عدن حاضرة الجنوب وخاصرته
لقد شاء الله تعالى أن تكون العاصمة الجنوبية عدن المكان المقدس والمعظّم عند كل أبناء الجنوب من باب المندب غرباً إلى المهرة شرقاً لما لها من أهمية كبيرة لدى كل من دخلها أو قصد زيارتها. إذ تعتبر هذه المدينة الحاضرة والخاصرة لكل محافظات الجنوب التي على اسوارها انهزم الغزاة اليمنيين من نظام صنعاء السابق ومن مليشيات الحوثي التي مازالت تكن العداء للعاصمة عدن وشعب الجنوب. فقد احتضنت هذه المدينة الجميلة المسالمة، الطيبُ أهلها عرساً جنوبياً يوم الخميس الماضي بانعقاد اللقاء التشاوري الجنوبي والذي أبهر الجميع وأفزع الأعداء والخصوم. لقد استقبلت واحتضنت تلك العاصمة الجنوبية عدن كل أبناء الجنوب، فعانقت المهرة وصافحت حضرموت، وابتسمت لسقطرى، وزغردت للضالع، وكبّرت لأبين، وهللت للحج، وتجملت لشبوة، فكانت خير المدينة وخيرة الأم والأب، وكرم حاتم الطائي وعدل عمر بن عبدالعزيز. إن العاصمة عدن لم تكن يوماً متفردة بقرارها ولم تكن يوماً في صف الأعداء والمرجفين، ولم تغرّد خارج السرب الجنوبي، بل كانت خير مثال وخير قدوة وأسوة لكل محافظات الجنوب الأبية، فهي التاريخ والحضارة، وهي الفن والثقافة والرياضة، بل هي عابرة القارات السبع لأنها مدينة تمتلك موقع جغرافي هام يلفت الأنظار إليها. كم أنتِ جميلة ياعدن ويا خاصرة الجنوب وعاصمته الأبدية.