العمل الجماعي للقيادات والمواطن نجاح الدولة.

نتعلم من النحل ان النحل من المخلوقات النشيطة التي يمكن للبشر أن يستفيدوا منها في أسلوب حياتها وطريقة عيشها ومما يمكن الاستفادة منه العمل بروح الفريق عادة ما يبحث الإنسان عن العبرة في كل شي ولما يقف متاملا النحل وقدرته على العمل ضمن فريق من دون التافف فانه يجد في ذلك النحل هو مثال روح الفريق الخاص بالطبيعة حيث تعمل كل النحلات معا فإذا ما تعبت إحداهن وتخلفت عن الركب فان باقي النحل يضاعف من جهده حتى لا يتوقف العمل ولا تقل الإنتاجية عن ذي قبل المصلحة العامة عند النحل هي أهم من المصلحة الشخصية ودائما ما يعمل بالقرار بشكل جماعي بحيث لا يتخلف نحل عن تأدية الواجب الذي تقوم الجماعة به انهن قادرات على التكيف في جميع الظروف والتعايش معهابل والتغلب عليها والخروج بالنتيجة الإيجابية من كل المعارك اليومية التي يخضنها اعلان الجد والاجتهاد في العمل إنّ النحلات من المخلوقات الجادة والنشيطة كثيرًا في عملها وهي الوحيدة التي تسعى في كل يوم من أجل الفائدة وتغتنم كل لحظة من لحظات يومهالذلك على الإنسان أن يتخلق بهذه الخصلة الإيجابية الخاصة بالنحل إن لكل نحلة عملها الخاص بها لذلك فهم منظمون بشكل جيد وأبعد ما يكونون عن العشوايئة حيث انه لكل نحلة ما تقوم به ولا يكون للشجار محل بينهم وتركز النحلة على الأولوية القصوى لها وتقوم بها بدلا من تشتيت انتباهها في عدة مهام ثم تجد نفسها في نهاية اليوم لم تفعل شيا منهاوعلى الانسان أن يكون مثل النحلة في تركيزه على عمل واحد وانجازه بطريقة صحيحة جيدةاستثمار الطاقة في العمل المفيد ان النحلة تخطط ليومها بذكاء منقطع النظير حيث لا تهدر طاقتها بأي عمل قد لا يكون له أهمية أو ليس له أي فائدة،مثلا النحلة لا تقوم بتوسيع الخلية إلا إن كان هناك حاجة لذلك مثل الحاجة إلى مساحة أكبر بسبب تزايد عدد السكان أو الحاجة إلى تخزين المزيد من الطعام فهنا يتعاون النحل جميعه من أجل انجاز المهمة بأسرع وأبسط وأسهل الطرق ولا بد للإنسان من التعلم من النحلة كيفية التخطيط الإيجابي واستثمار طاقته بشكل مفيد بعيدا عن تبديدها في سفاسف الأمور التي لا تنفع، بل ينفق وقته وطاقته وجهده على شيء نافع له ولمجتمعه فمثلا المساهمة الفعالة في بناء الخلية وزيادة الإنتاجية هي العمل الذي يوجه النحل عليه طاقته كل يوم دون كلل أو ملل المرونة والتعامل مع التغيرات بإيجابية التغيير هو أكثر ما يخشاه الإنسان وغالبا ما يشعر بالضعف حيال الانتقال من منطقة إلى أخرى على عكس النحل الذي لا بد أن يقتدي به حيث ان النحلة تنقل نشاطها فورا إلى البيئة الجديدة في خلال أقل من ساعة وتسعى لأن تتعرف على المحيط الجديد، وتبدأ العمل بسرعة بعيدا عن التفكر في الماضي، أو الحنين إلى الأماكن القديمة النحلة تكون وفية للعمل فقط وليس المسؤولية كثير من الناس يشعر بالمسؤولية العالية تجاه عمله وتجاه الآخرين ولكن لا يستطيع دائما أن يكون ناجحًا في هذا بسبب المعوقات لذلك لا بد أن يتأمل دورة حياة النحل ليتعلم حمل المسؤولية بشكل دقيق وصحيح؛ فالنحلة شعورها بالمسوولية فطري نابع من غريزتها، لم تكتسبه بالتعلم ولا تفقده مع قساوة الظروف لانه نابع من ذاتها ودائماما تسعى النحلة الى