تأييد دولي كبير للمبادرة السعودية يضع إيران في اختبار صعب
توالت ردود الفعل الدولية على المبادرة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، لوقف الحرب في اليمن، وهو ما يشكل ضغطا مباشرا على إيران التي توعز للمليشيات الحوثية تجاهل أي محاولات من شأنها الوصول إلى حل سياسي، وتدعم استمرار الحرب أطول فترة ممكنة حتى تحقق مصالحها وتوسعاتها في المنطقة.
التأييد الدولي الذي شمل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة يبرهن على أن هناك مساعي غربية نحو إنهاء الحرب وبالتالي فإن موقف المليشيات الحوثية سيكون مرتبطا بشكل مباشر بما تسعى إليه إيران، وفي حال رفضت المليشيات المبادرة فإن إيران ستجد نفسها في موقف محرج وقد تتعرض لمزيد من العقوبات الأمريكية لإرغامها على تغيير موقفها.
وضعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي أمام مسؤولياته عبر إطلاقها تلك المبادرة، ففي حال لم يكن هناك تجاوب معها في ظل التأييد الدولي العارم فإن ذلك يعني أن هناك أطرافا دولية تسعى لاستمرار الحرب بيما تطلق مواقف علنية مغايرة لما تظهر عليه تصرفاتها من الأزمة، وهو ما يدفع نحو مزيد من الضغوطات التي سوف تمارسها تلك الأطراف على إيران لإقناع الحوثي بالجلوس مجددا على طاولة المفاوضات.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية قد لن توقف عملياتها العسكرية في الوقت الحالي لأن هناك رغبة إيرانية في استمرار الضربات واستغلال حالة التماهي التي ظهرت عليها إدارة جو بايدن مع طهران وبالتالي فإنها ستحاول استغلال تلك الحالة من أجل حصد مزيد من المكاسب تحديدا على مستوى دعم برنامجها النووي.
عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بمبادرة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، وطالبت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بشكل فوري، ودعت الدبلوماسية الأمريكية إلى العودة للتفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة.
كما رحبت الأمم المتحدة بمبادرة السلام السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، بما يتماشى مع المبادرة الأممية، وعبرت مساء اليوم الاثنين، عن تطلعها إلى المزيد من العمل مع مختلف الأطراف لإنهاء الصراع.
وكذلك أيَّد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، مبادرة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن، وقال إن دولة الإمارات تدعم المبادرة بشكل كامل، مضيفًا أنها تعد فرصة ثمينة لوقف إطلاق النار في اليمن، وتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم.
ودعا إلى تضافر المجتمع الدولي لحث كافة الأطراف على الالتزام بالمبادرة ووقف إطلاق النار، مشيدًا بالدور المحوري للمملكة في تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة المناصفة، وجدد التزام بلاده بالوقوف إلى جانب المدنيين ودعم طموحاتهم المشروعة في التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.
أكد خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي أن مبادرة المملكة تأتي ضمن المبادرات السابقة، لإنهاء الأزمة في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل، وأشار في بيان، منذ قليل، إلى أن المبادرة تجسد اهتمام المملكة باستقرار اليمن، مؤكدا أنها تمنح الحوثيين الفرصة لإعلاء مصالح اليمن وشعبه على الأطماع الإيرانية.
وشدد على أن المبادرة تتضمن وقف إطلاق النار الشامل في اليمن لرفع معاناة المدنيين، معبرا عن أمله قبول مختلف الأطراف البدء في مشاورات سلام للتوصل إلى حل سياسي مستدام، وتعهد بمواصلة السعودية الدفاع عن أراضيها وحدودها وشعبها ومقدراتها، ضد اعتداءات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
رحبت منظمة التعاون الإسلامي بمبادرة المملكة العربية السعودية من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، وإنهاء الصراع، وعبرت في بيان، مساء اليوم الاثنين، عن تقديرها لحرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة، داعية جميع الأطراف لقبول المبادرة.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، مساء اليوم، مبادرة لوقف شامل للنيران، تدخل حيز التنفيذ فور قبولها من جميع الأطراف.