التحالف العربي يواجه حرب الأوبئة الحوثية بسلاح المساعدات الإنسانية
يخوض التحالف العربي حربا من نوع آخر في مواجهة المليشيات الحوثية التي لا ترتكن في جرائمها على الأبعاد العسكرية فحسب لكنها توظف الأوضاع الصحية والإنسانية كأداة لإطالة أمد الحرب، وهو أمر أدركه التحالف العربي جيدًا، بعد أن أولى اهتمامًا بالمشروعات الإنسانية التي كان لها عظيم الأثر في التخفيف من معاناة الأبرياء.
تتركز جهود التحالف العربي بالأساس على المحافظات المحررة، لكن تلك المناطق ينزح فيها مئات الآلاف من الأبرياء الذين فروا هاربين من مواقع هيمنة المليشيات الحوثية، والتي بدورها استعانت بمليشيات الإخوان لخوض حرب الأوبئة وظهر ذلك واضحا من خلال إهمال الشرعية الذي ضاعف من صعوبة الأوضاع الصحية في المناطق المحررة وكذلك المناطق التي سلمتها قوات الشرعية للمليشيات الحوثية.
اعتقدت المليشيات الحوثية أن شنها حرب الأوبئة سوف يمكنها من البقاء طويلا لأن المواطنين لن يكون بإمكانهم مواجهة جرائمها في ظل معاناتهم من أوضاع صحية صعبة، وهو ما دفع التحالف العربي لتكثيف مشروعاته الإنسانية التي وصلت إلى مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء وكانت سببًا في التخفيف عنهم.
أشارت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم الاثنين، إلى عودة تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وألقت الضوء على تقارير منظمات دولية أكدت تلقيها بلاغات من محافظات خاضعة لسيطرة المليشيا المدعومة من إيران خلال الأشهر الماضية، تشير إلى ظهور إصابات جديدة وحالات وفاة نتيجة أمراض وأوبئة من بينها حمى الضنك، والكوليرا، والدفتيريا، والجدري، إلى جانب شلل الأطفال، والإسهالات المائية الحادة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم الإبلاغ في المحافظات الشمالية عن أكثر من 204 آلاف حالة إصابة، و291 حالة مشتبه بها، و53 حالة وفاة مرتبطة بوباء الكوليرا في اليمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري.
وأوضحت المنظمة في تقرير حديث لها، أنها واصلت قيادة الاستجابة للكوليرا لدعم السلطات الصحية للاستجابة لتفشي المرض المستمر من خلال إدارة الحالة والمسح والاختبارات المعملية.
وفيما يتعلق بوباء الدفتيريا، أفاد التقرير بأنه تم الإبلاغ أيضا من نفس المحافظات عن إجمالي 1147 حالة إصابة محتملة بالدفتيريا و80 حالة وفاة مرتبطة بها في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2020.
وأكد التقرير أنه تم في الفترة المذكورة من ذات العام الإبلاغ عن ما مجموعه 41 ألفا و465 حالة مشتبه بإصابتها بحمى الضنك من المحافظات الشمالية، مع 77 حالة وفاة مرتبطة بذلك.
وفي مقابل ذلك كثف التحالف العربي ممثلا في المنظمات الإغاثية التابعة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من تحركاته الطبيعة من خلال نشر الفرق الطبية في مناطق مختلفة.
استقبلت الفرق الطبية بمركز الطوارئ لمكافحة الأمراض الوبائية في محافظة حجة، المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة، آلاف المرضى في الفترة بين 5 حتى 11 نوفمبر الجاري، واستقبل قسم التسجيل والفرز 817 مستفيدًا، وقسم الملاحظات 217 شخصًا، وعيادة التنويم 82 مستفيدًا، وقسم المصابين بالأوبئة 817 مستفيدًا.
فيما واصلت عيادات الرعاية الصحية المُتنقلة، التابعة لهيٸة الهلال الأحمر الإماراتي، تقديم خدماتها الطبية للمرضى في مخيم العليلي للنازحين بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة، واستقبلت العيادات مؤخرًا 88 حالة مرضية غالبيتها من الأطفال، الذين يعانون من الحميات وأمراض الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل، وقدم مواطنون، شكرهم للهيئة على الجهود التي تبذلها خاصةً بالجانب الطبي والصحي.
وزعت فرق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 225 حقيبة شتوية للمتضررين والنازحين في مديرية المظفر بمحافظة تعز، واشتملت تلك الحقائب، على 450 سترة كبيرة، و450 سترة صغيرة، و450 بلوفر كبير، و450 بلوفر صغير، و450 بطانية كبيرة، و450 بطانية صغيرة.