الحفاظ على المستعمرة حتى ولو اضطرت لى لسع مَن يقترب منها ويسعى إلى تشويه جمالهارغم موتها بعد اللسع مباشرة وتحاول النحلة بشكل فطري أن تفهم سبب التأخير ويتكاتف الكل معامن أجل سد الثغرة التي سببها تعب إحداهن وعلى الإنسان أن يحاول دائمًا سدّ ثغرات من حوله لا أن يفتش عليها ويحاول إبراز نجاحه على حسابهاالقيادة ان معنى القيادة بالنسبة إلى النحل هو معنى رائع جداحيث ان قيادتها باقي النحلات تكون قيادة تكليف وليست قيادة تشريف فهي لا تومن بوجهة نظر معينة ولا تتبنى رأيا بل هي تعلم ما لديها من الاعمال وتقوم بها على أكمل وجه دون أن تتدخل في عمل رعاياها حيث كل يعمل المطلوب منه دون أن يوثر سلباعلى عمل الاخرين وعلى الرغم من أن الملكة النحلة تعلم أنّها ملكة لكنها ما تزال تتصرف في الخلية مثل الخادمة لا تسعى لى كسب المناصب ولا إلى اثبات ذاتها على حساب رعيتها وهكذا لا بد على المدير أن القيادات التعلم من الملكة النحلة كيف يمكن أن يعامل موظفيه أو من هم تحت امرته تكون قيادته من أجل الوصول إلى النجاح الكلي لا من أجل الوصول إلى نجاح شخصي تنظيم الوقت تشعر النحلة وبشكل فطري بالوقت فهي لا تهدره بل تعمل جاهدة إلى أن تكسب كل لحظة من لحظاته في العمل والجهد والإنتاج فالنحلة غريزيا تعلم أن اللحظة التي تنتهي لن تعود أبدا والتقصير الذي حدث لا يمكن تداركه فيما بعد، تسعى دائمابين شتى أنواع الزهرات فالنحلة تعيش دائما حاضرها بدلا من الوقوف على الاطلال الكفاة في العمل ان الكفاة في العمل تتطلب تخطيطًا جيدا ومهارة في التنفيذ وهو ما يفعله النحل غريزيا حيث يقضون ثلثي وقتهم بالعمل الجاد والإنتاجية العاليةويقضون الثلث الاخير في الراحةمن أجل إعادة شحن طاقته ان التعلم من النحل لا يعني أن يُفني الإنسان عمره في العمل بل يعني ذلك أن يقدم عمللا جيدا ثم يأخذ قسطا وافرا من الراحه عمل الخير ان عمل الخير دائما ما يعود على الإنسان بالنفع بطريقة أو بأخرى وهذا ما يجب على الإنسان أن يومن به مثل النحلة تماماان النحلة في استنشاقها للرحيق من الازهار تقوم بتلقيحهم ثم تعود الفائدة إليها فيما بعد؛ حيث تبقى الزهرات لفترة أطول، ويأخذ النحل الرحيق منها مرات ومرات ومع ان النحلة لا تلقح الزهرة كمكافأة لها، لكنّها فعلت الخير مع أهله فعاد إليها مرة أخرى، هذا ما يجب على الإنسان أن يتعلمه حيث يصنع الخير ولا ينتظر المكافأة من الآخرين، تلك الأفعال الطيبة ستؤتي أكلها في يوم من الأيام، فيأتي الخير مستدامًا، وللجميع التواصل الفعال مع الآخرين إنّ العمل الحقيقي الناجح يتطلب قدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، بحيث لا يكون سببًا في تثيبط هممهم، ولا أن يكون دائم اللوم لهم حيث إنه من شأن ذلك أن يخلق بيئة سلبية غير آمنة من أجل الإنتاج ان النحلات لا يقطعن التواصل بين بعضهن على الإطلاق بل دائمًا ما يقمن بتمرير المعلومات الجديدة لبعضها ليستفيد الجميع وكل نحلة منهن تعرف ما عليها من الاعمال وتتكيف مع التغييرات بل وتساعد صديقتها على التكيف مع جميع الأحوال التي يُمكن أن تكون كل هذه الافعال تاتي بها غريزيا، فحري بالإنسان أن يفعل ذلك وهو الذي وهب العقل من أجل أن يتميز به عن غيره من سائر المخلوقات نصيحه

مقالات الكاتب