عدن.. لهذا رجعوا، ولهذا غادروا
قالت بعض القيادات الجنوبية في معرض ردها وتبريراتها على الانتقادات التي طالتها بسبب قبولها عودة قيادات حزبية وعسكرية تتبع ما كان يسمى بالشرعية إلى عدن بأن هذه العودة لا تحمل أي بُـعداً سياسيا قد يضر القضية الجنوبية، وأنها مجرد عودة لانتشال وضع الخدمات ولإنهاء حالة التسيب بالمؤسسات، ولاستعادة الدولة. (مع أننا لا نعلم اي دولة يقصدوا استعادتها بمجرد عودة هذه القيادات الحزبية والعسكرية والسياسية إلى فنادق عدن ومنتجع معاشق). فهؤلاء لم يعودوا إلى عدن إلا لينتزعوا لهم ولأحزابهم وسلطتهم من المجلس الإنتقالي الجنوبي مشروعية سياسية لوجودهم بعدن وبعموم الجنوب،ولإظهار الانتقالي جزءا لا يتجزأ من سلطته وأن غايتهم لا تختلف عن غايته " اسقاط الحوثيين"..في محاولة واضحة منهم لاستهداف القضية الجنوبية واحاطتها بهالة من الغموض. وقد نجحوا بهذا الى حد ما- ثم ينصرفوا في أرجاء المعمورة ويتنقلون بعد ذاك في معظم عواصم ومدن العالم ومنها عدن.وهذا ما بدأوا به اليوم فعلا. الطريف بالأمر أن مبرر مغادرتهم عدن كان اقبح من فعل المغادرة نفسه، حين زعم أحدهم أن المغادرة نابعة عن حرصهم على عدم تكبيد الدولة تكاليف سكنهم في فنادق عدن. فيما الحقيقة أنهم يشعرون بأن عدن ليست بمقامهم السامي ولاهي المكان الذي يشبع جموح رغبتهم باللهو والبذخ، وبعد أن عرف العالم بعودتهم الى عدن وافلحوا بتسليط الأضواء على غرضهم السياسي من العودة،وهو غرضهم الأول من السفرية الأولى الى عدن. علما انهم لم يغادروا الى السعودية و إن مر احدا بها فبشكل مؤقت وعلى عجالة، فالسعودية التي قذفت بهم الى عدن غير مستعدة لاسقبالهم ثانية بعد أضحوا عبئا ثقيلا عليها وبعد أن قضت منهم غرضها، وأدركت فشل رهانها على حصان كسيح كهذا، أو بالأصح بعد أن اكتشفت خداعهم وفشلهم وبأنهم لا يقِـلون مكرا وحلية عن مكرها وحيلها، فمثلما فكرت ان تستخدمهم لتحقيق غايتها، فقد فكروا باستخدامها لتحقيق غايتهم. ضَـعُـفَ الطالبُ والمطلوب.