عن زيارة الرئيس الزُبيدي لبريطانيا .. زيارة استباقية لمارثوان قادم ..!
"اذا لم يكن لك تمثيل في لندن فستفقد وجودك على الخارطة الدولية فهي مطبخ و عاصمة السياسية في العالم" هكذا قالها الراحل سعود الفيصل احد ابرز اعمدة الدبلوسامية العربية. وزيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي الاخيرة طبخت مقادريها على نار هادئة فلم تكن تستهدف الساسة وصناع القرار البريطانيين فقط بل تتعداها الى اقطاب المجتمع الدولي، وكانت الزيارة استباقية لمارثوان قادم من التحركات على كافة الاروقة الاقليمية الدوليه، والملفت فيها ان الرئيس اجاد وبامتياز لعب الاوراق على طاولات ويستمنستر من الحكومة للبرلمان واللورادات والهئيات والدوائر المختصة بمعالجة الازمة اليمنية الى مراكز الابحاث والمهتمين والمؤثرين وكبرى وسائل الاعلام البريطانية والمنظمات الاغاثية والانسانية. مدعوم بوفد شاب معزز بالمعرفة والمراس السياسي وفهم عقلية الساسة الغربيين والدور المحوري لمكتب الشؤون الخارجية بالانتقالي لندن ومنظمة الدبلوماسيين المستقلين وكان لي شرف شخصيا ان اكون عضو في هذا الفريق. الزيارة تاخذ اهمية قصوى لكونها اول زيارة لاحد قيادات مجلس القيادة الرئاسي منذ تأسيسه والرجل القوي في تشكيلته وكممثل لطرف الجنوبي في المعادلة السياسة كرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فقد اعادة الزيارة وضع الازمة اليمنية في اولويات المجتمع الدولي ومسارات التسوية القادمة والاطار التفاوضي الخاص بقضية شعب الجنوب وفقا للمعطيات والواقع على الارض. كما اولى الرئيس اهتمام كبير للمناقشات حول الوضع الاقتصادي في العاصمة عدن وباقي المحافظات وضرورة فصل ملف الخدمات عن المسار السياسي وحث الجانب البريطاني الرسمي والمنظمات للتدخل لتخفيف من وطأة الازمه على شعبنا. نتائج زيارة الرئيس الزُبيدي ستكون فارقه في اي حراك سياسي قادم باتجاه الحل النهائي للازمة اليمنية وستعقبها زيارات قادمة الى عواصم صناعة القرار فالقادم سيحتم علينا كجنوبيين ان نكون في صدارة المشهد وان نفعل الجانب الدبلوماسي اكان ذلك من خلال وفود التفاوض اوالبعثات و المؤتمرات وكذلك عناصرنا الجنوبيه في الخارجية اليمنية. فلم يعد خافيا على احد ان الامور متجهة الى التفاوض على قاعدة شمال وجنوب واذا اراد مناوئين الحوثي في الشمال مشاركة ضمن وفد الجنوب التفاوضي فذلك يعود لرغبتهم، لان طيف واسع من الساسة الشماليبن المتواجدين حاليا في المشهد سيذهبون لعقد صفقات مع الحوثيين قبل عودتهم صنعاء او انسحابهم من الساحة.