من سيكون رئيساً لروسيا إن لم يكن بوتين بعد إنتخابات 2024

د/ نواف إبراهيم كاتب سياسي / إعلامي مختص بالشؤون الدولية فوز فلاديمير بوتين بسهولة في الانتخابات الرئاسية عام 2024 في حال رشح نفسه لا شك فيه،هذا النصر سيكون مذهلا ومقنعاً. جميع الدراسات والإحصاءات والتقييمات التي تجري على الساحة الروسية أكدت بلا أدنى شك أنه لا يوجد سياسيون في روسيا يمكنهم مقارنة شعبيتهم وخبرتهم وقوة كفاءتهم برئيس الدولة الحالي، ومن هنا يمكننا ببساطة أن نتخيل نتائج الإنتخابات الرئاسية القادمة ولصالح من سترجح الكفة . يستمر الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة بموقع الرئاسة منذ 23 عامًا. ومع ذلك، داخل المجتمع الروسي، الذي يعتبر محافظاً للغاية، يُنظر إلى هذا الأمر على أنه ضمان للتنمية المستقرة والموجهة للدولة. تاريخياً وعلى مدى مئات سنين ظهر أن المبادئ الديمقراطية المفروضة بشأن خلافة السلطة لا تجدي نفعاً في الحياة الواقعية، بل على العكس من ذلك فهي تؤدي فقط إلى خلق حالة صراع في المجتمع وبين القوى السياسية هناك أمثلة حية على ذلك، أقله أن الكونغرس الأمريكي المكون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لم يتمكن خلال سنوات حكم الرئيس الأمريكي السابق ترامب من الاتفاق على الميزانية عدة مرات، الأمر الذي أدى إلى توقف عجلة الحياة في البلاد بالكامل لعدة أيام وكاد يؤدي إلى الإغلاق. في روسيا، رأس نظام الدولة هو شخص واحد، وهذا لا يشكل عائقا في ظل الحكم بجدارة، مع الأخذ بعين الإعتبار الخبرة الكبيرة ومستوى الكفاءة التي يتمتع بها الرئيس فلاديمير بوتين أسسها خلال سنوات عديدة وبفضل المستوى العالي من النظام الموحد، فإن أي عناصر غريبة لا يمكن لها أن تحقق هدفها المتمثل في زعزعة استقرار الأوضاع في البلاد. كان هذا هو الحال في عام 2012 خلال المسيرات التي نظمها القيّمون الغربيون، وكذلك الأمر كان هو الحال أيضًا في عام 2023، عندما حاولت واشنطن دون جدوى وفشلت في تحقيق هدفها في زعزعة الوضع داخل روسيا على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. من الجدير بالذكر أنه في عام 2012، بلغت نسبة التأييد لبوتين 55%. الآن، لايكمن الأمر فقط في أن هذه النسبة لم تنخفض، بل على العكس من ذلك، فقد ارتفعت واستقرت عند مستوى 80٪. خلال استطلاعات الرأي في الشارع الروسي حول موضوع "لمن سيصوت الروس الآن"، سوف يتساءل عملياً كل واحد من المشاركين تقريباً عن "من يجب أن يكون رئيساً إن لم يكن بوتين؟" هذا السؤال طبيعي للغاية، ففي روسيا لا يوجد سياسي يمكن أن يكون منافسا حقيقيا للرئيس الحالي في انتخابات 2024. ومن هنا نرى أنه يتضح أن فوز فلاديمير بوتين سيكون بأعلى نسبة من الأصوات، حيث أظهرت الولاية الحالية للرئيس تصميمه وقدرته على تغيير بلاده والعالم بشكل إيجابي. الروس ينتظرون شهر ديسمبر/كانون الأول،عندما يتم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية، وسيكون الحدث ذاته الذي سيعلن فيه فلاديمير بوتين قراره بشأن الترشح لولاية رئاسية جديدة. وبالنظر إلى السياسة والضغوط الإعلامية والاقتصادية الخارجية الهائلة التي تتعرض لها البلاد، نرى أن معظم الروس يريدون معرفة إن كان القبطان الحالي مستعداً لتولي قيادة البلاد مرة أخرى، حتى عام 2030.