لا.. لحوار الكراسي
حوار لإنقاذ هذا الوطن المجروح الذي ننتمي إليه جميعاً، ولكن شروط أو أمر واقع يفقده مضمونه وفلسفته حتى قبل أن يبدأ هذا الهدف النبيل سعياً إلى استقرار الوطن وعودة عافيته، لابد أن تكون قاعدته ناصعة البياض منزهة من شروط الأمر الواقع أو أي علاقة بكل الأسباب التي أثارت الفتنة وأهاجت النفوس والمناطقية المكروه’. إن تبني هذا التوجّه لا يعني تراجعاً او انتقاصاً من قدر أحد ولكنه يستهدف نبذ العناد والمماحكة والتخلي عن نزعة التحدي السلبي الذي يقود إلى تهلكة البلاد والعباد. علينا أن نقول لأنفسنا كفى عبثاً بالوطن وأهله وبالمقدرات، وتعالوا إلى كلمة سواء تحفظ لهذا الوطن المجروح المهدم أمنه واستقراره، وتضمن له فرض تقدمه ونهضته. إن ما نحتاج إليه في هذه الأيام النكدة هو الحكمة وتغليب الصالح الوطني، الذي يجنبنا الوقوع تحت رحمة الأيدولوجيات والمصالح الشخصية والمنافع الذاتية للبعض ونصائح السوء المدمرة، لا نتيجة من وراء الجنوب للحرب والفوضى والإقصاء والتهميش والترهيب السائد والقائم على فوضوية وغرور البعض من الأشخاص الذين بتصرفاتهم الشائنة يسيئون لسمعة الوطن وأهله سوى تصاعد الصراع الذي يدفع بنا إلى الضياع والسقوط في هوة المجهول. تجرداً من كل هذا.. حان الوقت بعد أن تم الاتفاق بين الإخوة أبناء البلاد في مدينة (جدة) بالسعودية لأن يدرك من في يده الأمر أن لا أحد يمتلك القدرة على التصدي لإرادة الشعب، في هذا المجال ودون النظر إلى اختلاف اللغة والسلوك والهدوء النفسي في طريقة التعامل مع الأحداث، لا يسعني سوى أن أبدي إعجابي، وأن أشيد بكلمات البعض من الإخوة من أعضاء وفد الانتقالي الجنوبي والشرعية المتناحرون في جدة وما سبق، عن ما قاله حامد لملس، في إحدى تصريحاته بمسؤولية وطنيه وعقلانية "ما هو مطلوب للخروج من الأزمة العصيبة التي نواجهها لا جدال أن استعادة وحدة الشعب تستوجب عدم استبدال ما هو متفق عليه من قبل جميع المتحاورين في جدة، تحت أي مسمى، بتوجهات وإيديولوجيات وآراء وأفكار متباعدة لا تنسجم مع الواقع بعينها ثبت يقيناً أنها لن تحقق أبداً الخير والأمان والديمقراطية التي نتطلع إليها جميعاً نطالب بحوار وطني يشارك فيه كل مؤسسات المجتمع والأحزاب والنقابات لكوننا نقر ونعترف أن الحوار الوطني ضرورة تفرضها ظروفنا الحالية لنصل إلى وفاق وطني وقضيتنا الأمن والاستقرار والحالة الاقتصادية وإعادة إعمار المباني والطرقات التي هدمتها الحروب المتتالية على البلاد، وقضيتنا انخفاض مواردنا وتزايد احتياجاتنا وتعاظم طموحاتنا، وكل هذا أدى إلى اختلال هيكلي في موازنة الدولة التي جمدتها الصراعات والتباينات على كراسي الحكم والمصالح الشخصية وزيادة مستمرة في عجزها أدى لانخفاض مستوى الخدمات، وعدم دفع رواتب الموظفين والعسكريين وغيرهم وتدني مناخ الاستثمارات وزادت البطالة وزاد العجز في الميزان التجاري، وانهيار سعر صرف العملة المحلية (الريال) مقابل الدولار والريال السعودي، فارتفعت الأسعار ودخلنا في حلقة مفرغة مخيفة من التضخم لا يقابلها زيادة في الأجور والمرتبات، ما جعل ذلك أن يدعو كل مواطن منا، كل أطراف المجتمع لكلمة سواء لتحقيق طموحاتنا، وأن يسود مناخ سياسي يتيح إجراء الحوار الوطني، أي حوار يعقد بجرأة وحرية واقعة دون مزايدة من طرف على أخر يتمكن من وضع دستور جديد يواكب المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مطلوب حوار موضوعي جاد لصالح البلاد والعباد، ولا.. وألف لا، لحوار الكراسي.