طمأن الجميع أن حضرموت لن تُخرّب.. البحسني يوجه رسالة هامة لهادي والتحالف (تفاصيل)
وجه محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، رسالة إلى رئيس الجمهورية وقيادة التحالف العربي والحكومة، أكد فيها أن حضرموت اُعتملت فيها تجربة ناجحة وضرورة أن تمضي بها الى الأمام أمراً يهم الجميع، وهي الوحيدة التي تصّدر النفط الخام الذي يدعم ميزانية الدولة، وهي شريان الحياة وقبلة انطلاق المواطنين للخارج، وأنه آن الأوان لدعم الخدمات فيها وتوفير كميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء وهو أمر ليس بالصعب، واذا ما ظلوا يتفرجون عليها فإن ما بُني سيُخرّب والتصدير سيتوقف والموانئ ستغلق نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار.
جاء ذلك في كلمة القاها صباح اليوم، في احتفال كلية الشرطة بحضرموت بإنهاء فترة استجداد الدفعة الثانية جامعيين "القسم الخاص، والدفعة الأولى ثانوية" القسم العام"، للعام الجامعي 2020-2021م.
وخلال مراسم الاحتفال نقل محافظ حضرموت تحيات وتهاني فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي، واعتزازه بهذه الدفعة واستمرار العمل الممنهج والنظامي في الكلية بوتيرة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، مؤكداً أن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ستكون وفيّة لقرار فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء كلية الشرطة بحضرموت، وستعمل على تطوير الكلية واستكمال المرحلة الثانية التي تتضمن كافة احتياجات المدرسين والطلاب بالكلية، وستجعل منها انموذجاً أكاديمياً وصرحاً علمياً يفخر به الوطن.
وأشار القائد البحسني إلى أن الطلاب المنتسبين للكلية من محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى تم اختيارهم بعانية فائقة، وأن إنهائهم لمرحلة الإستجداد بنجاح يعكس حُسن الاختيار، حاثاً الطلاب على نبذ كافة الجوانب السلبية في المجتمع واحترام أنظمة وقوانين الكلية وقياداتهم مدرّسيهم، وعكس سلوك الطالب خارج الكلية في أوساط المجتمع.
وخاطب المحافظ الطلاب " أمامكم مرحلة صعبة تتضمن التدريب العسكري والتعليم الأكاديمي وربط الجانب العلمي بالعملي مستقبلاً، وعليكم واجب كبير في استمرارية تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة عقب التخرج من كلية الشرطة".
وأشاد محافظ حضرموت بالجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة كلية الشرطة بالمحافظة، من خلال تخريج الدفعة الأولى وإنهاء فترة الإستجداد للدفعة الثانية بنجاح، حاثاً الجميع على الالتفاف حول قيادة الكلية ومساندة جهودهم في استمرارية العمل في هذا الصرح الأكاديمي الكبير، مشيراً الى أن حضرموت أسست فيها مؤسسة عسكرية وأمنية كبيرة قادرة على حماية حضرموت وأهلها، داعياً المواطنين إلى الحفاظ على المكتسبات العسكرية والأمنية المحققة منذ تحرير المكلا وساحل حضرموت.
وعرّج القائد البحسني في كلمته التوجيهية على الأوضاع الأمنية التي تعيشها حضرموت، وقال : "إن أعمالاً تخريبية وأعمال فوضى وإشاعات رُصدت لجماعات في محاولة لزعزعة الأمن وخلق الفوضى وترويع المواطنين الآمنين، وأن الكثير يستغل حالة الحرب في البلد ويريد أن يدسّ أنفه في ملف حضرموت الناجح، ولكن ليطمئن الجميع أن حضرموت لن تُخرّب ولديها من الشباب والقوة العسكرية والأمنية ما يجعلها تُميّز بين مصلحتها وخرابها، ولديها من القوة ما يجعلها لن تنصاع ولن تُهزم أمام الأعداء الذين يتربصون بها".
وتوجه المحافظ بخطابه للمواطنين قائلاً : "إن الأعداء لن يتقاعسوا وسيبحثوا عن كل سبل التخريب بدءً من الداخل عبر التشكيك في القيادات والأجهزة العسكرية والأمنية، ولا يخفى عليكم ما قيل في حقّ هذه الأجهزة وردّت عليه السلطة المحلية والمجتمع بقوة، ولو أردنا الحفاظ على هذه القوة وبناء جيش للمستقبل يتجاوز كل صعاب وأمراض الماضي لابد من الوقوف الى جانب أجهزتنا العسكرية والأمنية ودعمها ومساندتها".
من جانبه أوضح مدير كلية الشرطة بحضرموت عميد ركن سالم عبدالله الخنبشي أن كلية الشرطة انطلقت بقرار من فخامة رئيس الجمهورية وإشراف وجهود من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ، مؤكداً أن الكلية تعد صرحاً أكاديمياً يحتذى به على مستوى المحافظات المحررة، معرباً عن شكره لرئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء وقيادة وزارة الداخلية والسلطة المحلية بالمحافظة على مساندتهم لقيادة الكلية ودعمهم للكلية، ولقيادة التحالف العربي على كل ما يقدمونه من دعم سخي ومتواصل، مشيراً الى أن الدفعة الثانية لهذا العام بلغ قوامها 243 طالباً، موزعين على فئتين، 48 طالباً من المستوى الجامعي، و195 طالباً من المستوى الثانوي.
وجرى في الحفل تقديم عرضاً عسكرياً مهيباً قدمه طلاب الدفعتين، ظهروا خلاله كأقوى ما تكون البسالة، وأعظم ما يكون الإهابة، تصبّبت عرق الجنود المنساب على الجباه، كدمائهم في ميادين الردى، جميعها قطرات جديرٌ بأن يُنظر لها بإجلال ومهابة، وحتى يستتب الأمن في ربوع حضرموت، كان على جنودنا البواسل أن يعاهدوا النفس بتقديم دمائهم رخيصةً من أجل الوطن، من الشرق النازح، إلى الغرب المتباعد، جاءوا خصوراً ضامرة، عيوناً غائرة، وجباهاً تحدث الناس عن حرارة الوادي ورطوبة الساحل، وإصرار رجال شبوة والمهرة وسقطرى. من أجل أمهم حضرموت، هجروا الوسادة والوقى، والتحفوا البوادي والعراء، في الجبهات لا جرم هم المرابطون، وفي سكون الليل لا شك هم الساهرون، لكأنهم يبرهنون أن حب حضرموت لا يتأتى إلا بمزيد من السهر والتضحية.
حتى إذا انتهوا من عرضهم العسكري شرع الطلاب يرتدون الرتب العسكرية الخاصة بطلبة كلية الشرطة بحضرموت والأمل يحذوهم ليصلون إلى الغاية التي يسعون، كما قدّمت في الحفل قصيدة شعرية بعنوان "صقور الكلية".
هكذا هي كلية الشرطة بحضرموت، منجز وطني، وصرح أكاديمي يتخرج منه جنود حضرموت البواسل، الذين أخذوا من تراب الوادي قبضة، ومن نخيل الساحل شتلة، ومن غيول المجد ماء، ليزرعوا في الوطن حضرموتاً آمنة مستقرة ومناراً للأمن والرخاء.
حضر الحفل وكيل محافظة حضرموت لشؤون الدفاع والأمن العميد صالح الأحمدي، ووكيل وزارة الداخلية مدير عام الأمن والشرطة بساحل حضرموت اللواء الركن سعيد العامري، وأركان المنطقة العسكرية الثانية العميد الركن عويضان سالم عويضان، وعدد من وكلاء المحافظة ومستشاري المحافظ.