خبير اقتصادي : تعطيل وتدمير حكومي ممنهج لمكاتب البريد لتنفيذ عمليات مشبوهة وخدمة محلات الصرافة
ومحافظات الجنوب العديد من الصعوبات التي تقف عائق امام إستعادة نشاطه، وتقديم خدماته للمواطنين، ومن ابرز الصعوبات التي تواجه البريد، هي إستمرار مركزية صنعاء، حيث لا تزال شبكة الحاسوب البريدية في عدن مرتبطة بصنعاء، وكذلك نقص السيولة المالية، واستمرار تسليم مرتبات الموظفين عبر شركات الصرافة، بالإضافة إلى التدمير الممنهج الذي تعرض له القطاع البريدي في عدن والجنوب. ويطالب مسؤولون في البريد الحكومة والجهات المعنية بتعزيز البريد بالسيولة النقدية، وفصل بريد عدن، عن مركزية صنعاء حتى يتمكن من استعادة نشاطه وتقديم خدماته للمواطنين، والتي بدورها تعزز العملية المالية وتسهم في الحفاظ على توازن العملة. ورجح الخبير الاقتصادي، أرسلان الجبيري، أن إيقاف نشاط البريد وتهميشه خلال السنوات الماضية كان بشكل متعمد من قبل نافذين في الحكومة لممارسة عمليات مشبوهة. وقال الجبيري انه "وخلال فترة اللادوله التي نمر بها وانتهاء المؤسسات الرسمية للدولة انتشرت محلات الصرافه وبنفوذ حكومي لممارسه عملية النهب وغسيل الاموال وخلق عدم توازن للعملة بحيث ان البريد تم توقيفه وتهميشة بشكل متعمد من تلك الاطراف بسبب انه لاتستطيع تلك الاطراف ممارسة عملها المشبوه من خلال البريد". واضاف : "ايضا يمثل البريد نظام حكومي يمسك ارشيف ودليل مالي باي تعاملات خاضع للرقابه لذا فان اي عمل غير قانوني سيظهر للواقع باي وقت من الاوقات عكس ما يحصل في محلات الصرافه التي اصبح كل محل لدية برنامج مالي مستقل لايخضع للرقابه ولا اي توثيق او مراجعه من قبل الجهات الحكومية وهنا اصبح الفاسدين في مأمن لعملياتهم المالية المشبوهه لدى صرافي السوق السوداء وتم تهميش دور البريد بشكل متعمد". وأشار الجبيري، إلى تطور البريد على المستوى العالمي، وحداثة الخدمات التي يقدمها، وقال : "في جميع انحاء العالم اصبح البريد قطاع حديث يمارس عمليات تساهم في تغيير نواحي الحياه بحيث انه يساهم في ايصال المراسلات الهامة بين القطاعات الحكومية وبين المواطنين ايضا وقد طورت بعض الدول عمل البريد بشكل اكثر بحيث يستخدم في كثير من الدول منها دول الخليج كوسيلة تبليغ يدوي لاي طلبات او اشعارات لاي طرف والتي تخضع للتوقيع والتبليغ للطرف المستلم للحضور او المثول امام اي جهه بحيث يعطي البريد الصفه القانونية للشخص المرسل او الجهه المرسله صفة التاكيد بالتبليغ والارسال".بحسب "عدن تايم". وعن اهمية استعادة نشاط البريد في الجنوب والمناطق المحررة عموما قال الجبيري، :"في بلادنا وبحكم ان البريد يمارس عملية صرف المرتبات للموظفين في القطاعات الحكومية من المتقاعدين وتحصيل رسوم الخدمات من ماء وكهرباء وهاتف، فان البريد يساهم في تصحيح الدورة المالية وتنظيمها من خلال سحب السيولة من السوق عبر استلام رسوم الخدمات ويساهم ايضا في تنشيط المجال المالي من خلال صرف رواتب الموظفين بحيث ان دور البريد يعتبر اكثر امان من شركات الصرافه والبنوك، لان البريد قطاع لايهدف للربحيه، لذا فان عملية التحصيل والصرف تخضع لخدمات واضحه بعيدا عن المضاربة النقدية التي تستخدمها محلات الصرافه والسوق السوداء، ومن هذا المنطلق فان البريد يساعد في عملية خلق توازن في تداول العملة وتخفيف الفجوة المالية للعملة المحلية".