"وكالة أنباء سبأ" الانفصالية..!
تجاهل وكالة "أنباء سبأ" التابعة "للحكومة الشرعية"، أخبار مشاركة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس عيدروس الزُبيدي، في الدورة الـ 80 للأمانة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك 2025م، "خزي وعار" يفضح الحقد الدفين والنزعة الإقصائية الانفرادية التي تسيطر على الجانب الإعلامي لهذه الوكالة التي يمتلكها الوزير الموسيقي "معمر الإرياني". حتى ونحن معهم كجنوبيين ونمثل في هذا المحفل (ولو على مضض) وفداً واحداً يحمل اسم بقايا ما كان يعرف بـ "الجمهورية اليمنية"، إلى جانب حفنة من المنبوذين والمشردين الذين يدعون كذباً وبهتاناً تمثيل بقايا الشعب الشمالي الذي يسكن تحت سيطرتهم في مديريتين بمأرب وشارع جمال وتربة تعز الإخوانية، لكن ذلك لم يرق لهم . ولكي لا يذهب بال القارئ هنا بعيداً، لم أطلب من تلك الوكالة المفرخة من "سبأ صنعاء" القابعة تحت حكم المليشيات الحوثية، أن تنقل أخبار تحركات ولقاءات الرئيس الزُبيدي التي تحمل صفته السياسية الجنوبية كممثل لشعب الجنوب الأصيل، أبداً ومستحيل، لكني استغربت تحاشيها ذكر أخبار ترؤسه لبعض الفعاليات المرتبطة بجدول أعمال الجمعية العامة والمداخلات والمناقشات التي شارك فيها بصفته الدولية المشرعنة كنائب لرئيس ماتبقى من جمهوريتهم المزعومة على الورق. فماذا يعني أن تقوم وكالة الوزير الإرياني، بنقل مداخلة بسيطة للدكتور عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، في إحدى الفعاليات الاقتصادية المجدولة للجمعية، إضافة إلى أخرى لوزير الخارجية شائع الزنداني، بينما تجاهلت كلمة نائب رئيس مجلس القيادة "الزبيدي" إمام مجلس الأمن الدولي حول "الذكاء الاصطناعي والسلام والأمن الدوليين"؟ ماذا يعني ذلك؟!! لا يمكن اعتبار ذلك التغيب مجرد سهو إجرائي أو خطأ تحريري، بل هو فعل سياسي ممنهج بامتياز ويحمل دلالات عميقة تفضح ضعف وهشاشة الشراكة القائمة داخل مجلس القيادة الرئاسي، واستمرار عقلية الاستحواذ الشمالي على كافة المؤسسات التي تقع تحت سلطتها، ومنها المؤسسة الإعلامية، الذي من المفترض أن تمثل مرحلة الشراكة والتوافق الحالية ــ ولو حتى مجازاً ــ أمام الرأي العام الدولي، بعيداً عن السياسات الأحادية المفضوحة. حقيقة، لا يمكن فصل سلوك وكالة "سبأ" عن المناخ الإعلامي والسياسي العام الذي تسيطر عليه العقلية التقليدية لقوى الهيمنة والنفوذ الشمالية منذ العام 90م، تلك العقلية الاستحواذية التي ترى أن الدولة وكل مؤسساتها هي ملكية خاصة لفئة معينة دون غيرها. عموما، كان يفترض على الوكالة "سبأ" ــ التي تعتبر الذراع الإعلامي الرسمي للحكومة المعترف به دولياً ــ، أن تعكس الموقف الرسمي الموحد والمتجانس ولو شكلياً للقيادة الشرعية أمام العالم، وأن تكون وسيلة توحيد، بدلاً من أن تكون أداة صراع داخلي تستخدم لخدمة أجندات بعض الأطراف على حساب مصلحة الشراكة الوطنية المزيفة اصلا والهشة شكلا ومضمونا..!