الأمن مصلحة وطنية وشراكة عامة

ما الذي يريده المواطن من رجل الأمن؟ وما الذي يريده رجل الأمن من المواطن؟ الترابط بين السؤالين كبير، لأنهما في المحصلة يؤديان إلى هدف واحد. المواطن يريد من رجل الأمن أن يحميه ممن..؟، من مواطن آخر يعتدي على حقه في جانب ما من جوانب الحياة، ويريد منه أن يؤمن مساره من بيته إلى عمله ومسار أولاده وأسرته إلى مدارسهم وأعمالهم بيسر وسهولة ودون التعرض لحوادث أقل أضرارها التعطيل وأكبرها الخروج من قيود الأحياء، أما رجل الأمن فلا يريد من المواطن سوى ما يطلبه المواطن منه، أي أنه ليس له مطلب سوى تقديم الخدمة لكل الناس بمقتضى القانون الذي يعدل بين الجميع. المعادلة على بساطتها ليست سهلة المنال، وهنا تكمن معاناة الأطراف جميعها، لأن النفس البشرية أمارة بالسوء، والسوء أنواع: بعضه نسبي مختلف عليه، وبعضه بائن متفق عليه.. العلاقة بين رجل الأمن والمجتمع ومستوى أداء الخدمة الأمنية وكل ما يتصل بهذه الخدمة، من حماية الناس من خطر المخدرات إلى مكافحة الجريمة بأنواعها إلى تسليك جريان السيارات في الشوارع وحتى أحداث الشغب التي تندلع ببعض الأحياء في المرافق الخدمية كالسجون وغيرها. لا يخالجنا الشك وليس هناك خلاف في أن قوى الأمن في أي بلد من بلدان العالم هي من الركائز الأساسية في إقامة أي دولة حديثة، ونحن في هذا الوطن المعطاء، كنا نُحسد على نعمة الأمن والاستقرار، وإن شاء الله عمّا قريب سيعم الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز. إن الحفاظ على الأمن هو مطلب كل مواطن يحب الخير لوطنه، والشيء الجيد أن هذا الوطن يأبى إلا أن يبقى صامداً يتحدى الصعاب ويواجه المحن ويكشف المخططات، وتأبى القوى العدائية لهذا الوطن إلا أن تستمر في مخططاتها، التي تخطط لها في الظلام كخفافيش الليل واللصوص، الذين ينفذون جرائمهم في ظلام دامس.. ليفهم من لا يفهم أن أمن الوطن وسلامة أراضيه وعدم الزج به في أمور ليس هذا أوانها، خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها.. لا نرى أن تثار ضد وطننا المشاكل حالياً لأنه يمر الآن بظروف صعبة الكل متربص بها من الداخل ومن الخارج مما يجعلنا نقول: لابد لبلادنا أن تسترد الاستقرار الأمني والسياسي وتستعيد قواها. الأمن والأمان مشاعر وأحاسيس يشترك فيها الإنسان والحيوان والطيور التي حباها الله الخالق البديع من وسائل وقدرات وآليات ذاتية طبيعية لرد العدوان ودفع المخاطر والتأمين النفسي، فإن غريزة البقاء وحب الحياة قد تجبرها على الهرب والفرار من مواجهة الأخطار وتجعلها دائماً وأبداً في حاجة إلى من يصونها ويذود عنها ويحميها، وما من شك في أن جهاز الشرطة ورجال الداخلية يعملون ليل نهار سواء بأعباء الوقاية أو بإجراءات الردع ولحماية مصالح المجتمع وصون حقوق المواطن وكرامته وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين. أخيراً.. إن كاتب هذه السطور يطالب ومعه الكثير من المواطنين أن يشمر رجال الأمن الأشاوس سواعدهم، ويفرضون توجيهاتهم بكل حزم وقوة صارمة، بتنفيذ إجراءات عملية منع حمل السلاح، وعدم إطلاق الرصاص ليلاً في المناسبات الأسرية والأعراس، لأن هذا التصرف البالي يزعج الناس النائمين وغيرهم.. تصور أن أحدهم وضعت زوجته مولوداً (ذكر) بعد ولادة ست بنات من قبل، أن قام هذا الأخجف وأطلق وابلاً من الرصاص جواً، حوالي الساعة واحدة وخمسين دقيقة صباحاً.. أليس هذا إزعاج وهمجية يجب توقيفه؟! رحمة للمواطنين الذين أياديهم على قلوبهم وغيرهم، وجزاكم الله خيراً، واذكروا وافهموا أن الشرطة في خدمة الشعب.

مقالات الكاتب