الشارع الشبواني يغلي.. نذر معركة شرسة بين ابناء شبـوة ومليشيا الاصلاح الغازية
سيطرة جماعة الإخوان المسلمين المتدثرة برداء الشرعية اليمنية بقوة السلاح على محافظة شبوة الاستراتيجية لا تعني حسم المعركة هناك ولا استقرار الجماعة بشكل مريح في المحافظة، فالمعركة الأشدّ ستكون ضدّ الشارع الشبواني الذي بدأ يغلي غضبا من الفوضى الأمنية والخدمية السائدة، وتأييدا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
استخدمت ميليشيا حزب الإصلاح فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الخميس الرصاص الحيّ لتفريق مظاهرة نظمها أهالي محافظة شبوة شرقي اليمن بمدينة عزّان، تعبيرا عن رفضهم لسيطرة الميليشيا على محافظتهم تحت غطاء الشرعية، وللمطالبة بعودة قوات النخبة الشبوانية لضبط الفوضى الأمنية السائدة بالمحافظة منذ أن اقتحمتها في أغسطس الماضي قوات محسوبة على حكومة عبدربه منصور هادي، بعد معارك ضدّ قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بتأييد شعبي في المحافظة.
وإلى حدود مساء الخميس سقط قتيل وعدّة جرحى عندما أطلقت قوات الإصلاح الرصاص الحيّ على المتظاهرين في عزّان. وردّد المتظاهرون شعارات مناوئة لحكومة هادي، ومؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ويتشبّث إخوان اليمن بمحافظة شبوة بشكل استثنائي نظرا إلى أهميتها الاستراتيجية وقيمتها كمصدر تمويل للجماعة ولحزب الإصلاح الذي يمثّلها، حيث تضمّ حقولا ومنشآت نفطية، وميناءين استراتيجيين يتم من خلالهما تصدير الغاز والنفط.
كما أنّها إلى جانب انفتاحها على البحر تقع جغرافيّا بجوار محافظة مأرب مركز ثقل الإخوان في اليمن، بينما ينظر المجلس الانتقالي إلى المحافظة باعتبارها قطعة أساسية في خارطة الجنوب، وأنّ تركها بيد حزب الإصلاح يشكّل مخاطر كبيرة على عدن بحدّ ذاتها.
ويتهم أهالي شبوة القوات الحكومية بالخضوع للقيادات الإخوانية المخترقة للحكومة الشرعية، وعلى رأسها علي محسن صالح الأحمر نائب الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.
ويقول الأهالي إن فوضى خدمية وأمنية عارمة تعمّ شبوة، وإنّ خلايا تنظيم القاعدة عادت لتنشط بقوّة في المحافظة بضوء أخضر من القيادات العسكرية الإخوانية.
وتعليقا على أحداث عزّان قال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم إنّ “الميليشيات الإصلاحية القادمة من مأرب تُطلق النار على المتظاهرين سلميا، وتعدم شبوانيا رميا بالرصاص لأنه يحمل علم الجنوب ويرفض التخلّي عنه”.
وكتب هيثم على صفحته في فيسبوك “استخدمت ميليشيا الإصلاح القوة المميتة بشكل منهجي ومقصود في تفريق الجنوبيين في مدينة عزّان فقتلت المواطن سعيد تاجره القميشي بإصابته بعيار ناري”.
ووصف قوات الشرعية المسيطرة على شبوة بأنها “قوات احتلال” وقال إنّها “أطلقت النار بشكل هستيري على المواطنين المحتشدين سلميا، وجرحت العشرات”، مضيفا “اعتقلت الميليشيات الإصلاحية العديد من القيادات الجنوبية، وعلى رأسها رئيس القيادة المحلية بميفع شبوة سالم حميد باعوضه”.
وأدان القيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد استخدام القوّة المفرطة ضدّ محتجّي عزّان، وقال في بيان “ندين باسم رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري ما تعرّضت له الفعالية السلمية من إطلاق رصاص حيّ لتفريق المتظاهرين”.
وأضاف موقف المجلس “ثابت في دعم كل النشاطات السلمية التي تعبّر عنها الكيانات السياسية ونرفض الاستقواء ومواجهة التعبير السلمي بالعنف”.
وقال القيادي في انتقالي شبوة سالم ثابت العولقي “رغم الإعدامات الميدانية والقمع والمداهمات التي نفّذتها ميليشيات حزب الإصلاح إلا أن المئات من أبناء شبوة أصرّوا على إكمال الفعالية الجماهيرية”.
وأضاف في تغريدات على تويتر “ردد الحاضرون شعارات تدعو لاستقلال الجنوب وعودة قوات النخبة الشبوانية، وشعارات أخرى مناوئة لحزب الإصلاح والحوثي وكافة التنظيمات المتطرفة”.
وأصدرت جمعية “شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية في محافظة شبوة” بيانا بشأن أحداث عزّان جاء فيه “تابعت الجمعية بقلق عميق ما جرى الخميس 3 أكتوبر 2019 في مدينة عزّان من بطش وتنكيل واستخدام للقوة المفرطة ضد المسيرة السلمية التي دعا إليها أبناء المديريات الجنوبية وذلك لمطالبة التحالف العربي بإعادة انتشار النخبة الشبوانية من أجل وضع حد للانفلات الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة.
إلاّ أنه تم استخدام القوة غير المبرّرة، ما أدّى إلى استشهاد وجرح عدد من المتظاهرين السلميين المطالبين بفرض النظام والقانون الذي غابت معالمه بعد غياب النخبة الشبوانية”.
كما حمّلت الجمعية السلطة المحلية واللجنة الأمنية “المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال الإجرامية”، مطالبة حكومة هادي “بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في هذه الجريمة البشعة”.