درس عن فشل التوازن
لم يكن التصالح والتسامح ترفاً بل جاء على خلفية صراعات اوجبته فيجب ترسيخه عمليا بعقد اجتماعي واضح يوازن المصالح لئلا تتكرر الاخطاء تحت اي عنوان فتكرارها تعني تشظي لا التئام بعده ، فالتسامح العاطفي ينهار امام عدم توازن المصالح الحيوية في السلطة والثروة والوظيفة لانها أساس الاستقرار. *إن بناء المؤسسات للوطن كله بتوازن كفاءاته ، فهي تنظّم مصالح المجتمع وتتمازج فيها هوياته الفرعية وتتشكّل فيها الهوية الوطنية ، والهروب من توازنها بالقول " لا داعي للتمترس القبلي او المناطقي" ليس حلا فالبدائل لا تخلو من نكهة المناطقية* *في مراحل التأسيس يجب أن يستوعب القائمون أهمية توازنها قبل فوات الاوان فما يكتبه الاعداء مُتوقّع فلا ننتظر منهم تأييدا لكن المهم جداً أن يكون حافزا لنا للموضوعية في تقييم وضعنا، فالأعداء لو وجدوا مدخلا سينفذون منه بحملاتهم ويجدون سوقا لمشاريعهم* *بالعودة لماضينا يبرز امامنا تجربة بعد الاستقلال كنموذج نقلت الدولة الوطنية فيه مصالحَ الانقساميات إلى "مركز شمولي " ولم توازن بينها بل استاثرت " شلليات" من بعض الانقساميات بالمصالح المركزية واستبعدت أخرى ، وأعطت اخرى تمثيل طرفي صوري* *الشللية لا ترثها الوطنية بل ترثها المناطقية والقبلية !! ،، وهكذا كان ، فجاءت تداعيات التجربة النهائية على خلفية مناطقية وقبلية انتهت بفشل وطني والدخول في ضم والحاق أحتل اليمن فيه الجميع* *كانت المصالح في ذلك الوقت وظيفة حزبية أو عسكرية أو امنية فاوجد الاستبعاد فيها تداعياتها يعرفها الكل اما السوق والتجارة فقد جُفِفَت بقوانين القطاع العام الذي نُهِب او بِيع بعد 94 برخص التراب* *تلاها من تجربة الشمال ما عُرِف بتوظيف الأقارب والاصهار وشللهم وكذلك ما عُرِف ب"تجارة النفوذ والسلطة او بمعنى ادق إثراء النفوذ والسلطة" التي انتقلت الى الجنوب ولن ينكرها احد* *الحالة بعد 1990 وبعد حرب 1994 في الجنوب خلقت واقع اقتصادي ووظيفي وسياسي ومالي وفساد أكثر تعقيدا وليس ضم والحاق فقط بل حالة مختلفة في الجنوب فلم يعد التوازن مطلوب في الوظيفة المدنية والعسكرية فقط بل في مجالات اخرى إذ دخل الفساد وشراكات تجارة النفوذ والسلطة والقرابات ...الخ !!* *عدم استيعاب توازن المصالح والاعتماد على التعبئة افشلت التجربة الماضية فتعرّض الجنوب ارضا وانسانا "للضم والالحاق" واذا لم يستقرئ القائمون مواطنَ الإخفاق والفشل ولا تتكرر ، فسيستقرأها الآخرون ضد مشروع الجنوب وسينتصرون بها شئنا أم ابينا* *27سبتمبر 2025م*