مسعد: إدارة الجنوب ستكون للجنوبيين في كل الحالات

صحيفة شبوة اليوم/ عن "سبوتنيك"

لا نسعى لإقصاء أي فرد أو مكوّن جنوبي ولدينا استعداد للعمل المشترك خلقت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن وبعض المحافظات الأخرى في أغسطس الماضي، والسيطرة على كل مقرات الرئاسة والحكومة، أزمة جديدة لليمنيين، إضافة إلى الأزمات المتراكمة على مدى خمس سنوات من الحرب وما سبقها. حول تطورات الأوضاع في الجنوب ودور الانتقالي في تلك الأزمة وموقفه من الحركات السياسية الأخرى والدور الإماراتي، أجرت وكالة "سبوتنيك" الروسية مقابلة مع عبد السلام قاسم مسعد، مدير مكتب الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية.. «الأيام» تنقل نص المقابلة: * أحداث عدن غيرت كل المعادلات في الجنوب وربما في المنطقة لما فرضته من واقع جديد على الأرض.. كيف تقبلها الأمريكيون والغرب؟ - أحداث عدن الأخيرة بالفعل غيرت الأوضاع على الأرض ولم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذا الحد، ولو أن حكومة الرئيس هادي قامت بعملها خلال السنوات الماضية لتحسين معيشة المواطن وكفت عن الفساد الذي تمارسه لما وصلنا لتلك الحالة. ومن المعروف أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة والأحزمة الأمنية والنخب المختلفة في شبوة وحضرموت، كان لهم اليد الطولى فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، واستطاعت الأجهزة الأمنية الجنوبية أن تحقق انتصارات كبيرة جداً بفضل التعاون مع قوات التحالف العربي، وتحديداً مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد كشفت أحداث عدن الكثير من الأمور وظهر تنظيم "القاعدة" جنباً إلى جنب بجانب القوات الحكومية وهما يسعيان سوياً لقتال المقاومة والقوات الجنوبية بالذات، وعادت التنظيمات الإرهابية التي أخرجتها المقاومة إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها سابقاً. * بعد أحداث عدن.. بأي شرعية يتعامل معكم الغرب، وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية؟ - هناك جهود تبذل من جانب المملكة العربية السعودية والتحالف لإيجاد حوار وتوافق بين المجلس الانتقالي وهادي وحكومته في جدة، ودعت الخارجية الأمريكية كل الأطراف إلى ضرورة التفاوض وحل جميع الإشكاليات، ومن أجل ذلك شكلت اللجنة السعودية الإماراتية من أجل توفيق وجهات النظر بين المجلس الانتقالي والحكومة، واستجاب المجلس الانتقالي وذهب إلى جدة رغبة في الحل واستتاب الأمن والسلام، سواءً كان في الجنوب أو في المنطقة وتوحيد كل الجهود لإحلال السلام. وعلاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية جيدة، حتى إننا نعقد الكثير من الموائد المستديرة وتحضرها الأجهزة الحكومية والمهتمين بالقضية الجنوبية بأمريكا. * ما النتائج التي حققها حوار جدة حتى الآن؟ - ذهب وفد المجلس الانتقالي إلى جدة منذ فترة، ومازال موجوداً حتى الآن ولديه الاستعداد الكامل للجلوس والتفاوض والتحاور مع الرئيس هادي حول كل ما يتعلق بالجنوب، ولم يتعنت وفد الانتقالي أو يرفض أي حوار مطلقاً، لكن الرفض الموجود حالياً هو من جانب حكومة هادي، والمفارقة العجيبة أن حكومة هادي التي ترفض الجلوس مع المجلس الانتقالي للتفاوض من أجل العمل المشترك وحلحلة الأوضاع واستتباب الأمن في المنطقة، هي نفسها التي تجلس مع الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية وتتفاوض معهم في الكثير من البلدان، ابتداء بالكويت وصولاً للسويد. * الحوثيون انقلبوا على الشرعية كما تقولون.. هل تريد أن تضع المجلس الانتقالي في نفس مرتبة الحوثيين؟ - نحن لسنا منقلبين على الشرعية كما فعل الحوثيون. وقد قالت قيادة المجلس الانتقالي أكثر من مرة وهذا اتجاه ثابت لدينا بأننا لا نشكك في شرعية الرئيس هادي ونعترف بها ولا خلاف لدينا حولها، ونمد أيدينا له للتحدث سوياً حول تلك المشاكل والأزمات بشكل سلمي. * ما هي الحلول التي يريدها الانتقالي لإنهاء الأزمة الأخيرة في عدن؟ المجلس الانتقالي يسعى لإدارة شؤون الجنوب تحت قيادة ورعاية الرئيس عبدربه منصور هادي، الرئيس الشرعي لليمن، أما بالنسبة لما سوف ينتج عن الحوار في جدة فهذا الأمر لا أحد يعلمه ويفضل ترك الحديث عنه إلى وقته. > إذا وافقت الشرعية على مشاركة الانتقالي في الحكومة.. ماذا سيكون مصير المجلس؟ - المجلس الانتقالي لا يمكن أن يتحول الآن إلى حزب سياسي أو ينضم إلى تركيبة هيكلية تعيد الجنوب إلى قضية الوحدة اليمنية والتي انتهى أمرها بالنسبة للجنوبيين. الجنوب يسعى من أجل استعادة دولته وهذا أمر معروف ومحدد وهدف أساسي للمجلس الانتقالي، وإن كانت هناك مساعٍ من أجل حل الإشكاليات فسوف تكون مؤقته فقط من أجل الوصول إلى الحل السياسي النهائي للمشكلة اليمنية بشكل عام. * في حال توافقتم مع الرئيس على تشكيل الحكومة.. ما هو الدور السياسي للمجلس في ظل الوضع السياسي الجديد؟ - يجري الحديث عن حكومة مصغرة يشارك فيها المجلس الانتقالي وهو الرأي الذي طرحته عدد من الدول، بما فيها دول التحالف، لكن هذا الأمر أو تلك الحكومة هي عمل مؤقت من أجل استتباب الأمن في المنطقة وتركيز كل الجهود لمواجهة الحوثيين والتمدد الإيراني وداعش والقاعدة في نفس الوقت، وذلك حتى يتم الحل النهائي للقضية اليمنية والتي أصبح العالم اليوم يدرك أهميتها، لأنها حلقة مركزية وأساسية من الوضع الراهن في اليمن. * كيف ستتغلبون على الخلافات والصراعات السياسية الداخلية في الجنوب؟ - المجلس الانتقالي يمثل الشريحة الأوسع في الجنوب، والدليل على هذا هو التأييد الشعبي في الشارع والمليونيات التي خرجت تلبيه لدعواته في شهر أغسطس الماضي، لا نستطيع إنكار القوى الأخرى المتواجدة في الجنوب والتي يعلم الجميع أن تأثيرها الشعبي محدود، لكننا لا نسعى لإقصاء أي مكون أو فرد جنوبي، ولدينا استعداد للعمل المشترك لأن الجنوب ملك للجميع وليس لفصيل محدد، ولدينا توجّه صريح بالحوار مع كل فصائل الجنوب، لكن هناك محاولات من جانب حكومة هادي والإصلاحيين لتخويف المجتمع الدولي من مشاكل سوف تحدث في الداخل الجنوبي حال سيطرة الانتقالي وتحمله للقضية الجنوبية والمشاكل اليومية للمواطنين لإبقاء الوضع في الجنوب تحت سيطرتهم، لكن الأمر ليس كذلك، رغم الشعبية الكبيرة للانتقالي في الجنوب إلا أنه ليس لديه نوايا لإقصاء أي جنوبي أو مكوّن سياسي. * ماذا تريد الإمارات من وراء دعمها المطلق للمجلس الانتقالي؟ - الإمارات هي جزء رئيسي من التحالف ومساعداته للجنوب تدخل ضمن ما يقدمه التحالف العربي لليمن بشكل عام، هناك استهداف خاص للإمارات لأنها تقوم بعمل كبير فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتساعد في هذا الجانب قوى أخرى مع الحزام الأمني الجنوبي والقوات الجنوبية، ومساعدتها لبناء القوات الأمنية يقابلها مساعدات لبناء الجيش اليمني والقوى اليمنية الأخرى من قبل التحالف، وما تقوم به الإمارات ليس بمعزل عن خطط التحالف بشكل عام، وكل دول العالم توجد لها مصالح لدى بعضها البعض وبشكل مشروع. * قد يثار سؤال: إذا كانت الإمارات تقدم مساعداتها للجنوب ضمن خطط التحالف.. لماذا لم تفعل السعودية نفس الشيء؟ - التحالف هو جزء متكامل ولا يقبل القسمة ويتحرك وفق خطة موحدة وليس كل دولة تتصرف بشكل منفصل عن الدول الأخرى، سواء كانت السعودية أو الإمارات، فلا يوجد فصل بين هذه الدولة أو تلك، الإمارات مستهدفة بسبب موقفها الصارم تجاه الإرهاب وتقديمها المساعدات للمقاومة الجنوبية من أجل مكافحة الإرهاب، وهناك قوى تسعى إلى كبح جماح أي دول تسعى لمكافحة الإرهاب، والآن القاعدة عادت إلى بعض المناطق التي دخلتها الشرعية سواء في شبوة أو أبين بعد أن كانت قد تحررت. * تتحدثون عن شرعية الرئيس هادي وفي نفس الوقت لا تريدون حزب الإصلاح وهو مكوّن أساسي في الشرعية.. هل تقصدون الرئيس كفرد أم حكومة؟ نحن نتعامل مع الرئيس هادي تحديداً، وأي توافقات مؤقتة من أجل استتباب الوضع الحالي وعليهم أن يختاروا ما يريدون ولكن بآليات مختلفة، وإدارة الجنوب ستكون للجنوبيين في كل الحالات.