الاحتفال بانتصارات الآباء والأبناء.

تتجدد ذكرى الاستقلال الخالدة كل عام على جماهير الشعب الجنوبي العظيم لتشعل في روحه ذبالة الحماس والفخر بالنصر الذي أنجزه الثوار على أقوى الجيوش بعتاد خفيف لا يمكن له الصمود أمام جبروت الآلة المعادية لولا إيمانه بقضيته العادلة التي حولته إلى بركان لا يقهر، وعاصفة لا ترد. ولما لهذا اليوم الاستثنائي العظيم من ميزة في نفوس الجنوبيين عمدوا إلى جعله عيدا يحتفلون به، يتذكرون فيه تضحيات الشهداء وإنجازات الأبطال وانتصاراتهم المدوية التي رسمت لوحة الحرية بأحرف من نور. وقد توجت أبين هذا العام بأكليل الشرف والفخر باختيارها مكانا للاحتفال بخلود وعظمة هذا اليوم، ولعل نظرة خاطفة لعاصمة محافظة أبين التي تحولت إلى خلية نحل من العمل الجاد تجعلك تدرك أهمية الاحتفالية المزمع إقامتها، وكأن ثمة سباق مع الزمن أولا، ومنافسة مع خصم لا يرحم لإنجاحها بالشكل اللائق ثانيا. وربما لا يعود الأمر إلى هذا وذاك، ربما لأن المناسبة العظيمة المحتفى بها أثيرة لدى الأبيني، ولا تشبه أي مناسبة أخرى، وهو ما يبدو واضحا وجليا على الترتيب والإعداد، والجو العام السائد لدى الجماهير. ويأتي هذا الاختيار المشرف للمحافظة عقب انتصاراتها المتتالية، انتصار على قوى الإرهاب والشر من جانب، وانتصار آخر من نوع آخر هو أشد إيلاما على خصوم الجنوب وأعدائه، انتصار يتمثل في وأد الفتنة والاصطفاف الجنوبي تحت مظلة السلام والأخوة، وجاء هذا الاحتفال بالذكرى الخالدة في هذه المحافظة بالتحديد ليشير إلى الانتصارات جميعها، في الماضي والحاضر على حد سواء. محمد الخضر محم المحوري نائب رئيس دائرة الثقافة والاعلام بمنسقية المجلس الاننقالي جامعة أبين