تحرير عدن .. ذكرى وذاكرة
٢٧ رمضان المبارك هو يوم الذكرى السابعة لتحرير عدن عاصمة الجنوب من الحرب العدوانية المدمرة التي شنها الثنائي الإجرامي الحوثي - العفاشي؛ وفيه قدمت عدن درسا وطنيا بليغا وعظيما في التضحية والإستبسال دفاعا عن الجنوب وقضيته الوطنية العادلة والمشروعة والغير قابلة للمساومات أو الإبتزاز أو القبول بأنصاف الحلول . إنه التاريخ الذي لن يستطيع أحد القفز على أحداثه ووقائعه أو تزييفه أو تهميشه؛ وليس فيه مجالا للنسيان أو التسامح لأن صفحاته قد كتبت بالدماء الزكية الطاهرة؛ وهي الذكرى التي نستقبلها مع الأسف بمزيج من مشاعر الفرح والفخر بالإنتصار والحسرة والألم على ما آلت إليه أوضاع عاصمتنا الحبيبة وأهلها من تدهور مريع للخدمات العامة كافة؛ وعقاب جماعي جائر طال حياة الناس في معيشتهم وضربها في الصميم دون رحمة؛ وكأن ذلك مكافئة وتقديرا لتلك التضحيات الجسيمة التي قدمتها عدن ثمنا لحريتها وكرامتها الوطنية؛ وهي رسالة أراد بها أعداء الجنوب وقضيته الوطنية؛ مفادها بأنكم لن تجنوا ثمار النصر مابقي شعاركم وهدفكم هو حرية الجنوب وإستعادة دولته وسيادته على أرضه؛ ورغم كل ذلك بقت عدن صامدة وأهلها صابرون ومعتزون بنصرهم ولن يساوموا عليه مهما كانت معاناتهم وآلامهم لأنهم على يقين بأن قضيتهم عادلة وستنتصر إرادتهم وأهدافهم المشروعة . واليوم ومع بداية المرحلة الجديدة التي نأمل أن تكون على قطيعة تامة مع ما سبقتها من مراحل الظلم والقهر والإستعلاء وإنكار الحقوق والتمسك بشعار ( الوحدة أو الموت ) وهو الشعار الذي تجلى وتجسد فقط بموت مشاعر الجنوبيبن نحو الوحدة التي كانت ذات يوم شعارهم وهدفهم ولم تبقى لها ( حياة ) إلا في جيوب قلة قليلة ممن فقدوا إتجاه البوصلة وأرتبطت مصالحهم وتزاوج فسادهم مع من أعتدوا على الجنوب وأحتلوا أرضه ونهبوا ثرواته؛ فالجنوبيون اليوم ينتظرون الحلول السريعة للخدمات والمرتبات وتحسين وتطوير وإصلاح البنية التحتية المتهالكة؛ وإعادة هيكلة المؤسسات وتطهيرها من الفاسدين والفاشلين؛ فكلها أولويات جنوبية غير قابلة للتأجيل وستكون جميعها إختبارا جديا لقيادة المرحلة الجديدة؛ وهي تسبق بالضرورة عملية الوصول إلى التسوية السياسية الشاملة المرتقبة وهي التي يعلقون عليها آمالا كبيرة لجهة الحل العادل لقضيتهم الوطنية التي قدموا من أجلها أغلى وأعظم التضحيات .