تصاعد القصف والغارات على جبهة لبنان وتحذيرات من حرب إقليمية
بعد تفجيرات لاسلكية دامية هزت لبنان على مدار يومين، تبادلت إسرائيل وحزب الله القصف على الحدود، ففيما شنت إسرائيل غارات على أهداف في جنوب لبنان، أسفر هجوم صاروخي مضاد من الحزب عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 8 آخرين، وفيما طالبت بيروت مجلس الأمن بموقف حازم بوقف العدوان والحرب التكنولوجية، استنكر الاتحاد الأوروبي نشر الرعب في لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شن غارات جديدة على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، فيما انطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، مشيرة إلى إطلاق نار من لبنان. وقال الجيش في بيان، إنه ضرب أهدافاً لحزب الله في لبنان بهدف تقليص قدرات حزب الله وتقويض بنيته التحتية، مضيفاً أن ذلك يأتي في إطار الجهود الرامية إلى إعادة المستوطنين النازحين من شمال إسرائيل إلى مستوطناتهم. وذكر الجيش الإسرائيلي، أنه قصف 6 مواقع لبنى تحتية تابعة لحزب الله ومنشأة لتخزين الأسلحة في جنوب لبنان، في مناطق شيحين والطيبة وبليدا وميس الجبل وعيترون وكفركلا في جنوب لبنان، بالإضافة إلى منشأة لتخزين الأسلحة لحزب الله في منطقة الخيام في جنوب لبنان. وقال شاهد من وكالة رويترز، إن طائرات إسرائيلية مقاتلة نفذت عمليات اختراق صوتي هائلة فوق بيروت، الأمر الذي أصاب سكان لبنان بالذعر خوفاً من تصعيد كبير. إلى ذلك، لقي جندي إسرائيلي مصرعه وأصيب 8 آخرون بجراح متفاوتة، أمس، جراء إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان تجاه اصبع الجليل. وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، إن هناك إصابتين خطيرتين بجراح وتم نقلهما إلى المستشفى. من جهته، كشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أمس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله خلال اليومين الماضيين إلى 37 قتيلاً و3539 جريحاً. وأوضح الوزير، أن 12 شخصاً قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة البيجر الثلاثاء و25 شخصاً في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي الأربعاء. وفيما قال جهاز الأمن في بلغاريا، إنه سيحقق مع شركة مرتبطة ببيع أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) لحزب الله، قالت شركة آيكوم اليابانية المصنعة للعلامة التجارية لأجهزة الاتصال اللاسلكي المرتبطة بالتفجيرات، إنها لا يمكن أن تكون قد صنعت هذه الأجهزة المتفجرة. على صعيد متصل، قالت منظمة الصحة العالمية، إن انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة اتصالات لاسلكية أخرى في لبنان، أدى إلى تعطيل خطير في القطاع الصحي الهش بالفعل في البلاد. موقف حازم سياسياً، طالب رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، مجلس الأمن الدولي الذي يعقد اليوم جلسة لمناقشة الانفجارات التي طالت أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله، باتخاذ موقف حازم لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على بلاده. وشدد ميقاتي في بيان، على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن الدولي موقفاً حازماً بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والحرب التكنولوجية التي يشنها. نشر رعب واستنكر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في بيان، صادر عن بعثة الاتحاد لدى لبنان، الهجمات التي استهدفت أجهزة اتصال حزب الله، قائلاً إن المسؤول عنها يهدف إلى نشر الرعب في لبنان. وقال جوزيب بوريل: العشوائية المستخدمة غير مقبولة بسبب الأضرار الجانبية الحتمية والفادحة بين المدنيين، والعواقب الأوسع نطاقاً على السكان بالكامل، بما في ذلك الخوف والرعب وانهيار المستشفيات. تضامن وتحذير بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في اتصال أجراه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، أمس، عن تضامنه مع لبنان وإدانته للتفجيرات. ودعا الرئيس الفرنسي جميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل. كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، كل الأطراف من مغبة التصعيد في الشرق الأوسط. وكتبت على منصة إكس: منذ أشهر، نجري نحن وكل شركائنا مناقشات ومكالمات هاتفية ونسعى جاهدين لتحقيق أي تقدم ممكن من أجل الاستقرار.. الهجوم والهجوم المضاد لا يؤديان إلى دفع المنطقة قيد أنملة نحو السلام. توسيع حرب إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إسرائيل بتوسيع الحرب إلى لبنان. وقال الوزير: نرى أن إسرائيل بدأت بتكثيف هجماتها على لبنان خطوة بخطوة، التصعيد في المنطقة مثير للقلق، وصلنا إلى نقطة التي ليس أمام إيران وحزب الله والعناصر المقربة منهما سوى الرد. وحذر الوزير التركي من أن الأردن لا ينوي لزوم الصمت في مواجهة الأمر الواقع الإسرائيلي الذي يثير القلق أيضاً. وقدر أن هناك خطر نشوب حرب تشمل الأردن ومصر والمنطقة بأكملها، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع حد لها قبل فوات الأوان.