الليلة الدامية والحرب الطاحنة بين القبائل وقوات الأمن في مأرب ووساطة قادها ضابط في الحرس الجمهوري توقف المواجهات في "وادي عبيدة"
شهدت منطقة "العرقين"، في وادي عبيدة، محافظة مأرب، أمس، هدوءً، بعد ليلة دامية شهدت مواجهات استمرت ساعات، بين مسلحين قبليين من "عبيدة"، وقوات أمنية. وتمكنت وساطة قبلية، أمس، من احتواء المواجهات المسلحة التي اندلعت، مساء أمس الأول، بين القوات الحكومية، ومسلحين قبليين في مديرية الوادي "وادي عبيدة"، شرق محافظة مأرب. وقال مصدر محلي، إن وساطة قبلية قادها الشيخ عبدالقوي شريف، محافظ صنعاء، والعميد حسين صالح فرحان الجلال، أحد كبار ضباط ما كان يعرف بـ "الحرس الجمهوري"، استطاعت احتواء الموقف، وإيقاف المواجهات، بعد ساعات من اندلاعها، مساء أمس الأول، بين الجيش ومسلحين قبليين يتبعون "آل مثنى"، مسنودين بمسلحين من قبائل من "آل جلال"، و"الدماشقة". وأوضح المصدر، أن "المواجهات اندلعت عقب قيام التاجر هادي مثنى بعمل قطاع قبلي على الدولة والتحالف العربي، في وادي عبيدة، على خلفية مطالبته السلطة في مأرب، والتحالف العربي، بدفع تعويضات له بعشرات الملايين، على خلفية قصف طيران التحالف لمعدات وآليات تابعة له"، قبل سنوات. وأفادت مصادر قبلية وأخرى أمنية في مأرب أن المواجهات اندلعت عقب مقتل فهد بن ناجي بن معيلي، وسالم بن سعود بن طالب، وإصابة شخص ثالث كان معهما، في الحادية عشرة من مساء أمس الأول، برصاص جنود نقطة عسكرية تتمركز على طريق صافر. وذكرت المصادر أن الجانبين استخدما في المواجهات أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وشهدت المنطقة قصفاً مدفعياً متبادلاً، استمر لساعات. وأوضحت المصادر أن المواجهات وقعت بين مسلحين قبليين من "آل مثنى"، و"الدماشقة"، وقوات الأمن الخاصة، التي يفرض حزب الإصلاح سيطرته عليها. وقالت المصادر إن الوساطة القبلية، بقيادة "شُريف"، و"العميد الجلال"، تدخلت، وتمكنت من إيقاف المواجهات، وفرض هدنة بين الجانبين. وطبقاً للمصادر، فالمواجهات أسفرت عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن الخاصة، وإصابة جنود آخرين من ذات القوات، علاوة عن القتيلين القبليين، وإصابة آخر برصاص جنود النقطة العسكرية في طريق صافر. وحتى وقت متأخر من مساء أمس، لم يتم الكشف عن الملابسات والدوافع التي أدت إلى مقتل بن معيلي، وبن طالب، وإصابة ثالث، برصاص جنود النقطة العسكرية. وعلى خلفية أحداث مساء أمس الأول، عقد، أمس، مشائخ ووجهاء وأعيان من "وادي عبيدة"، موالون للسلطات في مأرب، اجتماعاً طارئاً أدانوا فيه ما حدث. وقال بيان صادر عنهم، إنهم خلصوا في اجتماعهم إلى "يتم عقد اجتماع للمشايخ عند هادي مثنى، كي يسمعون منه، فإذا كانت مطالبه مطالب حق فالمشايخ سيطالبون السلطة بتنفيذها، وإذا كانت مطالب باطلة فعندها سيتخذ المشايخ منه موقفاً حازماً". وشدد البيان على "تكثيف التعاون بين الجيش والأمن وأهل الوادي، حيث سيتم وضع طقم عليه عدد من الأفراد، من كل قبيلة فرد، فإذا حدث أي اعتداء على النقاط سيتم تحويله إلى قضية قبلية، كون أن هناك على الأطقم من أبناء عبيدة". وأضاف البيان: "بعد حل قضية الأمس سيتم إبرام وثيقة عهد وميثاق أن يكون أهل الوادي يداً واحدة على أي مخرب، ويداً واحدة لنصرة كل طالب حق". ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه محافظة مأرب استعدادات عسكرية واستنفار أمني واسع يعم المحافظة، خصوصاً بعد سقوط مركز محافظة الجوف بيد الحوثيين، وأنباء عن استعدادهم لاقتحام مدينة مأر