انتقام حوثي فاضح في الجوف

وكالات

المليشيا تُفَجِّر مرافق حكومية، و”مركز دار القرآن”، ومنازل قيادات عسكرية، في مدينة الحزم انقطاع الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من المحافظة، التي تعيش في عزلة عن العالم هدوء حذراً ساد الجوف، وطيران التحالف يقصف تعزيزات ومجاميع ومواقع حوثية نزوح 25 ألف أسرة إلى مدينة مأرب، وبقت على أطرافها تفترش الرمال في انتظار الإغاثة مستشار محافظ الجوف: الميليشيا سيطرت على مركز المحافظة والمديريات الغربية والجنوبية، بمساحة تقدر بـ 35% من مساحة المحافظة قوات الجيش تتمركز في معسكرات بالجهة الشرقية من المحافظة، على بعد 10 كيلو من مدينة الحزم قالت المعلومات، أمس، إن هدوءً حذراً ساد محافظة الجوف، شمال شرقي اليمن، بعد ساعات من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على مركز المحافظة، والمديريات الغربية والجنوبية، إثر تراجع وحدات القوات الحكومية إلى مناطق في مديرية خب والشعف، التابعة للمحافظة. وأفادت المعلومات أن القوات الحكومية تراجعت قرابة 10 كيلومترات، شرقي المحافظة، وإعادة التموضع في معسكرات خاصة، ترتيباً لشن هجمات قادمة، بهدف استعادة مدينة الحزم، عاصمة الجوف، بعد أن سيطرت عليها مليشيا الحوثي، فجر أمس الأول، دون قتال. وذكرت المعلومات أن المعارك في الجوف توقفت، أمس، مع ميليشيا الحوثي، بعد أن سيطرت الأخيرة على مديرية الحزم، في حين تحاول قوات الجيش استعادة ترتيب صفوفها بعد انسحابها إلى الأجزاء الشرقية من المديرية. وقال مستشار محافظ الجوف، ومدير مركزها الإعلامي، عبدالرحمن قاسم، في “تغريدة” على حسابه في “تويتر”: “ميليشيات الحوثيين سيطرت على مركز المحافظة والمديريات الغربية والجنوبية، بمساحة تقدر بـ 35% من مساحة المحافظة، فيما تتمركز قوات الجيش في معسكرات بالجهة الشرقية من المحافظة، على بعد 10 كيلو من مركز محافظة الجوف”. وأفادت معلومات أن “قوات الجيش تستعيد عافيتها وتنظّم صفوفها، وحاولت الهجوم على ميليشيات الحوثيين من الأطراف الشرقية لمدينة الحزم، إلا أن تمترس الميليشيات بالمدنيين منع أي محاولة للتقدم”. بيد أن معلومات صحفية أخرى قالت إن مليشيا الحوثي شنت، مساء أمس، “هجوماً عسكرياً جديداً على منطقة الصفراء، شرقي الجوف”. وقال موقع “نيوز يمن”، إن مقاتلات التحالف العربي استهدفت، أمس، مواقع المليشيا، في مديرية مجزر، التابعة لمحافظة مأرب، والمتصلة بمحافظة الجوف. ونقل الموقع، عن مصادر محلية، قولها إن “طيران التحالف شن سلسلة غارات استهدفت مجاميع وآليات قتالية للحوثيين في مديرية مجزر”. وذكر الموقع أن “مقاتلات التحالف شَنَّت 6 غارات جوية، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الحوثي، إضافة إلى تدمير عتاد عسكري”. وكانت مليشيا الحوثي، قد سيطرت على مديرية مجزر بمحافظة مأرب، عقب انسحاب قوات حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، من المنطقة بصورة مفاجئة. وأفادت المعلومات أن مقاتلات التحالف شنت، مساء أمس، غارات جوية على الجوف كانت إحداها على مواقع المليشيا في مديرية الغيل. وزعم الحوثيون أنهم “صدوا هجوماً جوياً لعدد من الطائرات الحربية في سماء محافظة الجوف”، وأجبروا طائرات التحالف العربي على مغادرة سماء الجوف. وقال المتحدث العسكري لمليشيا الحوثي، يحيى سريع، مساء أمس، على حسابه في “تويتر”: “تمكنت الدفعات الجوية من التصدي لتشكيل قتالي لعدد من الطائرات الحربية التابعة لدول العدوان، في سماء محافظة الجوف، بعدد من صواريخ فاطر1 أرض جو، وأجبرتها على المغادرة، دون أن تتمكن من تنفيذ أي أعمال عدائية”. وأضاف سريع: “تؤكد القوات المسلحة مضيها في التصدي لكل محاولات الأعداء حتى الوصول إلى حماية الأجواء اليمنية بشكل كامل”. