من المسؤول عن عودة الحوثيين إلى شبوة مرة أخرى؟

تستعر نيران الحرب في جبهات شبوة, وتشهد المحافظة مواجهات ضاربة, وهاجمت مليشيات الحوثي الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء فسقطت أربع مديريات تباعا من قبضة القوات الحكومية التي يقودها حزب الإصلاح بعد سقوط مديريات أخرى في محافظة البيضاء أبرزها "الصومعا" . وبحسب أكثر من مصدر ميداني فقد سقطت مديريات "بيحان" و"العين" وأجزاء كبيرة من "عسيلان" إلى الغرب من محافظة شبوة تلاها سقوط مديرية "حريد" في محافظة مأرب بعد مواجهات لم تستمر حتى لساعات مع المليشيات الانقلابية, وهو انسحاب كما تصفه مصادر عسكرية فتهاوي أربع مديريات في ظرف يومين فقط قد يسميه البعض بالانتكاسة إنما الانسحاب والتسليم كان باهظ الثمن فقد أصبح خط الإمداد الرئيس الى مديرية العبدية التي تشهد هي الأخرى مواجهات ضارية ومثلها الخط الرئيس الرابط بين محافظتي شبوة ومأرب وباتت الحقول النفطية في شبوة في خطر ومعها عادت المواجهات إلى المناطق التي كان قد تم تحريرها قبل أكثر من أريع سنوات بعد قتال استمر لأكثر من 20 شهرا . تهاوي: لم تتحدث القوات الحكومية عن أسباب هذا التهاوي لكن مصادر عسكرية وأخرى سياسية أشارت إلى عدن أسباب, أهمها خلو هذه الجبهات التي يتواجد في محورها سبعة ألوية من القوات العسكرية الحقيقية والمنظمة والقادرة على صد الهجمات فبينما كانت مليشيات الحوثي تحشد منذ أسبوعين عناصرها على تخوم محافظة شبوة كانت القوات الحكومية تتعامل مع الأمر بشكل اعتيادي فيما كانت بقية القوات ترابط على تخوم أبين لمحاولة تكرار اقتحام العاصمة عدن مضاف إلى ذلك محاربة القبائل من قبل جماعة الإخوان والفساد المزري الموجود داخل هذه القوات . وتحكي المصادر عن ألوية تقودها قيادات اخوانية غالبية قوامها أسماء وهمية لا وجود لها سوء في كشوف المرتبات والنتيجة تكرار ما حدث في الجوف وقبلها نهم وبعدهما محافظة البيضاء . احمد صالح, محلل سياسي وقيادي في المقاومة الجنوبية.. " ما حدث في شبوة كارثة سياسية و فضيحة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى, الحوثي لا يوجد له حاضنة في شبوة ولديه تجربة مريرة هناك وخرج يذل الهزيمة عندما اصطف أبناء شبوة جميعهم من مختلف انتماءاتهم السياسية بمخلف مشاريعهم ورفعوا شعار شبوة أولا وقاتلوا حتى استطاعوا ان يخرجوا هذه المليشيات ثم أتت فئة حاولت ان تسرق الانتصار ومثلت الدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية بفصيل سياسي واحد ولون واحد وسرقت انتصارات الناس ولم تستطيع ان تحافظ على هذا الانتصار بل زادت الأمر تعقيدا من خلال توسيع الفجوة بين الشرائح الاجتماعية والسياسية في شبوة من خلال الاعتقالات والسجون والقتل ومنع التظاهر السلمي وحاولت إخراس أفواه الناس وأصواتهم الذين ساهموا في وصول السلطات المحلية إلى مكانها ". وتابع " اختطاف مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية لفصيل سياسي واحد وان كان من ان يمثل فصيل فيه ألا انه مثل مأساة كبيرة جدا استطاع من خلالها الحوثي ان يعود مرة أخرى إلى تلك المناطق ذاتها التي قضينا فيها أكثر من 20 شهر وقدم فيها أكثر من 1180 شهيد وجبل الصفراء وسليم وعسيلان قدمت فيها قافلة كبيرة جدا والحوثي لم يخرج منها ببساطة بل خرج بنهر كبير من الدماء أكثر من ألف شهيد من أبناء شبوة, ويجب عمل تصحيح حقيقي وسريع وعاجل في هذه اللحظات أبناء شبوة والجنوب لن يسمحوا للحوثي ان يعود مرة أخرى وهذا أمر غير قابل للنقاش". العقيد ياسر صالح خبير عسكري واستراتيجي, "عندما تقدمت المليشيا الحوثية الى عقبة وهي نقطة مفصلية بالمعركة التي تحدث في شبوة وتستطيع ان تقول إنها الشعرة التي قصمت ظهر البعير, إذا استطاعت المليشيا الحوثية ان تتجاوز هذه العقبة فان قتالها سيكون فيه شي من الصعوبة لعدة أسباب الأول ان المنطقة ستتسع دخولها في بيحان ثم تتجه شمالا في العين وفي عسيلان وصولا الى مأرب في الشمال هذه المنطقة الواسعة ندرك ان عدد القوات العسكرية المتواجدة في شبوة لا تستطيع ان تخوض فهناك دفاع تقليدي بمعنى إنها تقوم بعملية دفاع على مسرح العمليات بأكمله كونها لا تستطيع بقواتها الموجودة ان تغطي السعة التكتيكية الموجودة في المنطقة, وقتال المليشيا الحوثية التي يعتمد على أنساج متتالية وهذا التكتيك هو تكتيك إيراني ولا يستطيع احد ان يدير العمليات في هذه المناطق الا قوات مدربة تدير دفاع متحرك أما الدفاع الثابت في مثل هذه الحالات فانه يعرض نفسه للحصار وهذا ما حدث حقيقة فور الوصول الى بيحان العليا وشاهدت القوات نفسها اللواء 163 بأنه يتم محاصرتها وقامت بعملية صد ضعيفة حتى تمكنت من الانسحاب من منطقة تستطيع فيها ان تعيد ترتيب صفوفها لكن المليشيا الحوثية لن تتوقف لان الهدف الرئيسي كان للمليشيات الحوثية من هذه العملية هو تامين الشرق بما يمكن لها باتوجه شمالا لاقتحام مأرب بعد ان عجزت تماما ان تقتحم مأرب من اتجاه الشمال الغربي ومن الاتجاه الغربي وهو تكتيك خطير جدا ما لم يتم تلافي الثغرة التي حدثت في هذه المنطقة فان مأرب في خطر والمحافظات الشرقية في ما بعد ستكون مسرح لعمليات المليشيات الحوثية".