مواجهة كورونا نموذجاً.. الانتقالي يلقن الشرعية دروساً في إدارة الأزمات
تعامل المجلس الانتقالي باحترافية شديدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما لاقى ترحيباً شعبياً واسعاً في المحافظات الجنوبية بالإضافة إلى أن خطواته يمكن مقارنتها بالإجراءات الصارمة التي اتخذتها العديد من البلدان الكبرى على مستوى العالم، وهو ما وضع الشرعية في مأزق شديد، بعد أن بدا عليها الارتباك فيما تفرغت للمشكلات السياسية بعيداً عن الإجراءات الصحية والخدمية اللازمة.
استبق الجنوب وصول الجائحة العالمية واتخذت جملة من القرارات التي حصنت محافظاته حتى الآن من انتشار المرض، فيما أثبت القوات الأمنية الجنوبية قدرة فائقة على تطبيق الحظر الجزئي الذي أعلن عنه الرئيس عيدروس الزبيدي الأسبوع الماضي، فيما استمرت الوحدات المحلية التابعة للمجلس الانتقالي في حملات التوعية للوقاية من انتشار الفيروس.
واستمراراً للإجراءات الوقائية، قررت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، إغلاق المنافذ الجوية والبحرية باستثناء الحالات الخاصة بالإغاثة والمواد الطبية وتكليف الوحدات العسكرية بتطبيق القرار، منعا لانتشار وباء كورونا.
كما أعلنت، خلال اجتماع مشترك مع القيادات العسكرية والأمنية، تعليق العمل في المرافق ومؤسساتها باستثناء المرافق الخدمية والإنسانية الضرورية لحياة المواطن وأمنه واستقراره، لمدة أسبوعين قابلة للتجديد.
وشدد الاجتماع على الوحدات العسكرية والأمنية، ضرورة مواصلة تطبيق قرار حظر التجوال الجزئي، بشكل صارم، إلى حين انتهاء ظروف إصداره.
وجه محافظ حضرموت، اللواء فرج سالمين البحسني، اليوم الأحد، الأجهزة العسكرية والأمنية لمكافحة تهريب القات، ومداهمة أماكن بيعه، مؤكدا أنه قرار نهائي ولا رجعة عنه.
وكلف، خلال لقاء مع القيادات العسكرية والأمنية، في مدينة المكلا، القوات في ساحل حضرموت، برصد مكافآت مالية للإبلاغ عن أماكن بيع القات ومهربيه.
وقال إن مواجهة وباء كورونا، والاستعداد لأي طوارئ تعتبر مهمة رئيسية، فوق كل المهام والأولويات، مشددا على استمرار قرار فض التجمعات بالأماكن العامة والمنتزهات، للوقاية من الوباء.
وأعرب عن تقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدا بدعمها السخي لأجهزة الأمن والشرطة في ساحل حضرموت، موضحاً أن مساندة دولة الإمارات، بمثابة نقطة فاصلة في تحسين القدرات الأمنية.
أشاد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد،اليوم الأحد، بقرار محافظ حضرموت بمنع القات نهائيًا في المحافظة، واعتبره قراراً تاريخياً يمكن حضرموت من استعادة عافيتها واسترجاع ثقافتها الراسخة وتساعدها على ضخ دماء الحياة في شرايينها كي تنهض من محطة بائسة لتنطلق في سماء العمل والبناء وهي الأجواء التي تبدع فيها العقلية الحضرمية الخلاقة والمبدعة.
وبالتوازي مع هذا الإجراء، اتفقت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ومكتب الأشغال بعدن اليوم الأحد على تعزيز سبل التعاون؛ لإطلاق حملات واسعة لتعقيم الطرقات العامة والأسواق في العاصمة بالمطهرات والمواد الوقائية.
وانطلقت مساء اليوم الأحد، حملة جديدة لتعقيم أحياء وشوارع مديرية المعلا، وذلك بمشاركة عربات الدفاع المدني وأكثر من 60 متطوعاً.
وتبدأ الفرق المشاركة في الحملة بعملية رش المعقمات بالشوارع والطرقات العامة بعد الساعة العاشرة مساءً، وتحديداً خلال فترة حظر التجول، وتقوم الجهات الأمنية بإغلاق شوارع المديرية المُستهدفة؛ لضمان تنفيذ الحملة بشكل آمن.