قاطع طريق من نوع آخر يهدد حياة المواطنين في #شبوة

شبوة -الشارع

كل شيء في هذا البلد يبدو لك وكأنه ضد المواطن، ويبدو لك في نفس الوقت أن بلادنا لا يوجد فيها مسؤولين يقومون بواجباتهم ويؤدون الأمانة الملقاة على عاتقهم. ومع ما تعجُّ الطرقات به في #شبوة وغيرها بقُطّاع الطرق، ثمة قاطع طريق آخر أسوأ من سابقيه، فعلى امتداد طرق مديرية #رضوم الساحلية بمحافظة شبوة، تقطع الكثبان الرملية الطريق على المسافرين وتعيق حركتهم وتزيدهم معاناة فوق معاناتهم من الخطوط الضيقة والجسور المدمرة. “الشارع” كان لها حضوراً في مديرية رضوم وعلى الطريق الساحلي، لتنقل معاناة السالكين في تلك الطرق، ولتسلط الضوء على مشكلة طبيعية تحل في موسم معين، دون أن تتدخل السلطات المحلية في المديرية لإزالتها، وكل ما تحتاج إليه آلة جرف واحدة أن تؤدي المهمة، وتزيل تلك الكثبان التي أصبحت هاجس يدور في ذهن كل مسافر. *إهمال وتقاعس السلطة* “سلطة مهملة ومتقاعسة ولا تقوم بمهامها، ولا تحس بمعاناة المواطن البتة، وإلا لأحست بمعاناة المسافرين العالقين في الخط الساحلي في منطقة عرقة بمديرية رضوم، فهناك نساء وأطفال تقطّعت لهم الكثبان الرملية ومنعتهم من العبور”، يقول سائق شاحنة كان يقف على جانب الطريق بعد أن تقطعت لهم الكثبان الرملية ومنعتهم وغيره من المسافرين من العبور. وتحدث سائق الشاحنة لـ “الشارع” عن المعاناة التي يعانونها في الخط الساحلي الذي تقطعه الكثبان الرملية، إضافة إلى ما يتعرضون له من ابتزاز النقاط الأمنية المنتشرة على الطريق بذريعة التحسين. يقول: إن “كل نقطة أمنية تأخذ على كل قاطرة خمسة آلاف ريال يمني ويقولون لنا إنها تحسين ولا نعلم عن أي تحسين يتحدثون ويقصدون، مع أن الطرق مقطعة والجسور مدمرة ولم يتم إصلاحها، وما نقص من المعاناة أكملته الكثبان الرملية خاصة هذه الأيام في موسم الرياح”. ويوضح أن “الكثبان الرملية قطعت الخطوط في أماكن متفرقة على امتداد الخط الساحلي في مديرية رضوم ولم تكلف السلطات في شبوة نفسها بتوكيل شيول يقوم بجرف وإبعاد الكثبان الرملية التي باتت كابوس يؤرق حياة المسافرين وسائقي القواطر وتعيق حركة السير”. ويضيف: “نحن نعاني أشد المعاناة وغالباً لا نستطيع العبور فنضطر للانتظار يوماً وأحياناً يومين، محاصرين، وبعض سائقي القواطر يحملون على متن قواطرهم بضائع تتأثر بارتفاع درجة الحرارة والتأخير في إيصالها قد يتلفها، وفي حال تلفت تلك البضائع من سيتحمل الخسائر يا ترى؟”. ويتابع: “أننا عبر صحيفتكم الغراء نناشد ونطالب السلطات بعمل حل لهذه المشكلة خاصة في هذه الأيام في موسم الرياح “الكوس” لا سيما وأن مدتها لا تتجاوز الثلاثة الأشهر، وشيول واحد كفيل بحل هذه المشكلة”. *هل يمر المسؤولون من هنا؟* الذي سيرى الطريق وهي في هذا الحال سيقول إنها طريق مهجورة ولم تمر فيها سيارات منذ أشهر؛ لما فيها من الكثبان الرملية القاطعة للطريق والماسحة لأثر الأسفلت، ناهيك عن الجسور المدمرة الممتدة على الطريق الساحلي في شبوة، هكذا بدأ أحد المواطنين العالقين في وادي عرقة بمديرية رضوم حديثه لـ “الشارع”. ويقول: “إننا نستغرب ونتساءل هل يمر المسؤولون في هذا الطريق، أم أنهم يسلكون طرق أخرى ولا يرون ماهي عليه؟ ولكن في حقيقة الأمر يمرون فيها كل يوم ولكنهم لا يحسون المعاناة التي يعانيها المواطن البسيط وإذا حدث وتوقف أحد المسؤولين ساعة واحدة فقط في الرمال ولم يستطع العبور لأتى في اليوم الثاني بشيول يزيل كل الكثبان؛ لأنه سيحس بما تعانيه الناس خاصة أصحاب القواطر والسيارات الصغيرة”. *مناظر مأساوية* مناظر مأساوية رأينا فيها حال الأسر العالقة، ولم يكن بأيدينا شيء نعمله لهم سوى رفع معاناتهم عبر صحيفة “الشارع”، لعل صدى أصواتهم يصل إلى مسامع المسؤولين، ولعلها تحرك فيهم روح المسؤولية وتحيي ضمائرهم الميتة، ويقومون بتوفير آلة تعمل على إزالة الكثبان الرملية ولو في موسم الرياح “الكوس” للتخفيف من معاناة الناس. ففي جانب الطريق قابلنا مواطن يمتلك سيارة صغيرة وكان عالقاً في الكثبان الرملية هو وأسرته في وادي عرقة بمديرية رضوم وهو في طريقه إلى عدن، وغيره الكثير من السيارات العالقة وبداخلها الكثير من النساء والأطفال يتجرعون المعاناة وسط رمال متحركة وحرارة مرتفعة. كل ذلك لم يحرك ضمير المسؤولين في شبوة عامة ومسؤولي مديرية رضوم خاصة، فهل من مسؤول يلقي مهمة إزالة الكثبان الرملية على عاتقه، وينقذ المسافرين، أم أن على القلوب أقفالها؟