أخبار دولية
لبنان.. 5 نقاط نارية بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب
قرر لبنان، رسمياً، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقرّ القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي، كما الإعلان ذي الصلة. وبعد اجتماع طارئ ضمهم أمس، قرر الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحكومة نوّاف سلام، التوجه إلى مجلس الأمن، مع اعتبارهم استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً، وفق ما جاء في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية. جاء هذا القرار بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار احتلاله 5 نقاط استراتيجية وراء القرى الحدودية الأمامية، لفترة طويلة ومن دون تحديد مهلة زمنية، في وقت لم تفلح الاتصالات التي بُذلت على مستويات عدة، ومع الولايات المتحدة وفرنسا، الراعيتين لاتفاق وقف النار في 27 نوفمبر الماضي. وأمهلت إدارة الرئيس دونالد ترامب الحكومة اللبنانية شهراً واحداً لانتشار الجيش اللبناني، ونزع سلاح «حزب الله»، والسلاح الفلسطيني في المخيمات، وإلا «إدراج لبنان ليكون تحت الفصل السابع، وإرسال قوات دولية لتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة». وأعلنت إسرائيل أن جيشها «يستعد للبقاء فترة طويلة في النقاط الخمس في لبنان، حتى يتضح أنه لم يعد هناك نشاط لحزب الله جنوب الليطاني»، ما يعني أن لبنان بدأ بمواجهة تداعيات التمديد القسري الثاني، غير المحدد بمهلة زمنية، للجيش الإسرائيلي في احتلاله لـ5 تلال استراتيجية عند حدوده الجنوبية. قنابل موقوتة وبإزاء إبقاء إسرائيل تمركز قواتها في عدد من تلال الحافة الأمامية، أو النقاط الـ5، فإن بعض القراءات السياسية أدرجت ما حصل في سياق محاكاة الداخل الإسرائيلي، الرافض أصلاً للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ومحاولة تطمين سكان مستوطنات الشمال، الرافضين للعودة إليها في ظلّ ما يعتبرونه استمرار التهديد من لبنان، فيما قراءات موازية ربطت إبقاء احتلال النقاط الـ5 بنزع الدولة اللبنانية لسلاح «حزب الله». وعليه، فإن ثمّة إجماعاً على وضع هذا الأمر في خانة العدوان على السيادة اللبنانية، من خلال نقاط 5 تشكل «5 قنابل موقوتة»، قابلة للانفجار في أية لحظة، ما يشرّع باب الاحتمالات الخطيرة على مصراعيه، ولا سيما أن مجرد وجودها يشكل منطلقاً لعمليات عدوانية على كل الجنوب، فضلاً عن كونها تفرض واقعاً جديداً، يمسّ حق لبنان بحدوده وأرضه، حيث كان هناك 13 نقطة مختلف عليها على الخط الأزرق، تمّ حسم معظمها، والآن عادت الأمور إلى «نقطة الصفر» بإبقاء إسرائيل على النقاط الخمس (اللبونة، جبل بلاط، مارون الراس، الحمامص وموقع بين بلدتَي حولا ومركبا)، حيث استبق الجيش الإسرائيلي الانتشار قبل أيام، وقام بتحصينها وتدشيمها وتسويرها بشريط شائك.