رئيس الجمعية الوطنية بن بريك لـ إرم نيوز: كشفت سرقة الحكومة والحوثيين لنفط حضرموت ولدى وفدنا في جدة أدلة على الفساد
كشف رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، اللواء أحمد سعيد بن بريك، عن تفاصيل مهمّة حول الأحداث الأخيرة التي شهدها اليمن،، في ظل الخلاف بين الحكومة و“الانتقالي“. وتحدث بن بريك خلال مقابلة مع ”إرم نيوز“ في مدينة عدن، عاصمة اليمن المؤقتة، عن موقفه من أبرز الملفات المثارة على الساحة اليمنية، وكيف يراها المجلس الانتقالي الجنوبي. وقف تصدير نفط حضرموت وفي تعليقه على قرار محافظ حضرموت وقف تصدير النفط من المحافظة، قال بن بريك: ”كنت محافظًا لحضرموت قبل الأخ فرج البحسني، وفي عهدي تم تحرير المكلا وساحل حضرموت من الميليشيات الإرهابية مثل: القاعدة وداعش، وكنت أنا أول من كشف دور وابتزاز ولصوصية وسرقة ثرواتنا في حضرموت“. وأضاف: ”كنت معارضًا لممارسات حكومة الشرعية، فقد جرت عمليات نصب من قبل الحكومة لبعض الشركات النفطية وكشفتها حينها، وعند بدء التفكير بإعادة تصدير النفط طرحت معالجة هذه القضايا السلبية والنهب للثروة ومعالجة قضايا المواطنين أيضًا، وخاصة الكهرباء وتوفير المشتقات النفطية وغيرها، إلا أن الحكومة كانت واقفة في وجه المحافظة، ولهذا بدأت أكشف عن النهب ودور الحكومة في ذلك، وللعلم حتى الآن لا يوجد بيانات وأرقام حقيقية للنفط“. وأشار إلى أنّه كشف ”حينها علاقة الحكومة مع الحوثيين، إذ إن شركة بترومسيلة قابعة في صنعاء وتورد الإيرادات إلى صنعاء وتستفيد منها الميليشيات الحوثية، ناهيك عن الاستفادة من الإيرادات الواردة من المنافذ مثل: الوديعة وشحن“. وبين أنّ ”فرج البحسني حاول مجاراة السلطة دون فائدة، فقوات النخبة دون مرتبات، ولا مرتبات للموظفين، فضلاً عن عدم توافر المشتقات النفطية بينما بترومسيلة تصدر نحو مليون لتر للسوق وربما أكثر وتورد الإيرادات لصنعاء“. وأوضح أنّ ”قضية إغلاق البزبوز أصبحت ضرورة ملحة داخل حضرموت وداخل الجنوب بشكل عام للوقوف على فساد هذه الحكومة“. استشهاد قائد التحالف في شبام وحول حادثة استشهاد قائد التحالف العربي في شبام واستهداف سعوديين في ”العبر“، قال أحمد بن بريك: ”المسألة واضحة، وكنت كشفت في وقت سابق عندما كنت محافظًا، أن الإرهاب موجود داخل معسكرات المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ولكن كان منطقيًّا أنه غير مقبول لدى قوات التحالف، وحاولت إثبات ذلك من إخلال إرسال مجموعة لاختطاف أحد الإرهابيين الجرحى الذين تمت معالجتهم داخل مستشفى سيئون وبرعاية المنطقة الأولى، لأقدّمه دليلًا لقوات التحالف للتأكيد أن المنطقة الأولى ترعى الإرهاب وتتستر عليه“. وأضاف: ”لا غرابة أن يكون الإرهاب متزايدًا داخل مناطق وادي حضرموت“، مشيرًا إلى أنّ ”قائد التحالف في سيئون أحيكت ضدّه مؤامرة لاغتياله في تدبير واضح من خلال وضع عبوات متفجرة على خط سيره لحظة القبض على أحد قيادات القاعدة في شبام“. وأكد بن بريك أنّ ”مركز الإرهاب هو وادي حضرموت، ويحتضن كثيرًا من الجنسيات المختلفة المنضوية في التنظيمات الإرهابية، والحل يكمن في إعادة دمج المنطقتين الأولى والثانية في إطار المنطقة الشرقية مثل ما كان قائمًا سابقًا“. ”حوار جدة“ وبشأن حوار جدة، قال بن بريك إنّ ”حكومة بهذه التشكيلة لا يمكن أن توافق على الجلوس لمناقشة فسادها وفساد عناصرها