27 أبريل 1994 ذكرى إعلان الغزو اليمني الغاشم على الجنوب العربي.
ذكرى 27 ابريل وإعلان الحرب على الجنوب العربي، تأريخ يوم أسود على الجنوب، أرضاً وإنساناً، يوم لا ينسى، ضمن سلسلة تواريخ ذكرى الشتات للأحداثِ الدامية لأسوى محتل يمني بغيض صنعه تحت مسمى الوحدة اليمنية وظهور الوجه القبيح للادعاء المزيف، وتعرٌت نواياهم الخبيثة، تتزامن مع ذكرى انتصار شعب الجنوب حلول ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك 2015، ذكرى انطلاق عملية "السهم الذهبي" الذي تمكن فيها أبطال المقاومة الجنوبية من تلقين القوات الغازية درساً لن يتم نسيانه بدعم وغطاء جوي من التحالف العربي، حيث فتحت للشعب الجنوبي بعد ليلة النصر الأسطوري العظيم والتي كانت علامة مضيئة في تاريخ الجنوب وشعبه العظيم المكافح الصابر، وتلك العديد من الانتصارات العسكرية والسياسية التي مكّنتهم من تصدر المشهد داخلياً و خارجيا والتقدم أكثر نحو تطلعاتهم المنشودة التي عزموا عليها في استعادة دولتهم كاملة السيادة، وقام الشعب الجنوبي بعد اكتشافهم لمخطط آخر يستهدف الجنوب وشعبه بمليونية إعلان عدن التاريخي في الرابع من شهر مايو 2016م، وتفويضهم للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، أعقبه إعلان المجلس الانتقالي ثم هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي وتعزيز وحدة الصف الجنوبي وسيره خلف قيادته،ثم لإستكمال البناء التنظيمي أفقيا ورأسيا للمجلس الانتقالي في كل جغرافية الجنوب وأصبح المجلس الانتقالي ممثلا للجنوب داخليا وخارجيا محققا مكاسب سياسية وعسكرية، وتقدمه نحو تحقيق أهدافه، إلا أنه وعلى الرغم من 29 عاماً، على هذا الإعلان المشؤوم لاتزال الحرب مستمرة على الجنوب أرضاً وشعباً وهوية، وبالتزامن مع هذه الذكرى المشؤومة للشعب الجنوبي يتذكر الجنوبيون جيداً تلك الأحداث التي حصلت لهم والتي لم تزل آثارها على الجنوب ويعانون منها بسبب هذه الوحدة الجائرة أرضاً وإنساناً وتاريخا وهوية كل ذلك إزاء حلم حمل بذور أزمته منذ ميلاده .. وستظل نكبة 94 حدثًا حزينًا ومؤلمًا في تاريخنا الجنوبي العربي، لإحتلال الجنوب في الذكرى 7 يوليو المشؤوم لعام 94م، كان مقدمة لويلات لا يزال يتكبدها الجنوب حتى اليوم، ويعيشون واقعا مغايرا يعاني إزاء ما حدث في الجنوب من تهجير وقمع وترويع وتهديد واحتلال، وتنظر للجنوب كجغرافيا لا شعب وهوية وتاريخ، فتصور الجنوب وشعبه مغنماً لهم ليس إلا، وظلت اعتداءات الاحتلال اليمني البغيض على الجنوبيين تتكرر والانتهاكات لا تتوقف ليل نهار، والشعب الجنوبي المناضل يجابه هذه الانتهاكات بعزيمة لا تلين، وبصدور عارية، واستمرّ الشعب الجنوبي الصامد مواجها آلات القمع والتنكيل الشمالية وجرائمها المرتكبة بحقهم ومحاولات تغيير الهوية الجنوبية التي كانت تسعى قوى الحرب جاهدةً لطمسها، وبالرغم من كل أشكال التهكم الذي مارسه الاحتلال اليمني من شق الصف الجنوبي، من خلال إشعال فتيل الثارات وتكريس الصراعات للمناطقية إلا أن التصالح والتسامح كان المدماك التي تكسرت عليه أحلامهم الرخيصة وانطلق الجنوبيون بثورتهم السلمية أمام كل الممارسات الهمجية التي كانت ضدهم من قبل الاحتلال الغاشم مقدمين العديد من الشهداء والجرحى والأسرى أثناء مسيرة معركتهم لتحقيق أهدافهم المنشودة .. يُعد الاحتلال اليمني للجنوب من أبشع أنواع الاحتلال في العصر الحديث، استمر إلى اليوم أكثر من ربع قرن وارتكبت قواته طيلتها أفظع وأبشع الجرائم ضد الإنسان الجنوبي والبيئة، وانتهجت سياسة الإبادة الجماعية، ونهب ثروات الجنوب وتدمير ممتلكاته، والتَّهجير القسري الجماعي والفردي، والقتل، والتَّعذيب، والاغتصاب، والتَّجويع، والإذلال. والاقصاء والتهميش، وحرق الأراضي والمحاصيل وانتهاك الممتلكات العامة والخاصة .. إلخ ... عمومًا، إن الجرائم أبشع للاحتلال اليمني على الجنوب العربي ثابتة بالشواهد التاريخية والوثائق الدولية، وراسخة في ذاكرة الأفراد والجماعات الجنوبية المتوارثة، وتُعد من المسلمات التاريخية، ومثلها كفاح الشعب الجنوبي وتضحياته بالنَّفس والنفيس .. نجدد التأكيد بأننا لن نقبل ببقاء بقايا الإحتلال اليمني على أرض الجنوب، ويجب القضاء عليهم وأن يرحلوا من الجنوب العربي ويخرجوا، طال الزمن أو قصر حتمًا ستنتصر دولة الجنوب ولن تموت وستبقى طالما بقيت معاني الشرف وعقيدة الأرواح والمجد عظيمة للمقاومين الأبطال في جنوبنا، وستبقى أرض رباط وعلامة فارقة في تاريخ هذه العالم إلى أبد الآبدين ..