المؤتمر الشامل .. شبوة تعمل وتختار من داخلها
لم ياتِ المؤتمر الشامل لشبوة بإملاءات من الاعلى الى الادنى بل تم بناء هرمه من الاساس ، ابتداء بالقرية والمركز الانتخابي وصولاً الى المديرية والمحافظة ، وذلك بشراكة فاعلة لكل الطيف السياسي والمجتمعي عبر حوارات واسعة ادارتها اللجنة التحضيرية مع كل الاحزاب والمكونات والشخصيات تمخضت عنها مناقشة الرؤى السياسية لكل مكون وتم تهذيبها وتوحيدها في ورشة عمل لمدة يومين خرجت برؤية موحدة تبنت نقاشها مع المجتمع في المديريات ١٨ لجنة تواصل توجت بالتوافق على رؤية موحده وتم انتخاب المندوبين وممثلي المديريات في جميع هيئات المؤتمر من قبل مجتمعات المديريات وقد بلغ عدد مندوبي المؤتمر 2101 مندوب يمثلون ابناء شبوة بكل طيفها السياسي والاجتماعي. إن ما يؤكد اهمية المؤتمر هو حجم التوافق والتمثيل الحقيقي بعيد عن الاملاءات ومصادرة ارادة المجتمع الذي عانت منه المحافظة في الفترات السابقة .. توفق تاريخي لم تشهده محافظة شبوة من قبل. لن ندّعي ان الشامل جاء لحاجة وخشية من سيناروهات الفوضى ، فاهل شبوة يعرفون وضعها ومعاناتها وانها تعيش مواجهة وحرب وليس فوضى وعدم استقرار فقط منذ اجتاح الحوثي الجنوب عام 2015 وكانت شبوة من المحافظات التي استهدفها بالغزو وما زال يكرر محاولاته. انه جاء لضرورة وضع شبوة في سياقها ومن داخلها ولن تحتاج ان تاتيها وصفات جاهزة من وراء الحدود تخشى عليها من فوضى ف"اهل مكة ادرى بشعابها" وهم يعلمون معاناتهم فكان لابد ان يكون الصوت من داخلها والمبادرة من معاناتها وليست ترفا سياسيا يتذكر معاناتها بعد عقد الحرب. هذه شبوة تتفاعل مع سياقها وليست حبيسة مراكز قوى يريدونها "محافظة حسب الطلب" وحسب مصلحتهم فشبوة تؤمن ان الوحدة الاندماجية فشلت مع انقلاب الحوثي ومع الحرب بل قبل ذلك وان سياقها وهويتها جنوبية وان النظام الفيدرالي هو الضامن ان لا تستلب محافظة مصالح وحقوق محافظة اخرى وانه مثلما يروج لها البعض بانها ضمان للتعايش مع الطائفية المقاتلة التي تبجحت امام المبعوث الدولي بن عمر "ان الشمال حقها وانها ستقاتل في الجنوب الى آخر جندي" ونفذت ما قالت ومازالت ، ومع ذلك وبعد هذه الحرب الظروس تجد من يقول : ان الاقاليم هي الضمان شمالا وجنوبا ..فاين الشمال حتى تكون الاقاليم ضمانا !!؟ لا يريدون الفيدرالية ضمانا لعدم تكرار الصراعات في الجنوب العربي الذي كان سبب صراعاته الشمولية والحزب الواحد وكذا نقل مصالح الانقساميات التقليدية التي ظلت تديره مئات السنين ولم يتم عمل توازن لمصالحها الا عبر شعار "كل الشعب قومية " ولا توجد اليوم اي قوة سياسية جنوبية تريد اعادة انتاج هذا الشعار وهذه المسلمة الجنوبية ثابته عند الجميع. كل الشكر للجنة التحضيرية وللجان التواصل وقيادة السلطة المحلية ولابناء شبوة ومزيد من التلاحم ورص الصفوف من اجل وضع شبوة في مكانها الطبيعي. 18 فبراير2024م