وأساليبها، علمًا أن وفدنا يمتلك من الوثائق والصور والتسجيلات ما يكفي لإثبات ذلك“. وأضاف: ”لا زالت الحكومة تمارس تلك الأساليب لولا تدخل دول التحالف العربي وكذلك دول أخرى تضغط من أجل إزالة هذا الكابوس من قبل الحكومة.. لن يتحقق شيء طالما أن رأس النظام مختطف بيد الإصلاح والقوى الإرهابية، ونلاحظ اليوم أنهم دومًا يتصدرون المشهد الإعلامي لمهاجمة دول التحالف العربي“. وتابع: ”نحن نتعشم خيرًا أن يتم حسم ذلك من قبل الرباعية الدولية ومنح الجنوبيين إدارة ذاتية في الجنوب ونقبل بالأخ الرئيس هادي أن يقود هذا التوجه، تمامًا كما هو حادث كأمر واقع في الشمال من قبل الحوثيين، وأما الإصلاح -وأقصد الجناح المعتدل فيه- فعليه أن يقوم بإدارة محافظة مأرب وما حولها“. وأكد بن بريك أنّ ”الانتقالي ومعه الجنوبيون لن يقبل بعودة تلك الحكومة مجددًا لممارسة مهامها من داخل الجنوب“، واصفًا إياها بـ“الشلة الفاسدة، ”ونعتبر أن عودتها للمشهد مجددًا يعني استمرارًا للفوضى والتوتر“. ولفت إلى أنّ ”بقاء وفد الانتقالي حتى اليوم في جدة يعني احترامًا وتقديرًا لدور قوى التحالف وتأكيد التزامنا بذلك“. أحداث عدن وأبين واعتبر بن بريك أن الأحداث الأخيرة في عدن وأبين ”فُرضت على الجنوبيين بشكل عام“ قائلًا: ”لم يكن بالحسبان تلك المخططات الرهيبة التي اكتشفناها من قبل قوى إخوانية للقضاء على قيادات المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية برمتها.. التراجيديا بدأت في الـ 1 من آب/أغسطس باغتيال القيادي منير اليافعي أبو اليمامة“. وأوضح بن بريك أنّه ”تم إشعارهم في المجلس الانتقالي بأن القضية اليمنية سوف تحسم نهاية العام الجاري بحضور قيادات من حزب الإصلاح وقيادات المجلس الانتقالي“. وأضاف: ”تم إشعارهم من قبل إحدى السفارات في المملكة العربية السعودية، بأنه سيتم إغلاق الملف اليمني من قبل الدول العظمي والرباعية المشكلة من أجل أحداث اليمن، وأنه تم إشعارهم بأنه سيتم التعامل مع المعطيات على أرض الواقع.. بالنسبة للشمال فالحوثيون هم المسيطرون، وبالنسبة للجنوب فهو المجلس الانتقالي، وأنه لا وجود للشرعية بتاتًا“. وتابع: ”الشرعية تحاول أن تثبت وجودها على الأرض من أجل الدخول في التسوية السياسية التي ستتم خلال الشهرين المقبلين، ووضعت هذه المسألة قيادات في حزب الإصلاح وقيادات أخرى من الشرعية التفكير في إزاحة طرف من الطرفين إما الحوثيون أو المجلس الانتقالي وتم اختيار المجلس الانتقالي لإزاحته وكان السيناريو هو أن يتم على مراحل“. وبين بن بريك أنّ ”المرحلة الأولى هي أن يتم القضاء على قيادات من المجلس الانتقالي في ذلك اليوم الذي استشهد فيه أبو اليمامة، ويليه تحرك قوى الإرهاب في محافظات الجنوب مثل: شبوة وأبين وحضرموت وعدن لإسقاطها في مشهد درامي مأساوي وخلق مزيد من الفوضى والتوتر وإرباك المشهد“. وأضاف: ”أدركنا أن هناك مؤامرة كبرى تحاك ضد الجنوب بالتنسيق مع جناح قطري وإيراني ويمني للأسف من حزب الإصلاح وبعض المرتزقة لتنفيذ هذا السيناريو“. ”الحكومة الشرعية وعدن“ وتحدث بن بريك عن الحكومة الشرعية، مذكرًا بأحداث كانون الأول/يناير 2018، وما تلاها من تعهدات مع التحالف العربي بضرورة أن تضطلع الحكومة بمسؤولياتها لتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين من كهرباء ومياه وصحة وتعليم. وقال رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي: ”فوجئنا بأن الحكومة قامت بتبديل الأقنعة فقط، مع بقاء هيمنة الإخوان على شكل الحكومة ومضمونها وهو ما أدى إلى إرهاق الشعب وتفاقم معاناته فضلًا عن ازدياد عمليات الفساد داخل الشرعية، وبهذا كان لابد لنا أن نقف مع شعبنا لإزاحة هذه الحكومة ولفت انتباه التحالف الذي هو الآخر يعاني من هذه الحكومة وفسادها التي شكلت عبئًا كبيرًا عليه“. وأضاف: ”نحن نعترف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي طالما وأن العالم معترف به، على الرغم أن بطانته تحتوي على كثير من العناصر التي فاحت رائحة فسادها ونحن اليوم لازلنا نعاني هذا، حتى أن الحكومة هذه وخلال الأحداث الأخيرة بعدن قامت بنهب كل المخصصات والموازنات الخاصة بالمؤسسات للعام 2019، وبالذات وزارتي الدفاع والداخلية“. وتابع: ”يعيش أبناؤنا في القوات المسلحة اليوم دون مرتبات، ناهيك عن تعسف واضح حول إغلاق بعض المكاتب التي تدار من داخل السفارة اليمنية بالرياض مثل: ”الجوازات“، وهو ما حرم كثيرًا من المرضى والجرحى من السفر للخارج“. ”محافظة شبوة“ وبشأن الموقف من محافظة شبوة قال بن بريك: ”نحن لولا التزامنا بالتهدئة التي دعت إليها قوى التحالف العربي لما وقفنا عند حدودنا الحالية في شقرة، التي انتشرت فيها عناصر القاعدة التي اختفت من المشهد منذ تأسيس النخب والأحزمة الأمنية“. وأضاف: ”نحن ملتزمون بتوجيهات قوات التحالف بهذا الشأن، إلا أن شعب الجنوب يواجه مؤامرة كبيرة من قبل الإخوان وما يسمى بالجيش الوطني وقوات القاعدة وداعش، ونطالب من جميع الدول العربية ودول التحالف الوقوف معنا لمقاتلة تلك القوات الإرهابية“. قرارات هادي الأخيرة وتطرق بن بريك إلى قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الأخيرة، بالقول: ”أولاً محمد عبدالله الحضرمي أصله من الحديدة وليس حضرميًّا، وهو واحد من عناصر الإخوان المسلمين ويعتبر معاديًا للتحالف العربي، وهو حسب معلوماتي ثمة مِن أسرته مَنْ يعمل مع الحوثيين“. وأشار القيادي الجنوبي إلى أنّ ”قرارات مثل هذه تهدف الى إرباك المشهد وعرقلة الحوار بين الانتقالي والشرعية لخلط الأوراق“. ”معركة صنعاء وشمال اليمن لماذا لم تحسم بعد؟“ أوضح بن بريك أنّ ”الحوثية لها بيئة حاضنة داخل الشمال، ولها أيضًا نفوذ إمامي سابق للدولة المتوكلية وتأثيرها على بعض دول أوروبا، ولهذا من الضروري أن يقف التحالف وقفة واضحة من المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية والذي يُعدّ الذراع العسكرية الفاعلة على الأرض“. وتحدث بن بريك عن فترة انتقالية وعدوا بها، مشيرًا إلى أنّ هناك تشاؤمًا من هذه الفترة الانتقالية، لاسيما مع تمرير فرض مشروع الوحدة خلالها، ونريد فصلًا واضحًا من قبل التحالف العربي من أن يحددوا موقفهم من القضية الجنوبية“، مضيفًا: ”5 سنوات ستستمر لأكثر من ذلك، من وجهة نظري في الشمال“. السيناريوهات المرتقبة بالجنوب وبشأن السيناريوهات المرتقبة لجنوب اليمن إذا فشل حوار جدة، قال بن بريك: ”سنواصل نضالنا السلمي وسنقاتل من أجل الدفاع عن أرضنا وثرواتنا وشعبنا“. وأضاف: ”نحن نحمل قضية حددت من قبل تدخل التحالف العربي. فنحن منذ 1994 نحمل مشروع فك ارتباط وتقرير المصير لشعب الجنوب، سنستمر فيه سواءً أقبلوا به أم لم يقبلوا، وسنستمر مع قوات التحالف العربي للقضاء على أي مخاطر تهدد المنطقة“.