ذخائر أخرى خطيرة.. هل تقدم إيران للحوثيين صواريخ تستهدف الطائرات؟

كتب: بيتر بروكس- ذي ديلي سيجنال ـ ترجمة عبدالله قائد

وأخيراً حلت صواريخ أرض جو لتضاف إلى القائمة المتنامية من الأسلحة المتطورة التي تهربها إيران إلى وكلائها في اليمن، المتمردين الحوثيين، والتي شملت صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والطائرات الحربية المسيرة. بات من الواضح أن إيران ليس لديها مصلحة في إنهاء الحرب الأهلية اليمنية، المستمرة منذ ما يقرب من 5 سنوات، أو وقف صراعها بالوكالة مع التحالف الذي تقوده السعودية، أو الحد من سجلها الحافل بالسلوكيات الخبيثة والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. يستند الكشف الأخير عن تهريب أسلحة إيرانية إلى تقارير صدرت مؤخراً عن القيادة المركزية للبحرية الأمريكية وخفر السواحل الأمريكي حول النجاح في اعتراض شحنات أسلحة في بحر العرب، كانت في طريقها إلى اليمن. نفذت القوات واقعتي اعتراض للأسلحة، منذ نوفمبر الماضي، كانت آخرها قيام طراد الصواريخ الموجهة التابع للبحرية الأمريكية يو إس إس نورماندي، في أوائل فبراير، بمصادرة مركب صغير "بلا جنسية"، يُعرف محلياً باسم مركب اقاز، بينما كان يحمل أسلحة إيرانية مخبأة على متنه. ووفقاً للقيادة المركزية الأمريكية، فقد شملت الأسلحة المخبأة في المركب ثلاثة صواريخ أرض - جو، و150 صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات من طراز "دهلافيا"، ومناظير إيرانية خاصة بأسلحة التصوير الحراري، ومكونات إيرانية خاصة بالطائرات المسيرة، وقوارب صغيرة ذاتية الدفع، فضلاً عن ذخائر أخرى، وقطع غيار أسلحة متقدمة. كما ضبطت مدمرة الصواريخ الموجهة التابعة للبحرية، يو إس إس فورست شيرمان، شحنة مماثلة في نوفمبر، شملت مكونات لصاروخ "351"، الذي يرجح أن يكون صاروخ قدس-1، وهو كروز مخصص للهجوم البري، وقد يكون مماثلاً لتلك الصواريخ التي جرى استخدامها، في الخريف الماضي، في الهجوم الإيراني على النفط السعودي. وذكر متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، أن فورست شيرمان عثرت أيضاً على مكونات لصاروخ كروز الإيراني المضاد للسفن "نور". ويبلغ مدى صاروخ نور، المصمم على نمط الصاروخ الصينى سى - 802، 120 كم، ويمكن إطلاقه من على متن سفن أو من البر. إن توريد الأسلحة أو بيعها أو نقلها، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى الحوثيين هو انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015، بالإضافة إلى أنه يعمل على إطالة أمد الصراع الدموي في اليمن. ومع أن الأسلحة التي جرى احتجازها خلال عمليات الاعتراض البحري هذه ليست إلا جزءاً صغيراً، إلا أن اعتراض البحرية لما مجموعه ثمانية صواريخ أرض جو إيرانية جديدة "مهربة"، تعرف باسم صواريخ "358"، من المحتمل أن يكون مهماً. وفضلاً عن التفاصيل التي أوردتها القيادة المركزية الأمريكية حول القدرات التشغيلية لصواريخ 358، خلال مؤتمر صحفي لها، فإن هذه الأسلحة يمكن أن تصطاد وتستهدف أهدافاً محمولة جواً مثل طائرات الهليكوبتر. وعلى خلاف بقية الأسلحة التي استنسخها الإيرانيون، مثل صاروخ كروز الصيني المضاد للسفن من طراز C-802، أو الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدبابات "كورنيت"، وصفت القيادة المركزية الأمريكية الصاروخ 358 بأنه "صاروخ إيراني مصمم بشكل فريد". ويشكل هذا الصاروخ الجديد (أرض جو)، الذي جرى تهريبه، تطوراً مقلقاً في الترسانة العسكرية الإيرانية. في حقيقة الأمر، يمكن يوماً ما تطوير قدرات صاروخ 358 ليطال أهدافاً برية وبحرية أخرى. فعلى سبيل المثال، إذا تم تحسين هذا السلاح الجديد ليتناسب مع أغراض الضربات البحرية، فيمكن لذلك أن يضاعف من تهديد إيران الحالي للنقل البحري العسكري والتجاري حول اليمن، بما في ذلك في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وخليج العرب. وعلاوة على ذلك، فإن انتشار ذخيرة متقدمة أخرى إلى جهة فاعلة غير حكومية مثل الحوثيين أمر مقلق للغاية. لقد شهدنا فعلياً استخدام صواريخ حوثية إيرانية وطائرات مسيرة ضد أهداف يمنية وأمريكية وسعودية وإماراتية. بالإضافة إلى ذلك، سيقدم الاستخدام القتالي لسلاح إيراني جديد في المسرح اليمني حافزاً مهماً لطهران لمواصلة تطوير هذه الصواريخ الـ 358، التي يُعتقد أن بعضها قد استُخدم بالفعل ضد الطائرات الأمريكية المسيرة. كما يمكن لهذه الأسلحة الجديدة أن تقع بحوزة حلفاء ووكلاء إيرانيين آخرين مثل (حزب الله)، الذي استخدم بشكل مشين صاروخ كروز إيرانياً مضاداً للسفن لضرب سفينة حربية إسرائيلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، في عام 2006. إن تطوير ونشر هذه الأسلحة المتقدمة الجديدة، في الوقت الذي يُفترض فيه أن تمتثل إيران لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والذي سينتهي قريباً، لن يؤدي إلا لمضاعفة التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها ووكلاؤها على السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.