أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي
لا يوجد جنوبي صادق مع الجنوب ومشروعه للاستقلال الا وهو مع اي حوار جنوبي للوصول الى قواسم مشتركة بين الجنوبيين توجد حالة توازن جنوبية على اسس ومبادى واهداف وطنية جنوبية لتحقيق الاستقلال ولا احد يختلف على اهمية ودور قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وان تسعى بكل ماتستطيع للحوار ، باعتباره كيان متماسك متسع عليه التفاف. لكن .. هل ازمتنا في الحوار فقط!!؟ لا اعتقد ان ازمتنا فيه ، لكن الازمة الفعلية على ماذا نتحاور!!!!؟ واين موقعي!!؟ فالبعض مازال مرتبطا بباب اليمن ويرفض ان يحاور اخاه الجنوبي الذي يسعى للحوار معه ، لكنه يندفع بدون "فرامل" للحوار مع اي شمالي حتى لو كان مغردا في تويتر !!! ، ولا يعترف ان في الجنوب مشروعا وطنيا ليس وليد الحرب بل من قبلها وقدم شهداء في نضاله السلمي وفي مقاومته الجنوبية لاجتياح الحوثي بل يريد من الجنوبيين شعبا ونخبا ان ينقادون لمشروعه والبعض يهمه هدم الانتقالي اولا وتدمير قواته بدعوى انه صنيعة إماراتية وانه مجرد جماعة ومناطقي قروي...الخ السفسطات. البعض مازال رجل في صنعاء ورجل في عدن !!" والبعض لايريد الجنوب الا اذا هو الاول وكل شلته...اذا لم يكن في الواجهة فلا جنوب !!؟ فعلي اي اسس ومبادئ واهداف سيكون الحوار معهم!!! وهل الازمة في الحوار ام على ماذا نتحاور!!!؟ يردد البعض : يجب ان نتحاور ونفتح صدورنا لبعضنا البعض ونجلس مع كل القيادات السياسية الجنوبيه في الداخل والخارج ونشركهم ولا نهمّش احد في الشراكة والسلطة وصنع القرار ، وهذا صحيح لكن اين السلطة !!؟ وين هو القرار!!؟ فمازل الجنوب ثورة لم يصل لسلطة ولا لقرار ، والشيء الطبيعي ان يكون التحرير الاولوية الاولى ، وان يكون التوازن في المتاح ، وهذا من صلب مسؤولية الانتقالي وان يغير في بنيته ليستوعب مخرجات اي حوار فقيمة الحوار حين تتحول نتائجه في الكيانات ، لكن لو افترضنا ان الانتقالي لم يحاور ، فليتحاور الاخرون مكونات وقيادات الذين طيلة هذه المدة لم يخلقوا كيانا صلبا يمكن الالتفاف حوله ، يتحاوروا يضعوا صيغة للاندماج بينهم في هذه المرحلة من الاحتلال وهذا سيفرض على الانتقالي حالة متماسكة توجب عليه الحوار اما وهم لم يقبلوا بعضهم بعضا ويتصارخون عن التهميش فهم اول من يرفض الحوار ولا يؤمن به ولا يقبل بالآخر. يقول القائل الانتقالي يقبل باهل اليمن ولا يقبل بالجنوبيين في الشراكة ، والشراكة فرضتها ظروف حرب دولية واقليمية مهيمنة على الشان المحلي ولم تكن الشراكة خيارا انتقاليا ومع ذلك لم يرفض جنوبيين في الرئاسي والحكومة وهم يمثلون احزاب يمنية. إن الشراكة المرحلية في الحكومة والرئاسي هي شراكة مناصفة بين الجنوب والشمال وفيها جنوبيون ضمن حصة الجنوب محسوبين على قوى واحزاب يمنية ما يعني أن الانتقالي الذي يعتبر كيان جامع للقوى التحررية الجنوبية فيها لم يستحوذ على حصة الجنوب. ان المرحلة توجب على المكونات والاشخاص ان تسود لغة بينهم توافقية تجمع فالموجود ، من البعض ، لغة سياسية لتقسيم المجتمع الجنوبي واشاعة ثقافة الكراهية باستخدام مصطلحات تنفير وحقد ضد مناطق معينة مع ان مطلقوها لايخلون منها وهي صادرة من سياسيين او نخب ثم تلقفتها الشعبوية ، لغة لم يستخدموها ضد الشماليين الذين اعترفوا انهم يديرون الجنوب بالاستعمار ، فعلى الجميع ضبط لغة التخاطب السياسي اولاً. 22يوليو 2024م