جهودٌ لإنعاش اتفاق السويد.. حلحلة سياسية على طاولة جريفيث وبن سلمان
واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده السياسية الرامية إلى محاولة إحداث حلحلة للأزمة القائمة منذ صيف 2014، وقتما أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية. جريفيث عقد لقاءً مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في العاصمة الرياض، تناول سبل دعم العملية السياسية وكذلك الجهود المبذولة لتطبيق اتفاق السويد. وأحاط المبعوث، نائب وزير الدفاع السعودي بالتقدّم المحرز في تطبيق اتفاق الحديدة وبخاصةً فيما يتعلّق بتفعيل آلية مراقبة وقف إطلاق النار، والأثر الإيجابي لهذه الخطوة على حماية المدنيين. كما عرض المبعوث الأممي جهود الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، والتحديات والفرص التي تواجه هذا الملف الإنساني المهم. وشدد جريفيث على أهمية إحراز تقدّم في هذا الملف الإنساني الذي يمسّ حياة الآلاف من العائلات اليمنية، داعيًّا جميع الأطراف إلى إبداء المرونة اللازمة لذلك بما يسمح بالبدء بعملية تبادل شاملة للمحتجزين في اقرب وقت ممكن. ويسود تفاؤل بشأن إحداث حلحلة سياسية في المرحلة المقبلة، لا سيّما بعد نشر نقاط الارتباط المشتركة في مدينة الحديدة، حيث تمكّنت لجنة الرقابة الأممية برئاسة الجنرال الهندي أبهيجيت جوها من تثبيت نقطة الارتباط المشتركة الخامسة في مدينة الحديدة، والتي تضم ضباط ارتباط من المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي ومراقبين من الأمم المتحدة لمراقبة سير تنفيذ بنود اتفاق السويد وإيقاف إطلاق النار. وقامت اللجنة الأممية بتثبيت النقطة الخامسة المشتركة في سيتي ماكس بشارع صنعاء شرق مدينة الحديدة والتي تم إضافتها لتكون هي أخر نقاط الإرتباط المشتركة في مدينة الحديدة . اللجنة الأممية قامت إلى الآن، بنشر خمس نقاط ارتباط وهي كالتالي الأولى نقطة الخامري والثانية شرق مدينة الصالح والثالثة في حوش البقر في خط كيلو 16 والرابعة في حي منظر جنوب الحديدة والخامسة في سيتي ماكس بشارع صنعاء ليتم إستكمال نقاط الارتباط المشتركة بين القوات المشتركة والمليشيات سالحوثية لوقف إطلاق النار وانهاء التعصيد العسكري بالمدينة. المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث نظر بإيجابية شديدة لهذه الخطوات، حيث أشاد بنشر نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب البلاد، وقال في تغريدة عبر الحساب الرسمي لمكتبه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أرحّب بقيام الأطراف اليمنية بإنشاء نقاط مشتركة للمراقبة ونشر ضباط ارتباط فيها على طول الخطوط الأمامية لمدينة الحُديدة ". واعتبر المبعوث الأممي أنّه من شأن هذه الخطوة أن تعزّز التهدئة في مناطق التوتر وتنقذ الأرواح. نشر نقاط المراقبة يمثل خطوة شديدة الأهمية في سياق الجهود الأممية التي تتعاطى مع الأزمة القائمة، لكنّ الحوثيين لا يبدون تفاعلًا إيجابيًّا بشكل كامل، فالمليشيات استهدفت في الساعات الماضية، قصفًا بالقذائف على مدينة التحيتا مركز المديرية جنوب الحديدة. مصادر ميدانية قالت إنّ قذائف الهاون تساقطت على الأحياء السكنية بمدينة التحيتا محدثة أضرارًا وخلّفت ذعرًا وسط المدنيين، وأكّدت أنّ المليشيات قصفت بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على المدينة وأطرافها. المليشيات الحوثية تصعِّد من انتهاكاتها بشكل يومي للهدنة الأممية، حيث ارتكبت آلاف الخروقات في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة، منذ إعلان بدء سريان الهدنة الأممية في 18 ديسمبر 2018 والتي ترعاها الأمم المتحدة في إطار عملية السلام بمحافظة الحديدة. وباتت الأمم المتحدة مطالبة بأن تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط بشكل كامل في طريق السلام، بعدما ارتكبت آلاف الخروقات لبنود اتفاق السويد، ما أجهض فرص التوصّل لحل سياسي شامل.