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أمس، إن “العمليات العسكرية في محافظة الجوف لا تزال مستمرة”. وأوضح العقيد المالكي إن العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في محافظة الجوف “مستمرة لدعم وإسناد قوات الجيش الوطني في معركته ضد مليشيات الحوثي الانقلابية”. دون تقديم مزيد من التفاصيل. وذكرت المعلومات أن مليشيا الحوثي قامت، أمس، بتفجير عدد من الممتلكات العامة والخاصة، في مدينة الحزم، فيما نزحت آلاف الأُسر من هذه المدينة نحو مدينة مأرب. وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، قامت بتفجير عدد من المرافق الحكومية، و”مركز دار القرآن”، ومنازل قيادات عسكرية، في مدينة الحزم. وأدانت مصادر حقوقية الانتهاكات الحوثية، التي تطال المنشآت والمساكن، “وحملة التهجير الواسعة”، دونما الالتزام بالقوانين الدولية في الحروب، وتحييد المدنيين والمنشآت الحكومية وغيرها. وأكدت مصادر محلية أن آلاف الأسر غادرت مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، متجهة نحو مدينة مأرب، بعضها تاه في وسط الصحراء، فيما الآخر تمكن من الوصول. وناشدت المصادر المنظمات الدولية والمحلية سرعة التدخل لإيواء النازحين، الذي معظمهم من النساء والأطفال. وأعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، الاثنين، أن التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الانقلابية في الجوف، أجبر عشرات الآلاف على النزوح إلى محافظة مأرب. وأفادت الوحدة التنفيذية، في بيان لها، أمس، أنها “رصدت نحو 25 ألف أسرة نازحة قادمة من محافظة الجوف، خلال 24 ساعة”. وأوضح البيان أن “النزوح الأخير أكبر من قدرات الوحدة التنفيذية، وقدرات السلطة المحلية والمجتمع، كما أنها أكبر من قدرات المنظمات العاملة في مأرب”. وأكد البيان أن “النازحين يواجهون وضعاً مأساوياً بعد أن أجبرهم التصعيد العسكري بمحافظة الجوف على النزوح إلى مأرب المتاخمة”. وأطلقت الوحدة نداء استغاثة للمنظمات الدولية والجهات المعنية بالعمل الإنساني، من أجل التحرك العاجل لإغاثتهم، وحذرت من حصول كارثة إنسانية في المحافظة جراء استمرار التصعيد العسكري. وشهدت محافظة الجوف، موجة نزوح واسعة للأهالي، عقب معارك عنيفة اندلعت بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي. وغادرت آلاف الأسر منازلها في مديريتي الحزم، عاصمة محافظة الجوف، ومديرية الغيل، تزامناً مع هذه المعارك، وفي ظل انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت عن أجزاء واسعة من المحافظة، ما جعلها تعيش في عزلة عن العالم. وكان حقوقيون ونشطاء حقوق إنسان، قد عبروا عن خشيتهم لما قد تؤول إليه أوضاع النازحين في محافظة الجوف، وكذلك من تبقوا في منازلهم. وقال مصدر محلي لـ “الشارع”، إن العائلات النازحة من مدينة الحزم لم تدخل مدينة مأرب، بل بقت في أطرافها، حيث افترشت الرمال، وعائلات قليلة فقط دخلت المدينة عند أقارب لها فيها. وأضاف المصدر: “تقول المعلومات إن منسقي منظمات الإغاثة طلبوا من الأسر النازحة عدم دخول المدينة كي يوفروا لهم مخيم نزوح من منظمات الإغاثة. والأسر التي دخلت المدينة لن يتم اعتمادها كأسر نازحة، وبالتالي لن تحصل على المعونات الخاصة بالنازحين”. ومنذ إشعال ميليشيات الحوثي للحرب، عقب انقلابها على السلطة الشرعية، احتضنت محافظة الجوف مئات الأسر اليمنية التي فرت من مناطق سيطرة الحوثي، واتخذت من الجوف مكاناً مؤقتاً لها. وشهدت محافظة الجوف معارك دامية لأكثر من 40 يوماً، تكبدت فيها المليشيا الحوثية خسائر فادحة في الأرواح البشرية، بينها قيادات بارزة، وتدمير عدد من الآليات العسكرية والعربات. وبعد تلك المعارك تمكنت المليشيا من دخول مدينة الحزم والسيطرة عليها.