جدل واسع في حضرموت

أعلن الأستاذ رياض باكرموم مدير هيئة الآثار بساحل حضرموت في صفحته على الفيس بوك الكشف عن موميات تعود للعهد القديم من مناطق شرق حضرموت، وهو ما أثار حالة من الفضول والتساؤلات لدى المواطنين والمهتمين بهذا الشأن.. وبعد الكشف عن صور المومياء، انقسم رأي المهتمين، وظهرت أصوات تشكك في حقيقة إنتماء تلك الجثة لفئة الموميات وترجيح كونها جثث حديثة. المشككين في حقيقة الموميات ينطلقون من شكل الجثث التي كما تحدثوا، توحي أنها حُفظت بفعل عوامل بيئية وليس بفعل عامل بشري ( تحنيط ). إن عدم تحلل الجثة يعود إلى ظروف طبيعية تجعلها غير قابلة للتحلل مثل التجمد الشديد أو الجفاف أو الحفر العميق في التربة، أو أن يكون هناك بعض العوامل البيولوجية أو الكيميائية التي تسبب تأخرًا في عملية التحلل، إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة لحفظ الجثة، فإنها قد تتحلل بمرور الوقت. وتفترض تلك الفئة من أن هذه الجثث قد وُجدت مدفونة في الرمال وكشفتها الرياح فيما بعد وليست بموميات محنطة ، حيث أن الطقس الحار مع جفاف الرمال يعمل على امتصاص السوائل من الجثة فتكون متيبسة مع عدم توفر بيئة لنمو البكتيريا التحللية، على طريقة تجفيف اللخم (القرش المجفف). ولتحديد الفترة الزمنية لوفاة هذه الجثث وأسبابها فلابد من وجود فريق مختص بالطب الشرعي وليس من السهولة تحديد العمر ، وهو ما يتطلب فريق مختص بالطب الشرعي مع تقنية تحديد نسبة الكربون من الكربون المشع. كما أن الهيئة التي دُفنت بها الجثة ووجدت عليها عند الكشف عنها يدل على أنها لم تدفن بشكل مرتب، وإنما بعشوائية، فوجود الذراع المكسور وغير المضموم لجسم الجثة لايوحي بأنها عملية تحنيط مرتبة. لا يمكن اختزال الجدل بين الإثبات والتشكيك على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك قضايا شرعية تتعلق بمصير تلك الجثث وهو مايتطلب سرعة عرض الجثث على المختصين والإستعانة ببعض الخبراء وخاصة من دولة مصر العربية، لحسم الجدل، فالجثث إن كانت حديثة فلايصح عرضها بهذه الصورة لأن مكانها مقابر المسلمين وليس في المتاحف، ووجب على من وجدها أن يعرضها أولا على الطب الشرعي قبل عرضها على أنها موميات محنطة.