أخلاقيات الطب تحت المجهر**

شبوة - خاص

عندما نختار مهنة الطب، نتعهد بأن نكون حماة لصحة وحياة الآخرين. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الممارسات الطبية قد انحرفت عن هذا المسار، مما يثير تساؤلات جدية حول القيم والأخلاقيات الطبية. من المؤلم أن نرى بعض الأطباء يبيعون مرضاهم لشركات الأدوية التي تقدم لهم الهدايا النقدية والامتيازات، مثل حضور المؤتمرات العلمية والرحلات الترفيهية، مقابل كتابة وصفات طبية لأدوية يمكن أن تكون أغلى بكثير من بدائلها المتاحة في السوق. هذا التصرف لا يعكس فقط فقدان الثقة، بل يشكل خيانة لمبادئ المهنة التي تدعو إلى رعاية المرضى بموضوعية وأمانة. ويزداد الوضع سوءًا عندما يتم تحويل المرضى إلى معامل التحاليل والأشعة الأكثر تكلفة بحجة أن الطبيب "لا يثق إلا بها". فالحقيقة هي أن بعض الأطباء يتلقون عمولات مقابل إرسال المرضى إلى هذه المعامل، وفي كثير من الأحيان يطلبون أشعة وتحاليل غير ضرورية فقط لزيادة أرباحهم. هذه الممارسات تعرض حياة المرضى للخطر وتؤدي إلى تفاقم الأعباء المالية عليهم. كما أن هناك حالات يُجرى فيها عمليات قيصرية بلا داعٍ، وهو إجراء يحمل مخاطر كبيرة للأم والطفل. يُظهر هذا السلوك عدم احترام لحق المريض في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة فقط، وليس من أجل تحقيق مكاسب مالية. أيضًا، عندما يختار طبيب ما إيقاف إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات العامة ليمارسها في المستشفيات الخاصة بأسعار مبالغ فيها، فأين ذهب قسم المهنة والتزامه بخدمة المجتمع؟ إن هذا النوع من السلوك يفضي إلى تفشي الفساد ويؤثر سلبًا على النظام الصحي ككل. كما أن طلب وضع المولود في حضانة بدون داعٍ يعد انتهاكًا لأخلاقيات المهنة، وينذر بما هو أسوأ: البحث عن الربح على حساب صحة الأطفال وراحة الأهالي. إنني أطرح هذا التساؤل المهم: هل درسنا الطب لنُعلي من شأنه، أم لنعزز من ظهور البشر ونزيد من الأرباح الشخصية؟ في الختام، تحية للعشرات من الأطباء الشرفاء الذين يسعون بجد للحفاظ على هذه القيم والمبادئ الإنسانية. إنهم يمثلون النبل والأخلاق في زمن قد كثرت فيه التحديات. نحتاج جميعًا إلى استعادة ثقتنا في مهنة الطب، والعمل معًا من أجل مستقبل صحي ومشرق للإنسانية.