البيان الختامي وأهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر العلمي الدولي الأول بجامعة الوسطية الشرعية.

شبوة اليوم/حضرموت

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبتوفيقه سبحانه وتعالى نبلغ الأمنيات ، وتتحقق لنا جميع الطموحات ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد السادات وقائد القادات القائل: « إنما بعثت معلماً» ، وعلى آله وصحبه وسلم ، (وبعد) : إن انعقاد مؤتمرنا هذه الذي حرصت جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية على انعقاده جاء في ظل ظروف تعيشها الأمة الإسلامية جعلتها تتخلف في كثير من الميادين عن ركب الحضارة الإنسانية في ميدان العلم والتطور التقني ، ولكنها لا زالت تحافظ على نسبة من قيمها الأخلاقية وثوابتها الدينية رغم كل محاولات فصل الأمة عن دينها وثقافتها الأصيلة. ولما برز عَلَمٌ من أعلام الأمة الحبيب العلامة أبوبكر العدني بن علي المشهور الذي غاص وتعمق في نصوص القرآن والسنة استخرج منها كنزا مدفونا هو علم (فقه التحولات) المرتكز على العلم بعلامات الساعة فوضع ضوابطه ، وأسس معالمه ، وكشف من خلاله خارطة الطريق النبوية التي قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم: « تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك » ، ونبهنا على أن سر تخلفنا في الجانب العلمي والتقني لا علاقة له بالدين وإنما هو نتيجة لعاملين : أولهما : داخلي لما أصابنا من الوهن والتبعية للكافر. والآخر : خارجي يكمن في مشاريع الشيطان ووكلائه كالتداعي والتنافس ؛ مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: « يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ». وقد عُقد المؤتمر تحت عنوان: (المتغيرات والمستجدات ... بين التوجيهات الربانية والفكر الإنساني في الفترة من ۲۱ - ۲۳ صفر 1444هـ الموافق 17- 19 سبتمبر ۲۰۲۲م ، برعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي: أ.د. خالد أحمد الوصابي. ومحافظ محافظة حضرموت : الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي. وقد خرج المؤتمر بالتوصيات الاتية: 1- الترحم على روح فقيد الأمة الإمام الحبيب أبي بكر العدني بن علي المشهور، ويدعو إلى ضرورة دراسة إرثه الفكري والعلمي والأدبي كونه مثل مدرسة تجديدية داخل الخيمة الإسلامية. 2- إن لغة القرآن والسنة لغة عالمية المنهج والرؤية والمعالجة القضايا الإنسانية بعمومها وهي تحمل منهجية متكاملة في بناء الإنسان وتطوير حياته، وأن بعد الأمة عن لغة القرآن والسنة وتأطرها الفكري والمذهبي والفئوي أفقدها حقيقة المعالجة التي يحملها القرآن والسنة. 3- يدعو المؤتمر القادة والشعوب بكل مكوناتها للالتقاء على القواسم المشتركة والتعايش السلمي والعمل على إيجاد آلية تحقق ذلك ونبذ سياسة التنافس والتحريش. 4- يوصي المؤتمر المؤسسات التعليمية والجامعات بالاستفادة من علم فقه التحولات وإدراجه ضمن المناهج التعليمية بها ، كما يوصي المراكز البحثية والمجمعات الفقهية إلى تنظيم الندوات العلمية في مناقشة هذا العلم. 5- يرى المؤتمر أن المنجز العلمي والحضاري بثوراته المختلفة الصناعية والتكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات إنما هي نعمة وهبها الله للإنسان وتُعتبر القاسم المشترك بين الإنسانية بعمومها ويرفض توظيفها في تدمير القيم والأخلاق الإنسانية. 6- يدعو المؤتمر إلى بناء جيل السلامة الواعي وفق مبدا (الإنسان قبل البنيان - والتربية قبل التعليم - والمعلم قبل المنهج)، ومن خلال إعادة صياغة المناهج التعليمية الجامعة بين الثوابت والمتغيرات والمستجدات مع الاستفادة من التقنيات والوسائل الحديثة على قاعدة تحديث الوسائل وتأصيل البدائل. 7- يرى المؤتمر أن الثقافة الإنسانية أمانة وعلى المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية والمجمعات العلمية تحري الموضوعية والمهنية في دراستها ، فقد وصلت الإنسانية إلى موقع لا يُحمد في تدمير العلم والأخلاقيات الإسلامية والإنسانية ويُعتبر هذا الأمر من أهم مهامها الملقاة على عاتقها. 8- يؤكد المؤتمر على أن النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق الشرعية التي تضمن حياتها الكريمة واستقرارها الاجتماعي والنفسي وما يكفل مساواتها وأداءَ دورها الوظيفي الذي يقوم على التكامل في أداء المهام لا على التنافس والمغالبة كما يُراد لها من خلال الثقافة الوضعية. 9- يرى المؤتمر أن الإنسانية اليوم قد بلغت من الفشل مبلغاً كبيراً في جميع الجوانب الفكرية والعلمية والاقتصادية والسياسية، وأن الأطروحات التي طُرحت من قبل المنظومة البشرية اليوم لم تفِ بحق الإنسانية ولم تقدم حلاً بقدر ما طوّرت الأزمات ونقلتها من أزمات إلى أزمات ووسعت سياسة الانتقام والثارات ، وأنه لا منقذ من هذه السياسات الفاشلة إلا بالعودة إلى قراءة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من منظور منهجية فقه التحولات التي تبين لنا معالم النجاة وتصحح المسار وتبين أسس المشروع الحضاري الإنساني المستمد من الوحي الرباني. 10- إن منهج الدعوة إلى الله الذي أمر الحق تعالى يقوم على قاعدة ﴿ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾ وإنه يمثل أساس بناء المجتمعات وإصلاح الذات الإنسانية ، وتوضيح معالم الخير وعودة الأمة إلى سلوك هذه الطريق بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن الانفعالات والتسييس وربط ذلك بالقدوة الحسنة. 11- إن الاقتصاد الإنساني اليوم يُعاني من أزمات قد تصل به إلى حالة الانهيار وسبب ذلك إخضاع الاقتصاد العالمي للسياسة الربوية وإهدار الثروات والطغيان البشري ؛ وأن المعالجة الشرعية لأزمة الاقتصاد تقوم على الاكتفاء الذاتي والعودة إلى الاستفادة من الأراضي الزراعية والاهتمام بالتأهيل والتدريب المهني ، والاستفادة من أهل التخصص في المجال الاقتصادي لتتم عملية التكامل. 12- الاستفادة من وسائل الإعلام وأجهزتها الاتصالية الحديثة في استخدامها الاستخدام الصحيح الأمثل في إفادة وتعليم البشرية بما يعود عليها بالخير في حاضرها ومستقبلها . 13- يدعو المؤتمر المسؤولين إلى تقنين القنوات التي تبث إلى مجتمعنا المسلم بما يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية والقيم الدينية . 14- كما يدعو المؤتمر إلى تفعيل العمل المؤسسي واعطائه الفسحة لبناء المنظومة الإدارية والسياسية والتربوية والاجتماعية وتجنب الفردية وتعطيل المؤسسات حتى يتسنى للشعوب بناء عمل مؤسسي منظم. 15- يوصي المؤتمر إعادة القراءة للأحداث التاريخية والمتغيرات من خلال مفهوم ربط الديانة بالتاريخ كمنهجية غُيِّبت في الدراسات التاريخية وأفرزت مشكلات في قراءة الحدث التاريخي وتكرت مجالات للتأويلات أفرزت مشكلات نعانيها.