"ختم الختايم": لحنٌ رمضانيٌّ يختتمُ رحلةَ الإيمانِ في حيّ العيدروسِ بمدينةِ الشحرِ.

شبوة اليوم /حضرموت/عبدالله باصهي

"تحت سماءِ رمضانَ المباركِ، ودّعَ أهالي حيّ العيدروسِ بمدينةِ الشحرِ شهرَ الصيامِ على إيقاعِ "الختايمِ"، تلكَ العادةِ الحضرميّةِ الأصيلةِ التي تُضفي على ختامِ الشهرِ نكهةً خاصّةً. ففي مساءِ اليومِ، اختتمتْ فعالياتُ "الختايمِ" وسطَ أجواءٍ إيمانيّةٍ مفعمةٍ بالمشاعرِ، مُمزوجةً ببهجةِ قدومِ عيدِ الفطرِ السعيدِ. فقد تجلّى جمالُ "ختم الختايمِ" في مسجد العيدروسِ بحي "الرقة" بمدينة الشحر من خلالِ مزيجٍ فريدٍ من البهجةِ والروحانيّةِ، ففي ساحةِ المسجدِ الشريفِ، تجمّعَ أهالي الحيّ، كباراً وصغاراً، للمشاركةِ في فعالياتِ السوقِ الشعبيّ، حيثُ تناغمَتْ أصواتُ الباعةِ معَ ضحكاتِ الأطفالِ الذين زينوا أجسادَهم بلبس الجديد و ألوانِ الفرحِ و أقتناء الألعاب . وفي رحابِ المسجدِ، وبحضور شخصيات الدينية و كبار السن و الصغار انطلقتْ أصواتٌ عذبةٌ تُنشدُ الموشحاتِ الدينيّةَ، مُضفيةً على المكانِ أجواءً من القداسةِ والخشوعِ. وتناغمتْ تلكَ الألحانُ معَ عبقِ البخورِ المتصاعدِ من المباخرِ، لترسمَ لوحةً إيمانيّةً ساحرةً تُلامسُ القلوبَ وتُنعشُ الأرواحَ. ولم تقتصرْ "الختايمُ" على فعالياتِها الخارجيةِ فقط، التي تقام في ساحات المساجد بل امتدّتْ إلى داخلِ بيوتِ أهالي حيّ العيدروسِ وغيرهم من الأحياء، حيثُ وُضعتْ موائدُ الإفطارِ الجماعيّ، لتجمع أفرادَ العائلاتِ والأقاربَ على مائدةِ المحبّةِ والإخاءِ. حيث شكّلتْ "الختامي" في حيّ العيدروسِ ختاماً روحانيّاً مميزاً لشهرِ رمضانَ المباركِ، بمدينة الشحر ضمن اخر عادة تقام لمساجد المدينةو عدد اخر، فجسّدتْ عاداتِ الحضارمِ الأصيلةَ، ونشرتْ أجواءً من المحبّةِ والتواصلِ بين أفرادِ المجتمعِ. وودّعَ أهالي الحيّ شهرَ الصيامِ بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمانِ والامتنانِ، مُنتظرين بفارغِ الصبرِ قدومَ عيدِ الفطرِ السعيدِ، ليكونَ ختاماً سعيداً لرحلةِ الإيمانِ والروحانيّةِ.