الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الجوف على حدود السعودية "تفاصيل هامة وخارطة السيطرة"
بعد معارك عنيفة ومتواصلة منذ أسابيع، ضد قوات الجيش اليمني تمكنت مليشيات الحوثيين، أمس الأحد، من السيطرة على مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف شمال البلاد. وتبرز الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الجوف، من خلال حدودها الجغرافية مع المملكة العربية السعودية، جنوبًا، الممتدة إلى أكثر من 266 كليومترا، إضافة إلى تطويقها لمحافظة مأرب، الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، من جهة الشمال، ما يشكل تهديدا حقيقيا على مأرب التي تقود منها الحكومة اليمنية معاركها ضد مليشيات الحوثيين في الأجزاء الشمالية من البلاد، إلى جانب أهميتها الاقتصادية باعتبارها تمثل مخزونا كبيرا للنفط في اليمن. خارطة السيطرة وكثفت مليشيات الحوثيين، من عملياتها العسكرية خلال أكثر من شهر ونصف، في محافظة الجوف، من خلال الدفع بمقاتليها باستماتة في أكثر من جبهة من جبهات المحافظة، على الرغم من سيطرتها المسبقة بشكل كامل على 5 من مديرياتها البالغ عددها 12 مديرية، في محاولة لتحقيق اختراق جديد أكثر أهمية، وهو ما تحقق من خلال سيطرتها منذ مطلع الأسبوع الجاري على مديريتين إضافيتين، بينهما مديرية الحزم، عاصمة المحافظة. وتسيطر قوات الجيش اليمني وقبائل محافظة الجوف، على أجزاء واسعة من مديرية برط العنان، شمال غرب المحافظة، وأجزاء من مديرية خب والشعف، كبرى مديريات الجوف شرقا، ومناطق من مديرية المصلوب جنوبا، إلى جانب سيطرتها على كامل الشريط الحدودي للمحافظة مع الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية. وترتبط محافظة الجوف، بخمس محافظات يمنية، هي حضرموت شرقا، ومأرب جنوبا، وهاتان المحافظتان تسيطر عليهما الحكومة اليمنية، في حين تربطها حدود جنوبية غربية مع العاصمة اليمنية صنعاء، وعمران غربا، وصعدة في الشمال الغربي، وهذه المحافظات تسيطر عليها مليشيات الحوثيين. القرب من السعودية ويقول العميد، خالد النسي، إن معنى سيطرة الحوثيين على الجوف، هو اتساع سيطرتهم على الحدود مع السعودية، موضحا أن ذلك سيعقد مهمة مراقبة قوات الملشيات، وسيعطيها فرصة للمناورة، وبالتالي فرصة أكبر للاستهداف. وأشار في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، إلى أنه من الممكن تلافي ذلك ”فالحوثي ليس هو من سيطر على الجوف، ولكن الخيانة في الشرعية التي مكنته من هذا وستمكنه من أكثر من هذا“. وتوقع النسي، أن تسقط محافظة مأرب، في قادم الأيام، بعد سقوط محافظة الجوف، وبحسبه ”فهذا طبيعي بعد أن أصبحت الشرعية مظلة للفساد والجماعات الإرهابية“. ويرى مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، فهد الشرفي، أن ”سلاح الجو لقوات التحالف العربي لم يقصر ونفذ أكثر من 350 طلعة جوية خلال الأسبوعين الماضيين، والحوثيون أنفسهم يعترفون بمئات القتلى على يد الطيران الذي صد نشوتهم بعد وجبة نهم وتحولهم إلى الجوف والخذلان من قيادة الإخوان“. ولفت الشرفي في تغريدات على تويتر، إلى أن ”قيادة المنطقة العسكرية السادسة ممثلة بالعميد الجريح مجاهد الغليسي وقيادة المحافظة ومحور الجوف ممثلة باللواء البطل امين العكيمي يطالبون وزارة الدفاع بالتعزيز منذ سقوط نهم ويطالبون بإرسال لواءين أوثلاثة من مأرب لتغطية نسقات المعركة المفتوحة ولا استجابة إطلاقا“. وقال إن نقطة الانكسار الاستراتيجي بدأت من تسليم جبهة نهم، شرقي العاصمة صنعاء، بـ“مسرحية هزيلة، وأن ”انسحاب كامل قوات المنطقة السابعة من نهم والمفرق ومجزر والصفراء هو الذي جعل الحزم والجوف المحرر كالجزيرة محاصرين من كل الاتجاهات، وإلى اليوم لم نسمع بأي إجراءات اتخذت ضد من سلموا جبهة نهم“. تهديد مأرب وقال الخبير العسكري، يحيى أبو حاتم، إن على قيادة الجيش ومحافظة مأرب، تعزيز قواتها في مديرية صرواح، غربي المحافظة، وتوخي الحذر، في إشارة منه إلى إمكانية هجوم مليشيات الحوثيين على مأرب. وتابع في تغريدات على تويتر: ”لحسم المعركة في الجوف، يجب العمل على تأمين مفرق الجوف بشكل سريع وتحريك جبهة صرواح ونهم من جهة، وكذلك تحريك جبهه عبس وبقوة، قطع خطوط إمداد العدو باتجاه الجوف عن طريق طيران التحالف وذلك بتشكل مظلة جوية فوق المناطق المحتملة وإعلانها مناطق عسكرية واتخاذ وضع الصيد الحر وتدمير كل متحرك“. الوضع الحالي حتى اللحظة ما تزال قوات الجيش اليمني تتشاطر أجزاء محافظة الجوف مع مليشيات الحوثيين، دون سيطرة مطلقة لأحد الطرفين، في حين ما تزال الأجزاء الشرقية من مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، التي انسحبت إليها قوات الجيش، تشهد معارك عنيفة ضد الحوثيين، في محاولة لاستعادة مناطق المدينة التي سقطت تحت سيطرة الحوثيين، وفقا لمصادر عسكرية يمنية. وتقول المصادر العسكرية لـ“إرم نيوز“، إن قوات الجيش اليمني استعادت تنظيم صفوفها وعاودت الهجوم على مليشيات الحوثيين من أطراف مدينة الحزم، في حين اتخذت المليشيات من المدنيين دروعا بشرية وتمركزت على أسطح المنازل والمباني، في محاولة لمنع أي تقدم. وأشارت إلى أن تضاريس محافظة الجوف مفتوحة، وهي صحراوية منبسطة وليست جبلية، ما يعني أن عملية استعادة أي مناطق سقطت في سيطرة مليشيات الحوثيين ممكنة وليست معقدة، وأن قوات الجيش تعي أهمية استعادتها، باعتبارها تشكل خطرًا على محافظة مأرب بدرجة رئيسية، إلى جانب أهميتها البالغة في سير العمليات العسكرية في المناطق الأخرى.