وسط تحذيرات من "ثورة جياع".. الريال اليمني يهوي إلى مستويات قياسية

شبوة اليوم - متابعات

شهد سعر صرف الريال اليمني تدهورا متسارعا ليصل إلى مستوى 1700 أمام الدولار للمرة الأولى في تاريخ البلاد وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تعانيها البلاد.

ونقلت وكالة "رويترز" عن تجار ومتعاملين بشركات صرافة في عدن أن سعر الريال في السوق السوداء الموازية في جنوب وشرق اليمن سجل مساء الأربعاء انخفاضا غير مسبوق وهو الأدنى على الإطلاق ليصل إلى 1675 ريالا للدولار للشراء و 1700 ريالا للبيع، مقارنة مع نحو 1581 ريالا للدولار يوم السبت بعد أن كان عند 1460 في منتصف الشهر الماضي.

وتمثل تلك المستويات أسوأ انهيار في تاريخ البلاد، ومنذ بدء الحرب قبل سبع سنوات. وقال أحد الصيارفة للوكالة إن "هناك إقبالا شديدا من الناس والتجار على شراء العملات الأجنبية اليوم الأربعاء خاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي مما خلق أزمة خانقة في السوق في ظل عدم وجود السيولة اللازمة للعملة الصعبة".

ويأتي الانهيار على الرغم من الإجراءات وتدخلات الحكومة المعترف بها دوليا، والبنك المركزي اليمني مؤخرا على قطاع الصرافة لوضع حد لتدهور العملة المحلية.

وكان "المركزي اليمني" قال إنه باع 15 مليون دولار إلى البنوك التجارية والإسلامية في مزاد رابع عبر منصة إلكترونية يوم الأربعاء.

تدخلات المركزي قال عنها خبراء اقتصاد ومال يمنيون، إنها زادت من تدهور قيمة العملة لمستويات قياسية بدلا من تحسن قيمتها مما يهدد بانهيار العملة واندلاع ما وصفوه بثورة "جياع" في العاصمة عدن ومدن جنوب البلاد.

وقال هؤلاء، حسب "رويترز" إن "حالة العجز التي تظهر عليها الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وعدم قدرتها على كبح الانهيار الاقتصادي الأخطر من العمليات القتالية ضد الحوثيين تنبئ بعواقب وخيمة على البلاد مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية لدى الناس مع تفشي الفقر والجوع في البلاد".

ونقلت الوكالة عن مسؤول اقتصادي حكومي أن "انهيار العملة المحلية أمام الدولار يعني استمرار الزيادة في أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلا مما يفاقم أوضاع الناس السيئة بالفعل مع تضاؤل قيمة مرتبات الموظفين إلى أدنى مستوى لها مما يعمق الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد".

وكان وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح وصف ما أصبح عليه الوضع الاقتصادي في اليمن بأنه "صعب جدا وأثر على كل القطاعات سلبا وأحدها القطاع الصحي الذي أثر عليه الانهيار الاقتصادي للعملة بشكل كبير بجانب عوامل أخرى".

المصدر: "رويترز"