من أصول عربية .. ماذا تعرف عن رئيس النيجر محمد بازوم؟

شبوة اليوم /متابعات

أعلن محمد بازوم رئيس النيجر في رسالة عبر خدمة "إكس" المعروفة سابقاً بـ"تويتر"، "ستُصان المكتسبات التي حققت بعد كفاح طويل. كل أبناء النيجر المحبين للديموقراطية والحرية سيحرصون على ذلك"، ويأتي ذلك بعد ساعات على إعلان عسكريين انقلابيين عبر التلفزيون الوطني أنّهم أطاحوا بالرئيس المنتخب ديموقراطياً في العام 2021. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الانقلاب في النيجر مثال جديد على "المنحى المقلق" الذي تتخذه منطقة الساحل التي شهدت العديد من "التغييرات غير الدستورية" لحكومات دول متأثرة بالأساس بـ"تطرف عنيف". وبعدما تحدث مع بازوم يوم الانقلاب، قال غوتيريش الخميس إنه "لا يعلم أين هو"، مضيفًا "كان محتجزًا، قال لي إنه بخير، لكنه قال لي إنه الوضع خطير جدًا". وفي وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء، بثّ عسكريون عبر التليفزيون الرسمي في النيجر بيانا أعلنوا فيه الإطاحة بـبازوم من السلطة، إلى جانب تعليق العمل بكل مؤسسات الدولة. في الثاني من أبريل من عام 2021، أدى محمد بازوم اليمين الدستورية رئيسا للنيجر، ليصبح بذلك أول رئيس عربي يحكم البلاد، وأول رئيس مدني منتخب يتسلم السلطة سِلميا من رئيس مدني منتخب في النيجر منذ استقلالها. وينتمي بازوم إلى عرب ديفا، وهو الاسم الذي يطلَق على قبائل البدو التي تعيش في شرق النيجر، ويمثل عرب ديفا نسبة لا تتجاوز 1.5 في المئة من سكان البلاد البالغ تعدادهم حوالي 24 مليون نسمة. وولد بازوم في يناير من عام 1960، وتلقّى تعليمه الأساسي في بلاده قبل أن يسافر إلى العاصمة السنغالية داكار ليدرس الفلسفة والسياسة بجامعة الشيخ أنتا ديوب. ولدى عودته إلى النيجر، عمل بازوم مدرسا، قبل أن ينخرط في الحركة النقابية والسياسية في البلاد. وفي حقبة التسعينات، أسس بازوم مع المهندس مامادو إيسوفو الحزب الديمقراطي الاجتماعي. وفي عام 2011، ساعد بازوم في وصول إيسوفو إلى رئاسة النيجر، وعلى مدى فترتين حكم فيهما الأخير البلاد، حمل بازوم عددا من الحقائب الوزارية، منها الداخلية والخارجية والتعاون. وفي عام 2020، استقال بازوم من الحكومة، حتى يتسنّى له الترشح لرئاسة البلاد، وبالفعل وصل بازوم في أبريل 2021 إلى سدة الحكم عبر انتخابات نادرة في النيجر شهدت صعود رئيس ينتمي إلى أقلية في بلد قبائلي. وقبل ثلاثة أيام فقط من تولّيه مقاليد الأمور، شهدت النيجر محاولة انقلاب عسكري فاشلة. ومنذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، شهدت النيجر أربعة انقلابات عسكرية ناجحة، فضلا عن عدد كبير من محاولات انقلابية فاشلة. وقبل هذا الانقلاب الذي تشهده النيجر الآن على بازوم، وقع آخر انقلاب شهدته البلاد في فبراير 2010، والذي أطاح بالرئيس مامادو تانجا. وكانت التوقّعات تشير إلى استمرار بازوم في السلطة مدة فترتين على غرار سلفه إيسوفو. وتمثلت التحديات التي واجهت الرئيس بازوم في الفقر الشديد ومعدلات البطالة المرتفعة والحركات الإرهابية. وتعاون بازوم مع دول الجوار الأفريقي فضلا عن فرنسا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن بالنيجر. وحارب الرئيس بازوم ضد الأمّية وشجّع تعليم الإناث سعياً لتحقيق المساواة بين الجنسين في بلاده. من هو محمد بازوم؟ ولد عام 1960 في بيلابرين بالقرب من نجورتي في منطقة ديفا. محمد بازوم، متزوج وأب لأربعة أولاد. درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في قسم الفلسفة بجامعة داكار، في السنغال، خلال الفترة من 1979 إلى 1984. حصل على درجة الماجستير في الفلسفة السياسية ثم دبلوم الدراسات العليا (DEA) في المنطق ونظرية المعرفة. بعد مرحلة الجامعة، انضم إلى نقابة الاتحاد الوطني لمعلمي النيجر (SNEN) ثم حاز على عضوية المكتب التنفيذي لنقابة عمال النيجر (USTN) التي مثّلها في المؤتمر الوطني في عام 1991 الذي أفضى للتغيير الجذري في النيجر التي كانت تسير حتى ذلك الوقت بمنطق الحزب الواحد. خلال بداية تسعينات القرن الماضي، انتقل بازوم للعمل السياسي، وانتخب إثر ذلك، أربع مرات نائبا بالبرلمان، خلال سنوات 1993، 2004، 2011 و 2016. شغل منصب كاتب دولة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون مكلفا بالتعاون من 1991 إلى 1993 خلال الانتقال الديمقراطي بعد المؤتمر الوطني، وكان أيضا عضوا في البرلمان الانتقالي من 2010 إلى 2011. وينتمي بازوم للحزب النيجيري للديمقراطية والاشتراكية (PNDS-Tarayya). خلال عهداته البرلمانية، شغل أيضا منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) عدة مرات، ورئيسا للمجموعة البرلمانية لحزبه. بعد ذلك، شغل الرجل عدة مناصب وزارية، أبرزها، وزيرا للدولة وزيرا للخارجية والتعاون من 2011 إلى 2015. وبعد أن أدى الرئيس النيجري السابق، محمدو إيسوفو، اليمين الدستورية لفترة ولايته الثانية، عهد إلى بازوم بمنصب وزير الداخلية واستمر في هذا المنصب منذ إبريل عام 2016 حتى 2020، حيث استقال للتركيز على الترشح للانتخابات الرئاسية 2020- 2021. بعد انتخابه رئيسا للنيجر في 2021، قال بازوم "ديمقراطيتنا الفتية نجحت للتو في عام 2021 بتكريس التداول السلمي على السلطة، وهو الأول من خلال صناديق الاقتراع، هذا انعكاس لنضج الشعب وحكمة القادة".