المملكة والإمارات لـ«اليمنيين»: انبذوا الفرقة والانقسام

صحيفة شبوة اليوم-الرياض

جددت المملكة والإمارات أمس تأكيدهما على استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية لاحتواء «فتنة» عدن، كما أكدتا عملهما بالتنسيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار، ورحبت الدولتان باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة لـ«حوار جدة».

وفي سياق الالتزام السعودي الإماراتي المشترك، رحب الاتحاد العربي لحقوق الإنسان بالبيان، مؤكدا على أن التحالف العربي مستمر من أجل تحقيق أهدافه، وإعادة الأمل لليمنيين في ظل بلد آمن ومستقر خال من المشروع الإيراني الذي يقوده الحوثي.

» الحكمة والوحدة

وقال رئيس الاتحاد، عيسى العربي: إن ما جرى من أحداث مؤسفة في الفترة الأخيرة، يستلزم تجاوزه بالحكمة وتوحيد الصف لمواجهة العدو الحوثي الذي انقلب على الشرعية واختطف الدولة، خدمةً للمشروع الإيراني في المنطقة.

من جانبه، قال الباحث السياسي مبارك آل عاتي لـ«اليوم»: البيان جاء ليجدد التزام المملكة والإمارات بالعمل معاً في إطار التحالف العربي، وباستمرار تحمل مسؤولياتهما إزاء اليمن الشقيق ودعم حكومته الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي عبر الجهود العسكرية والسياسية.

وأصدرت المملكة ودولة الإمارات أمس بياناً مشتركا لتأكيد حرصهما على القيام بمسؤولياتهما في تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتواصلا لبيان سابق صدر في 26 أغسطس المنصرم حول مجريات ومستجدات التطورات السياسية والعسكرية عقب الأحداث التي وقعت في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) وما تلا ذلك من أحداث.

» التهدئة والحوار

وفي السياق، يقول عيسى العربي: التحالف حريص على دعم الحكومة الشرعية بحسب معطيات قانون حقوق الإنسان، وشدد على أن ما تضمنه البيان من دعوة للحوار ووقف إطلاق النار، والانخراط في حوار جدي وحقيقي، هو السبيل الأمثل والأوحد لعلاج أي خلافات بين الأشقاء اليمنيين.

ولفت بيان أمس إلى الترحيب بدعوة المملكة للحوار في (جدة)، مؤكدا على استمرار جهود الرياض وأبوظبي السياسية والعسكرية لاحتواء تلك الأحداث.

في المقابل، شدد آل عاتي على ضرورة وقف إطلاق النار، والاستعداد لانطلاق حوار يسهم في إنهاء الخلافات ويعالج آثار الأزمة، وأضاف: سيمهد ذلك لتهيئة بيئة سياسية محفزة على الحوار والتفاوض تنتج رؤية مشتركة توحد الجهود لمواجهة العدو الحقيقي وهو ميليشيات الحوثي المنفذة للمشروع الإيراني.

» تنسيق مشترك

وقال البيان المشترك: عملت الدولتان وبتنسيق وثيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة.

ويواصل: وإذ تعرب الدولتان عن ترحيبهما باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار، فإنهما تشددان على ضرورة استمرار هذه الأجواء الإيجابية والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، لما يمثله ذلك من خطوة رئيسية وإيجابية لإنهاء أزمة الأحداث الأخيرة في محافظات (عدن، أبين، شبوة).

وأكد البلدان على أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة، والعمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينهما الفتنة.

» التصعيد الإعلامي

ولفت البيان إلى أن ما سبق يأتي لمراقبة وتثبيت وقف الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة ووقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف بجميع أشكاله ووسائله، والتعاطي بمسؤولية كاملة لتجاوز هذه الأزمة وآثارها وتغليب مصلحة الشعب اليمني الذي ينشد الأمن والاستقرار وتوحيد الصف.

وحول ما جاء أعلاه، قال مبارك آل عاتي: الجديد والمهم في البيان هو طلب التحالف إيقاف خطاب التصعيد الإعلامي ولغة التراشق لإنهاء حالة الاحتقان بين كافة الأطراف، فالتهدئة الإعلامية أصبحت ضرورية لإطفاء نار الفتنة. وشددت الدولتان على استمرار دعمهما الحكومة الشرعية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية وهزيمة المشروع الإيراني ودحر الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن، وأعلنتا استمرار تقديمهما المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.