ومع ازدياد الاهتمام الدولي بحقوق الإنسان ازداد أهمية دور المنظمات في رصد انتهاكات حقوق الانسان والتي اصبحت تعد من مؤشرات التطور الديمقراطي. 3_نرى الكثير من الانتهاكات في المحافظات الجنوبية هل يتم رصد تلك الانتهاكات؟ مجمل الإنتهاكات تحصل في المناطق التي تقع تحت سيطرة سلطات الشرعية كشبوة واجزاء من ابين ووادي حضرموت والمهرة و للأسف انه يتم ملاحقه الراصدين الحقوقيين والناشطين والاعلاميين في هذه المناطق والتضييق عليهم ولا ننسى ايضا الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في الضالع ومكيراس. وهناك عمل رائع في الداخل تقوم به دائرة حقوق الإنسان في المجلس الإنتقالي الجنوبي لرصد تلك الجرائم والانتهاكات هناك ولكن الكثير منها لايصل للمجتمع الدولي بسبب التعتيم التي تواجهه القضية الجنوبية والمظالم الواقعة عليها والتي تسعى الكثير من المنظمات المسيسة على اخفائها وعدم ذكرها و من هنا جاء دورنا في منظمة فرونت لاين البريطانية لحقوق الإنسان في إظهار تلك الإنتهاكات وكشفها ورفع تقارير مفصله حولها للمجتمع الإقليمي و الدولي. 4_ما هي الحلول التي يمكن أن تسهم في الحد من تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان في المحافظات الجنوبية من قبل المليشيات القمعية. في حريات الرأي في محافظة شبوة. ووادي حضرموت؟ س4 للاسف ان تلك القوات تعمل تحت غطاء الدوله والشرعيه وهي بالحقيقه تتبع لتنظيم معين وتقوم بقمع معارضيها من الجنوبيين بشتى الوسائل أكان بشراء الذمم او التضييق والملاحقة أوالتهديد بالقتل او استخدام الفصل الوظيفي او حتى تصل للمطارده والاعتقال و الاغتيالات التي طالت الكثير من النشطاء والحقوقيين والاعلاميين وكذلك طالت المدنيين الذين يرفضون تواجد تلك القوات القمعية هناك. فهم يريدون تنفيذ مخططاتهم بعيد عن أعين الصحافة الحره او الراصدين الحقوقيين حتى لا يتم فضحهم وإظهار الصورة الحقيقة وهي الصورة المغايره تماما لما يدعونه من استقرار وتنميه في مناطق سيطرتهم . يجب على الجميع إبراز قضايا الانتهاكات هناك وجعلها قضايا رأى عام والتعاون بتوثيق تلك القضايا وايصالها للمنظمات المختصه بالرصد للضغط على السلطات القمعية هناك من خلال مايتم رفعه من تقارير عن الجرائم والانتهاكات المرتكبة. 5_هل يستطيع الجنوبيين التأثير على المجتمع الدولي لمظلومية الشعب الجنوبي بإستمرار الوحدة المزعومة ؟ دعنا نعترف أولا أن المجتمع الدولي والإقليمي تهمه مصالحه في الجنوب والمنطقة ككل. والجنوب يشرف على أهم خطوط الملاحة الدوليه وتمر 70 % من حركة التجارة عبر باب المندب وكذلك الشواطئ المهمه تطل على البحر العربي والجزر الجنوبية. فمن الطبيعي أن يتسابق العالم لخلق علاقة جيدة مع من يمتلك تلك الميزات. والأهم من ذلك هي مصلحة الولايات المتحده والدول العظمى في جهودها لمكافحة الارهاب وهو الذي نجحت القوات الأمنية الجنوبية في إثبات ذلك خلال السنوات الماضية. 6_هناك تعتيم إعلامي عربي ودولي لما يحدث في الجنوب ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ بعد حرب ٩٤ تم إخراج الشريك الجنوبي من المعادلة السياسية و بالتالي تمت السيطرة التامه لصنعاء فكان أسلوب تكميم أفواه الجنوبيين وقمعهم هي وسيلتهم التي اتبعوها حتى لا تصل تلك أصوات الجنوبيين للمجتمع الدولي. وكل من تجاوز ذلك فإنه يكون عرضه للاعتقال والقتل أو المطاردة والنفي . فقد تم إبعاد الجنوبيين المعارضين لإحتلال صنعاء عن الوزارات المهمه والمنظمات الا قلة من الموالين لهم . فكانوا دائما ما يظهرون للعالم صورة مغايرة للواقع و هو بأننا متقبلين هذة الوحدة و قد مكنهم وساعدهم في ذلك استحواذهم على مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام وبالتالي استطاعوا تصدير هذة الصورة المغلوطه للعالم. ولكن اليوم الوضع تغير واصبح الجنوبيين بإستطاعتهم كشف الكثير من المغالطات وتوصيل الرسالة و المظالم و إظهار الجرائم والإنتهاكات للعلن و الحديث عنها وعن احقية شعب الجنوب في استعادة أرضه وهويته التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى. فلا سلام ولا استقرار دون عودة دولة الجنوب.-شبوة الان