"غزة القوم الجبارين"... استعصت على "الصدمة".
مورس على الانظمة العربية "مبدأ الصدمة" في الاقتصاد والمجتمع والحياة السياسية والهدف ان " يتخلى الشعب تحت طائل التمسك بالحياة عن أي مطالب زائدة وينسحب من الحياة السياسية". هذه الصدمة اوقعت الدول العربية فريسة الرهاب والفزع مما قد تحمله الحملة الصليبية الصهيونية على مستقبل أنظمتها فعاث بها الارباك والتوتر وأفقدها القدرة على استخدام ماتملك من أوراق قوة لديها لوقف استراتيجية حرب الأرض المحروقة التي تقوم بها اسرائيل وحلفاؤها خشية التبعات التي قد تصيب أنظمتها ودولها من نتائج وأكتفت بالموقف السياسي والديبلوماسي ومناشدة المجتمع الدولي او الادانة وهو موقف يظل شبيها بمواقف منظمات العمل الانسانية والحقوقية مهما كانت إيجابية. جربوا "الصدمة" في العراق بتحالف امريكا وبريطانيا وايران ثم في سوريا بتحالف ايران وروسيا والعنوان محاربة الارهاب وداعش واخواتها ، وهو عنوان ظالم متحيّز لنضال الشعوب في مقاومة الاحتلال او مناهضة الاستبداد ، عنوان لخصم غير واضحة ملامحه غطّوا به على حقوق الشعوب ووضعوا نمطية استعدئه مسبقا اما بتخليقه في اقبية المخابرات او انها تديره لوجستيا ، ولانها كذلك ما وجدت لها مكان في "غزة" فقامت بتهديد "حماس" وهي بالمناسبة منظمة ارهابية في التصنيف الامريكي وهذا يؤكد ان داعش صنيعة سواء اكان تم تخليقها في اقبية المخابرات او انها تدار لوجستيا من تلك المخابرات. هذه "الصدمة" استعصى عليها اهل فلسطين منذ 1948 وبالذات اهل غزة فرغم فقوة الحملة الحالية وسعتها بتدمير الاسواق والمستشفيات والمساجد والكنائس وقتل الاطفال والنساء والشيوخ العزل بل بقصف النازحين الذين حددت اسرائيل مسارهم فان غزة صامدة وعصية على "الصدمة" وتداعياتها حتى الان ، فاول علامات صمودها رفض اهل غزة التهجير والنزوح الى سيناء وهو امل اسرائيلي مرسومة قبل طوفان الاقصى ، وعسكريا اذا صدّت "غزة" الهجوم فقد انتصرت ومقابل النصر هناك هزيمة في الطرف الاخر !! وايضا فان اسرائيل اذا لم تقضي على حماس فقذ انهزمت ايضا. غزة قلبت المفاهيم التي ظل الغرب يضع لها "النمطيات" ف"حماس" حسب المفهوم الامريكي منظمة ارهابية وانهم يحاربون الارهاب بينما حزب الله في لبنان مصنف ارهاب لكنه عمليا ارهاب مدلل ماعاملته امريكا والغرب منذ تصنيفه معاملة "طالبان" ولا معاملة حماس ، اما انصار الله في اليمن فانها اسرع جماعة صنفتها امريكا ارهاب ثم استبعدتها من التصنيف وهاتان الحركتان -كنموذج- اعلى صوتا يدّعيان انهما حلفاء مع حماس ومع ذلك فان امريكا قبلت ذلك التحالف مع حماس الارهابية حسب تصنيفها ولم تتعامل مع انصار الله حتى انهم ارهاب مدلل كحزب الله مايضع علامات استفهام حول تحالفهما مع حماس فلا نسمع الا تصريحات فارغة عن هجوم صاروخي لهذه الحركة ، وتسريبات غامضة ان ذلك الحزب سيسمعكم الخبر اليقين وانه قام بعمليات نوعية في اسرائيل!!! كيف صمتت اسرائيل ولم ترد على عملياته النوعية بينما تسحق غزة برا وبحرا وجوا لعملية نوعية اسمها طوفان الاقصى!!!؟ كيف صارت "داعش" خارج غزة ارهابية وفي غزة متعاونة مع اسرائيل ضد غزة!!؟ اسئلة فرضتها غزة. ايران وادواتها ومحورها لن يحاربوا اسرائيل ابدا ابدا -حتى لو هدد الرئيس الايراني- بل يهمهم توسيع الحرب ليس نصرة لفلسطين ولكن قد تكون اتفاقات كالخالة في العراق بان تحصل على نصيبها في كعكة نهاية الحرب وان تسلمها امريكا والصهيونية مساحات من الدول العربية كما سلمتها العراق وسوريا ولبنان لتكون الحارس الوفي للصهيونية وللغرب. في كل الاحوال ان "القوم الجبارين في غزة" بداية أفول لشرعيات وبزوع لشرعيات مهما كانت نتائجها". 29 اكتوبر 2023م