حرب تركية إيرانية على العرب بالوكالة

العرب كانوا ولا يزالون مستهدفين، ولا ننسى "سايكس بيكو" الذي قُسمت فيه بلاد العرب، ونحن الآن في "سايكس بيكو 2" الذي قالت فيه كونداليسا رايس "سنعيد تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ". وتتعدد وسائل ضرب المنطقة العربية وشعوبها بواسطة قوى إقليمية معادية للعرب، تركيا وإيران أو قوى محلية غريبة الأطوار والمنشأ، فأنت ترى من هم من أصول فارسية في إيران ومن هم من أصول تركية في تركيا، في حين أن الرياض تستقبل من هم من أصول عربية، العمالة موجودة على المستويين الإقليمي والمحلي. ففي 11 سبتمبر الجاري طائرات مسيرة دمرت أكبر مصفاة في العالم وهي مصفاة "أرامكو" في "بقيق"، انطلقت الطائرات من إيران وهي قريبة جداً من موقع "أرامكو" إلا أن إيران نسقت مع ذراعها في اليمن الحوثيين بأن يدعوا أن الطائرات المسيرة التي دمرت المنشأة النفطية السعودية انطلقت من صعدة، وفي الطرف الآخر الولايات المتحدة تؤجج الفتنة بزعم إيرانية الانطلاق، ومن ناحية أخرى تصعد وتائر القلق لفتح حنفيات الأموال السعودية عامة مع العرب النفطيين وخاصة مع نفسها. في الطرف الآخر موقف مبتذل للحوثيين عندما جاءتهم التوجيهات الفارسية بتقديم وإطلاق مبادرة بوقف الهجوم الحوثي على أهداف سعودية بغية ابتزاز المملكة وفرض إملاءات عليها.. وبمجرد أن يقول الحوثيون إنهم سيوقفون هجومهم الصاروخي على السعودية فقد أفصحوا وأوضحوا الإذلال والابتذال لابتزاز السعودية. وبالمقابل، مارست إيران ذات الإذلال والابتذال عندما صرحت جهات مسؤولة فيها بأن الهجوم الحوثي على "أرامكو" يحمل رسالة واضحة إلى السعوديين. وبين الإذلال والابتذال الفارسي والحوثي العميل يتوسط الإذلال والابتذال الأمريكي في المنطقة لأن ملخص القضية هو حجم الفاتورة الأمريكية التي ستدفعها السعودية وشقيقاتها العربيات اللاتي لا موقع ولا محل لهن من الإعراب. الفارسيون لهم أطماع في المنطقة، وسبق لها وأن احتلت أرخبيل طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ولها أطماع في جنوب العراق لأن الحرب التي دارت بين العراق وإيران كانت خلفيتها أراضي واقعة تحت الاحتلال الفارسي، وينطبق الحال على تركيا التي سبق وإن احتلت لواء الإسكندريون وسكانه عرب "والأرض بتتكلم عربي" ولا أطماع مرصودة من جهات سورية وغير سورية. فدولتا فارس وتركيا تطمعان في عودة الحكم الاستعماري لهما على بلاد العرب. المخطط الحالي "مخطط حدود الدم" قائم على حرب إبادة واسعة النطاق على العرب، وهي جارية حالية ونشاهدها بأم أعيننا في عدن، حيث نشاهد أعمال اغتيالات واسعة النطاق ولم يرتفع صوت ولا تنبيه ولا تحذير من عموم الناس وخاصتهم. يا معشر العرب أنتم أمام سايكس بيكو (2).. الاستعمار الفارسي.. الاستعمار التركي.. نسأل الله السلامة.

مقالات الكاتب