ضرورة الهيكلة.

تنقاد الأوطان لشخص أو كيان يقودها سواء كانت مستقلة أم محتلة ، يجب أن يكون على مسافة واحدة من كل القوي والمكونات والمناطق يجمع شتاتها وينظّم شراكتها ويوحد جهودها وينظمها ضد عدوها ويحررها بتغليب مصلحتها فهذا هو خيار الهيكلة بمعناه الأوسع وليست القسمة فالهيكلة لا تعالج خلافات قسمة ورثة بل تعالج توسّع كيان يهدف إلى استقلال وطن اعترف اعداؤه انهم "يديرونه بالاستعمار" هذا الاعتراف يضع جميع الجنوبيين على صعيد واحد بأن خلاف اليمنيين بكل قواهم ومكوناتهم ليس من اجلنا وطنا وشعبا فكلهم يريدون أن يعود الجنوبيون عبيد سياسياً ووطنياً ويفرض على كل جنوبي أن يقوم بواجباته كما يطالب بأخذ حقوقه. فالهيكلة تكتنفها محليا آثار تجربيتن جنوبيتين هما : الانقسامية السياسية التي سادت قبل الاستقلال عن بريطانيا ثم الشمولية السياسية التي سادت بعد الاستقلال وهما من المداخل التي يتسرّب منها الخطاب المعادي. الهيكلة تأتي في مرحلة تحرر لا مرحلة حكم مع ضرورة الاعتراف بأن إجراءاتها وخياراتها تؤسس لمرحلة الحكم الذي يضمن الحقوق ، فالهيكلة تنظيم شراكة وتصحيح وتصويب وتنقية وضرورة وضع الكفاءة المناسبة في مكانها المناسب فمشروع الجنوب سوف يواجه اعداء لديهم خبرات متراكمة عنه وعن انقساميته وشموليته وسيلجأون عبر طرفياتهم الحزبية التي مازالت سكرى باليمننة أو بحركياته للدهاء وللفتنة ولسياسات التفريق وهي سياسات للأسف ينجر لها البعض لن يفككها إلا اختيار الكفاءة والحنكة فلا يكفي معيار الصدق مع القضية دون امتلاك الكفاءة والدهاء والخبرة التي ستحتاجها الهيكلة في العلاقات الإقليمية والدولية ، هيلكة تضع تصورات وخطط مستقبلية تستشف ماذا يخطط له العدو وأين نقاط نجاحه محليا واقليميا ودوليا وتنتج الآليات والمؤسسات التي تفنّد خبثهم وتدليسهم وتُفشل مخططاتهم فأعداء المشروع الجنوبي لن يتركوه يسير ويهيكل ادواته ويباشر تصويباته فنجاح ذلك ضد مصالحهم بل سيصنعون اللوبيهات الضاغطة والمكونات التي تضع العصي في دواليب توحيد الصف لمنع المشروع الجنوبي بل سيحشدون الحجج عبر مؤسساتهم الرسمية والمدنية والتجارية والمخابراتية..الخ بأن ضرر استقلال الجنوب كبير على مصالح الإقليم والعالم وسيضعون مشروع الوحدة في موقع مصالح العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لذا فإن الهيكلة يجب تنتج اليات وخطاب يضع استقلال الجنوب في بوتقة مصالح العالم. ستظل ملفات الحياة المعيشية الصعبة والخدمات من النلفات والمسائل الضاغطة على المجلس حتى بعد هيكلته وهي مسائل ليست من صنعه لكن شراكته في الحكومة وفي الرئاسي توجب عليه أن يباشر حلول لها فهذه الملفات يستخدمها اعداءه ضده وضد مشروعه رغم علمهم بالاطراف المسؤولة عنها لكنه بشراكته صار مسؤولا ولن يقبل الناس منه عذر أنه غير قادر لذا لابد من وضع رؤية حلول تلك الملفات في إطار الهيكلة.

مقالات الكاتب