زيارة الى سوق الصيد بمنطقة شرج باسالم بالمكلا

المكلا / جمعان دويل

حقيقة لم ازر المكلا اطلاقا اذا ما ساقتني قدماي الى اكبر اسواق الصيد بمدينة المكلا وهو سوق الصيد بمنطقة شرج باسالم الشهير الذي كان موقعه سابقا بجانب مسجد ورسم والبحر يلطم بجانبه الجنوبي قبل ان ينتقل الى موقعه الحالي سيما بعد كبس مساحة كبيرة باتجاه البحر من قبل مجموعة العمودي اليمنية للتجارة والمقاولات التي عملت على حفر قناة الخور ( العيقة سابقا ) امتداد من البحر شمالا الى الجسر الصيني المعروف بالمكلا بكلفة اجمالية بلغت 13 مليون دولار بتمويل حكومي وتم افتتاح الجزء الاول منه في الذكرى 15 بالعيد الوطني للوحدة اليمنية عام 2005 من قبل رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وحينها كان محافظ محافظة حضرموت الفقيد عبدالقادر هلال . سوق الصيد بشرج باسالم بالمكلا زيارتي هذه المرة تختلف عن زياراتي السابقة لهذه السوق الذي يتواجد به عدد من الاصدقاء وثانيا لأتناول وجبتي الشهية ( وجبة الكراش الشهيرة بساحل حضرموت ) وهو عبارة عن أحشاء الأسماك كالبيض والكبدة والمعدة (الغمص) وايضا العزيز يتمّ طهوها مع إضافة التوابل الحارّة عليها لإعطائها مذاقاً خاصّاً ونكهة مميّزة مع قطرات من الليمون الحامض, اضافة مع تواجد موسم بلح البحر الذي يطلق عليه ( البقار ) . كان حضوري باكرا كما اسلفت لخصوصية الزيارة للسوق للتعرف عن قرب اسباب ارتفاع اسعار سعر الصيد سيما الاكثر استهلاكا صيد الثمد الذي يباع في سوق المكلا حينا 4000 الف ريال يمني لسعر الكيلو فيما لازال موسم العيد متوفر ولكن كما ابلغني احد المواطنين ان الغالبية العظمى تحب صيد الثمد وهو الاساسي ويليه الانواع الاخرى من الاسماك , حينها بدأت قوارب الصيادين تتوافد على السوق يقوموا بأنزال ما كتب الله لهم من ما صادوه من عرض بحر العرب من صيد , شاهدت عدد من الاطفال والشباب يتوافدون عند قرب وصول القارب الى مرسى السوق وتم تفريغ الصيد من القارب دون خروج الصياد من قاربه ولكن هناك من يقوم باستلام الصيد ويوضع على عربة وتتجه بها منها الى العوازل بعد ان يتم الاتفاق على السعر ومنها على السوق لمنطقة الحراج كما يطلق عليها ولكن من هناء تبدا الحكاية ومعرفة الاسباب الحقيقية لزيادة اسعار الصيد في اسواق حضرموت وانتم والجهات المسئولة واحكموا بأنفسكم لإيجاد قرار شجاع بان لا يكون هناك لا ضرر ولا ضرار وكلين يعطى حقه : الصياد تعبان ومظلوم في تفس الوقت التقيت بأحد الصيادين في المرسى للسوق وسالته بكم تبيع صيدك ؟ قال للأسف يا اخي الصياد تعبان ومظلوم سالته مرة اخرى لماذا مظلوم ؟ فأجاب تصدق ينزل الصيادين البحر في فترات متفاوته منهم منتصف الليل بعده او قبل الفجر او بعد الفجر ونرضى بما كتبه الله لنا من رزق ونعود تجد امامك سمسار يستلم ما كسبته من صيد وتتم المبايعة ويأخذ الصيد اذا كان من النوعية المطلوبة في الاسواق يتم بيعها على شخص آخر او صاحب سيارة التي بها صندوق حافظ ( عازلة ) من اللذين يتاجرون بالأسماك في المحافظات او من يقوموا بتصديره الى خارج اليمن على سبيل المثال عمان وفي نفس الوقت اذا وجدت ظروف يباع مرة اخرى من صاحب العازلة الى عازلة اخرى او ينزله الى السوق ويباع في سوق الحراج كما تشاهد وهو صيد امس او قبل امس وهو محفوظ لديهم بالثلج في عوازلهم في تفس الوقت التعاونية تأخذ علينا 8% من قيمة المبيعات مباشرة ولكن عندما تطلب مساعدة في حالة حصول ظرف لك يفتح الله ولم يكمل كلامه بعد ان عرفني اني صحفي ووضع تلك الاسئلة وهو مسترسل في سردها ولكني من خلال حديثة تولدت لدي عدد من الاسئلة التي اريد الإجابة عليها من خلال حديثه , اولا لماذا لم يقوم الصياد ببيع صيده مباشرة ؟ , وعلى من يريد ؟ , لماذا هناك وسيط سمسار ؟ , وهل فعلا ان التعاونية تأخذ 8% من قيمة مبيعاتهم ؟ واين تذهب ؟ ومن خلال تلك الاستنتاجات نجد ان المواطن يوصل اليه الصيد بعد مرور على عدد من المشترين قبل وصوله للمستهلك فحينها يكون سعر الكيلو السمك غاليا بعد مرور عملية البيع لتلك المراحل وتبقى كلمة الصياد ( الصياد تعبان ومظلوم واضيف والمواطن المستهلك اكثر ظلما ) . ختاما لماذا لم تتدخل السلطات او الجهات الخاصة مثل التعاونية او النقابة الخاصة بالصيادين بتنظيم عملية البيع وفي نفس الوقت التجار اللذين يغالون بأسعار الصيد لهدف التصدير والحصول على مبتغاهم دون مراعاة اهلهم ومجتمعهم ألا توجد رقابة لضبط تلك التصرفات او من يريد شيء يعمله ويتحول ابناء حضرموت الغير قادرين على شراء الصيد اليومي في وجبة الغداء ان يتحولوا صيادين ويغادروا عملهم الحادية عشر ظهرا الى عرض البحر او على جنباته بصنارته وممارسة صيد السمك واختتم احد المواطنين بالسوق بعبارة ( السمك من بحرنا ويأكله غيرنا حسبنا الله ونهم الوكيل ) ..