حضرموت ومجلسها "الوطني"
تابعت مثل الكثيرين غيري مجريات التفاعلات التي بدأت منذ نحو شهر ونيف بمساعي عدد من أبناء ووجها ونشطاء بعض مديريات محافظة حضرموت نحو إضافة كيان ساسي حضرمي جديد، يمكن أن يتلاقى أو يتقاطع مع المكونات القائمة في المحافظة كمؤتمر حضرموت الجامع ، وتحالف قبائل حضرموت وقيادة الهبة الحضرمية، بجانب بقية المكونات الجنوبية القائمة ذات الحضور الفاعل على الساحة الحضرمية. اعتادت الأوساط الإعلامية، والمسيسة منها على وجه الخصوص على التعاطي بحدية واستنفار مع كل حدث يتعلق بمكون سياسي أو اجتماعي أو حتى خيري جديد. وتتمثل تلك الحدية بالمبالغة في التشكيك أو المبالغة في الاحتفاء. وقد تعلمت من تجربتي السياسية المتواضعة تجنب هذا النوع من التقييم أو حتى التفاعل مع مثل هذه المجريات على هذا النحو، وترك الأمور لاختبارات الزمن، فهو المحك الوحيد الذي يمكن من خلاله البرهان على قابلية هذا الكيان أو ذاك للبقاء على قيد الحياة أو العكس فكل كائن حي قابل للاستمرار في الحياة والتفاعل مع معطياتها ومتطلباتها والقدرة على العطاء والتأثير في مجرياتها سيبقى حياً وسيكون إضافة إيجابية إلى التفاعلات التي تشهدها الساحة الجنوبية، وعدا ذلك فإن كل كيان مصطنع أو مخلَّق معملياً مهما احتفى به المحتفون فسيأخذ المدى الزمني الذي يستهلك الطاقة التي شُحِن بها ثم ينطفئ. باعتقادي أن أي كيان سياسي أو أجتماعي على مستوى أي منطقة جغرافية أو قبلية أو إدارية أو جهوية من الجنوب أو على مستوى كل الجنوب يمكن قياس جدية تأثيره وأهليته وقدرته على المساهمة في الحياة السياسية والعامة من خلال الموقف من ثلاث قضايا رئيسية على الأقل وهي.